مآل هذه القصة غير متوافر، لكن المتوافر لحسن الحظ، هو الملاحظات التي خطها ساراماغو على هامش عمله على هذه الرواية، وتتضمن أفكاره حول الطريقة التي كان ينوي فيها ختمها. ملاحظات تحضر في نهاية النص على شكل دفتر يوميات ويسر الكاتب فيها أيضاً بأشياء كثيرة (...)
بعد بحوثه المرجعية الثلاثة: "الهويات القاتلة" (1998)، و"اختلال العالم" (2009)، و"غرق الحضارات" (2019)، التي عبَّر فيها عن مخاوفه المشروعة من المخاطر المختلفة والطارئة التي تتهدد عالمنا، كان قُرَّاء كُثر ينتظرون، لا بل يتمنون، أن يتناول الكاتب (...)
يتعذّر إحصاء المعارض التي خُصِّصت إلى حد اليوم في الغرب للرسام الفرنسي الكبير إدغار دوغا (1834 1917). لكن المدهش هو أن أيّاً منها لم يتوقّف مليّاً عند مصدر إلهامه الرئيس، ونقصد دار الأوبرا في باريس التي تردد الفنان عليها طوال حياته وأنجز داخلها أهم (...)
بعد كمٍّ من الروايات الخرافية التي تشكّل تحيّة للخيال الشرقي، قرّر الكاتب الهندي - البريطاني سلمان رشدي النزول ببساطه السحري إلى أرض الواقع في روايته الأحدث «دارة غولدن»، التي صدرت ترجمتها الفرنسية حديثاً عن دار «أكت سود» الباريسية، ويخطّ فيها (...)
منذ روايته الأولى «قسَم البرابرة» (1999)، ما برح الكاتب الجزائري بوعلام صنصال يثير الجدل في الوسط الأدبي الفرنسي والعربي، مع كل إصدار جديد له، بفضل موهبته الروائية والكتابية، وأيضاً بسبب مواقفه الجريئة التي لا تخلو من التحريض.
في روايته الأخيرة، (...)
من رواية إلى أخرى، ما برح الكاتب الباكستاني نديم إسلام (مقيم في إنكلترا) ينبش كنوزنا الثقافية، مقابلاً الجهل بالمعرفة، والبربرية بالشعر، والعنف بالجمال، وفاضحاً التطرّف والظلم والفساد حيث يجدهم.
وهذا ما يفعله في روايته الخامسة، «الأسطورة الذهبية» (...)
سبع سنوات تفصل بين رواية الكاتب الأميركي بول أوستر السابقة «سانست بارك»، وروايته الجديدة «4321». هذه الفترة قد تبدو طويلة لقرّائه الذين ينتظرون جديده بفارغ الصبر، ولكن حين نعرف أن نصّ «4321» يتجاوز الألف صفحة وأن أوستر يتخيّل فيها أربعة مسارات (...)
مَن منا قرأ أو حتى سمع بكاتب روسي يدعى مارك ألدانوف (1886 - 1957)؟ سؤال لا نطرحه رغبةً في جوابٍ نعرفه سلفاً، بل للإشارة إلى أن التاريخ يظلّل أحياناً عمالقة، ألدانوف هو بالتأكيد واحد منهم. هذا ما يتجلى بسرعة لمَن يقرأ واحدة من رواياته الغزيرة التي (...)
في روايتها الأولى «سقوط الصلوات» (2006)، أحلّت الكاتبة التركية سيما كايغوسوز مناخاً سحرياً على جزيرة تحضر فيها التقاليد والأساطير كعنصر تشويشٍ وقلقٍ لقاطنيها، لا تفلت منه سوى الطبيعة الخاضعة لقوانينها الخاصة. وها هي تعيد الكرة في روايتها الثالثة، (...)
جون راي كاتب أميركي يمارس الكتابة الروائية كبهلوان يسير عالياً على خيطٍ مشدود. ولا شك في أن ذلك يفسّر شهرته الباكرة في وطنه، وأيضاً إقدام دار «سوي» الباريسية حديثاً على إصدار الترجمة الفرنسية لروايته الأخيرة «حوادث الزمن الضائع» (2016). عملٌ شيّده (...)
ثمة كتب نحدس بأنها سترضي فضولنا الأدبي ما إن يقع نظرنا على عنوانها، ولا تخيّب حدسنا حين ننطلق في قراءتها، بل تجعلنا نتمنّى لو أنها لا تنتهي. هذا ما ينتظرنا في «كتاب الكتب الضائعة» الذي صدرت ترجمته الفرنسية حديثاً عن دار «أكت سود» الباريسية، بعد أشهر (...)
منذ ظهورها في الجزء الأول من سلسلة «ميلينيوم» البوليسية الشهيرة التي ابتكرها الكاتب السويدي ستيغ لارسن (1954 - 2004)، نعرف أن بطلة هذه السلسلة، الشابة ليزابت سالاندر، هي شخصية فريدة من نوعها، ليس فقط بالوشم الذي يغطّي كامل جسدها ويذكّرها بالوعد الذي (...)
إدمون شارلو (1915 2004) لم يكن مجرّد ناشر من بين ناشرين فرنسيين كثر نشطوا خلال القرن العشرين. إنه عبّارٌ أدبي مميّز ومغامر تمكّن في سنّ الواحدة والعشرين، وبإمكانات مادية محدودة، من تحقيق حلمٍ جميل: خلق فضاءٍ حيوي لنشر الكتب الأدبية وبيعها وإعارتها، (...)
«لم يكن يرى سوى الأم التي كانت تغسل شعرها ثم تجدله أمام العين الزجاجية التي كانت تلاحق ذراعيها العاريتين والمرفوعتين لتثبيت ضفائرها على قمة رأسها. تصوير تحت أنظار الجيران المستنكِرة. لم يكن يرى غيرها وغير شعرها المطلي بالطين الأحمر. حين استقرت (...)
ما برح الفنان الإنكليزي دايفيد هوكني منذ الخمسينات، ينتج أعمالاً «سعيدة» بمقدار ما هي مبتكَرة ومثيرة للفضول. أعمالٌ تعكس جرأته في استثمار مختلف التكنولوجيات الحديثة في عمله، وفي الوقت نفسه، تلقّيه من دون أي عقدة إرث مؤسّسي فنّ الرسم الحديث.
هذا ما (...)
منذ صباه، ما برح الكاتب الأميركي راسِل بانكس يلبّي رغبةً ملحّة في السفر، أو بالأحرى في الهروب. هذا ما يتجلّى في كتابه الجديد الذي صدرت ترجمته الفرنسية حديثاً عن دار «أكت سود»، بعد أشهر قليلة على صدوره في نيويورك، ويتألف من مجموعة نصوص شخصية كتبها (...)
إنها لمفاجأة أن نعثر على ثماني عشرة قصّة غير منشورة للكاتب الأميركي الكبير فرانسيس سكوت فيتزجيرالد (1896- 1940) بعد نحو قرنٍ من صدور رائعته الأدبية «غاتسبي الرائع»! مفاجأة يحق للقارئ أن يتساءل تحت وقعها أين كانت مخفيّة هذه النصوص التي صدرت ترجمتها (...)
حين نال الكاتب الجنوب أفريقي جون ماكسويل كوتزي جائزة نوبل للآداب عام 2003، كتبت لجنة تحكيم الجائزة في كلمة التهنئة: «ما يساهم في تنوّع أعماله هو عدم تكراره الوصفة ذاتها في كتابين». ملاحظة صائبة تتبيّن صحّتها مجدداً في كتابه الأخير والصغير «ثلاث (...)
ثمة حقيقة لغوية مثيرة لا نعيرها انتباهاً كافياً على رغم تشكيلها أمثولة لعالمنا اليوم الذي تشهد الهويات فيه حالة تشنّج وانغلاق تصل إلى حدّ التحجّر. حقيقة أن مفهوم الانفتاح والتعايش موجود بين الكلمات منذ بدء الخليقة ويشكّل شرطاً لأي لغة ليس فقط (...)
لا يمرّ عام من دون أن يمنحنا الكاتب والمخرج المسرحي اللبناني الكندي وجدي معوّض نصّاً مسرحياً جديداً غالباً ما يستوحيه من لقاء مع مخرج آخر أو مجموعة ممثّلين، أو حتى من نصٍّ مسرحي شهير، حين لا يستقي مادّته من مأساة اختبرها شخصياً أو عرف ضحيّتها عن (...)
من النادر الشعور بقشعريرة لدى الدخول إلى معرضٍ، مهما كانت طبيعته. شعورٌ سيتملّك حتماً زوار معرض «مواقع سرمدية، من باميان إلى تدمر» الذي تنظمه حالياً «جمعية المتاحف الوطنية» ومتحف اللوفر في «القصر الكبير» بباريس، ويهدف إلى إثارة اهتمام الرأي العام (...)
نعرف جيداً الصرح الأدبي الذي شيّده الكاتب الفرنسي جورج بيريك (1936- 1982)، لكنّ الأساس الذي ارتفع عليه هذا الصرح كان لا يزال مجهولاً حتى هذا العام. والمقصود هنا، الرواية الأولى التي وضعها بيريك بعنوان «اعتداء ساراييفو»، وأصبح في إمكاننا اليوم (...)
التراجيديا هي مسرحية هزلية بالمقلوب، وفقاً للكاتب المسرحي الفرنسي جورج فيدو. ولا شك في أن الكاتبة الفرنسية (من أصول إيرانية) ياسمينة رضا، الناشطة في الميدان المسرحي، تعرف ذلك جيداً، كما يظهر من روايتها الأخيرة «بابل» التي صدرت حديثاً عن دار (...)
باشرت باريس أخيراً، الاحتفاء بجماعة «الفن والحرية» المصرية السوريالية من خلال معرضٍ ضخم ينظّمه مركز «جورج بومبيدو»، ويتضمن، إلى جانب وثائق مكتوبة أو مصوّرة حول هذه الحركة المجيدة، عشرات اللوحات والرسوم والصور الفوتوغرافية والمخطوطات لأبرز (...)
قبل رحيله عن هذه الدنيا في 26 آذار(مارس) الماضي، ترك الكاتب الأميركي الكبير جيم هاريسون لقرّائه هدية هي عبارة عن نصٍّ قصير نسبياً صدر قبل أيام من وفاته عن دار «غروف» النيويوركية تحت عنوان «المشعبذ العجوز» (The Ancient Minstrel)، وصدرت ترجمته (...)