بلا عينين لم يستطع رؤية الأكياس الفارغة، والنّفايات الطَّافية على صفحة الماء. ربما دفعته الرَّوائح الكريهة إلى استشعار أنَّ المنظر شديد الكآبة لدرجةٍ دفعته إلى الاستدارة، وإعطاء النَّهر ظهره، لكنَّه سرعان ما تذكر ما خرج من أجله؛ فعاد إلى استقبال (...)
أخاف أن تفلت يدك يدى؛ فيبتلعك الزحام. عادة ما تردد تلك الجملة بوجه تشع منه الطيبة، والجدية فى آن واحد.
أفرد قامتى القصيرة، وأمط رقبتى، وأقف على أطراف أصابعى؛ لأبدو أكثر طولا، وأجهد فى إقناعها بأننى أستطيع العودة بمفردى إلى الدار، إن توهت فى زحمة (...)
(1)
بلا عينين لم يستطع رؤية الأكياس الفارغة، والنّفايات الطافية على صفحة الماء، ربما دفعته الرَّوائح الكريهة إلى استشعار أنَّ المنظر شديد الكآبة لدرجةٍ دفعته إلى الاستدارة، وإعطاء النَّهر ظهره، لكنَّه سرعان ما تذكر ما خرج من أجله، فعاد إلى استقبال (...)
ولما جاء الربيع والكلأ، ألقى الصبى ضمادته البيضاء، وأهمل خرافة؛ فأقبلت الصَّبِيَّة، وأهملت عنزاتها. قال لها: (ما نراعى فى البنات غيرك، يا سما)؛ فأهدته الدُّمية والبَسمة. ولما وضع رأسها بين أصابعه الصغيرة، وأراد قطف القبلة، ثارت الرمال؛ فوخزته فى (...)
صغارا كنا، نخرج من المدرسة بعد نصف نهار، نقف على أعتاب بيوتنا بتردد، نخشى أن تحد جدرانها من حركتنا؛ نلقى حقائبنا إلى الداخل، ونرتد سريعا إلى الوراء، ننطلق إلى البراح، نركض بأقصى سرعة، لا نعبأ بحرارة الجو، أو لهيب الرمل، نثير ضجة، طالما أرقت مضاجع (...)