نعلها المتآكل يمرر لقدميها أكثر مما يمنع.. قتامة ملابسها تعكس سواد أيام عاشتها، ويزداد الأمر تعقيداً مع خطوط العجز التى تكثر تحت العينين والجبهة.
تنظر بتأمل إلى بقايا أسلاك شائكة وضعها الأمن خلال أيام الثورة؛ منعاً لوصول المظاهرات إلى قصر عابدين.. (...)
"زنجي يحدثه مبتسماً ثم يطير.. اشعاعات ذرية تخرج من قلبه وعينيه وكفه.. الأقمار الصناعية تسمع كلامه وتسجله ثم ترسله الي اسرائيل.. يوماً أوقف قطار مترو الأنفاق بقدميه".
لا يبدو عليه علامات الجنون أو الخروج عن المألوف، ملابسه تظهره رجلا عادياً من تلك (...)
نحّا قاصدو أحذيتهم جانبًا، وافترشوا العشب الذى يتوسطه أشجار مقابلة لمبنى قدموا لتوهم به مظلمتهم.. يتبادلون حديث ليس له علاقة ماسة بمعاناتهم، ربما الرغبة فى النسيان أو الملل من تكرار رواية مشكلة عمرها إحدى عشر عاماً.
رغم المعاناة إلا أنهم قابلوا فلاش (...)
أصعب ما فى معاناتهم هو أنه لا مجال لنسيانها، فالجسد يذكرهم كلما أرادوا النسيان.
الثانية ظهراً.. الحر شديد .. تجمعوا تحت ظل الأشجار؛ يتبادلون حديثاً، كل منهم يجزم سراً أنه لا فائدة.
يصمتون فى وقت واحد كما لو كان الأمر أشبه بإتفاق، فيختلسون نظرات إلى (...)
يتوافدون تباعاً.. يقفون كما لو كانوا مدربين على الاصطفاف فى انتظار اللاشىء.. حرارة الشمس لم تثنهم عن غايتهم، بل زادت لهيب حماستهم.
الصفوف المحتشدة أمام قصر عابدين حيث ديوان المظالم، تحمل ثقة وتوجساً واهتماماً ولامبالاة.. مشاعر متضاربة يبثها صمتهم (...)