كانت الشبورة على شاطىء النيل بإحدى محافظات الصعيد، كثيفة تتحرك كتلها في ثقل إلى الأشجار يخيل لمن يراها وكأنها كتل بشرية تتمايل كالأشباح، والماء ساكن كالذئبق لا حركة فيه، والصمت يلف المكان، والنجوم في السماء تأتي وتمضي فيزيد المنظر رعبًا (...)
سرت الدماء تتدفق بسرعة شديدة، وتسري في عروق الفرّان البسيط، كسريان النار في الهشيم، وتجمدت الدموع في عينيه، كما لو كانت أنها أبت أن تنذرف على زوجته التي لم تتذكر له صنيعًا طيبًا أو معروفًا.
تلعثمت الكلمات بين شفتيه، وانعقد لسانه عن الكلام، وكاد أن (...)