أرأيتم إلى ذلك الفارس النبيل؟
الذي يصول ويجول في ميدان القتال.
ويحقق أعلى صور البطولة.
والذي يكتب التاريخ.
ويصنع الأحداث العظام.
أتريدون أن نغوص في أعماقه.
وأن نتغلغل في نفسه وعقله وباطنه.
لنرى المعاني التي تملأ نفسه.
والتي تصنعه.
والتي (...)
ما أعجب بناء النفوس!!
وما أغرب المسالك التي يسلكها أصحاب البصيرة في ذلك البناء!!
حيث ينتقلون بالنفس من حال التخلية.
بكل ما فيه من تنقية وصهر.
وغوص على عيوب النفس وانحرافاتها وتشوهاتها.
من أجل الانتزاع والاستئصال لتلك العيوب.
حتى إذا ما تم ذلك (...)
أرأيت لو أن الطريق قد انقطع بك.
في جوف الليل.
وأنت على سفر.
وقد نفد وقود سيارتك.
وقد انقطع مرور البشر من ذلك الطريق.
وقد انقطعت سبل الاتصالات، ووسائل المواصلات، من حولك.
ولم تعد هناك وسيلة معروفة تصل بها إلى البشر.
هنالك
تمتلئ نفسك بالشعور (...)
لتزكية النفس ثلاث خطوات:
"التخلي"، و"التحلي"، و"التجلي".
أما "التخلي" و"التحلي" فهما من فعل العبد.
وهما عبارة عن مجاهدات.
ورياضات نفسية باطنية.
وتعب، ومنازعة.
وترويض، وتهذيب من الإنسان لنفسه.
ثم تطعيمها بالمعاني العلوية الشريفة (...)
أصدقائي!!
لقد بدأنا البناء منذ فترة.
بناء الإنسان.
وصناعته وتشييده وعمارته.
حتى يتكون بصورة سوية.
وحتى تتكامل عناصره.
وحتى يتم تركيب قواه بصورة صحيحة منتجة.
وبدون تشوهات نفسية ولا فكرية ولا اجتماعية.
***
وقد طال بنا الطريق.
وتشعبت بنا (...)
إذا أزحتَ عن نفسك الصخور.
ورفعْتَ عنها الأنقاض والركام.
وكسَّرْتَ تلك الحجب التي تراكمت عليها مع مرور الوقت، وطول الزمان.
من الغفلة، والهوى، والكبر، والأحقاد، والوهن، والتراخي، والفتور.
وإذا صبَرْت على تفلّتها ومراوغتها.
إلى أن تنقاد لك.
وإذا (...)
أرأيتم إلى الأبنية الفخمة الشاهقة.
ماذا كانت؟؟
لقد كانت فكرة هندسية معمارية.
ثم كانت قواعد تمَّ رفعها.
ثم كانت جدراناً تم تشييدها.
حتى استوت في آخر الأمر بناءً رفيعاً.
أرأيتم إلى البحار المتلاطمة.
ماذا كانت؟؟
كانت جداول صغيرة.
وأنهاراً (...)
خليل الرحمن إبراهيم.
في مشهد من مشاهد الجلال.
وموقف يمثل نقطة فارقة في تاريخ البشر.
وقد رفع قواعد بيت الله الحرام.
ثم توجه هو وإسماعيل -عليهما السلام- إلى الله تعالى بدعوات.
لخصت منهج النبوة في هداية البشر.
وتركت لكل الأمم والحضارات والثقافات (...)
للقرآن الكريم حديث طويل عن النفس.
وعن عيوبها.
وعن أسباب انحرافها.
وعن الآثار الخطيرة الناتجة من تسلطها على بقية القوى المكونة للإنسان.
وعن صور تفاعل النفس مع العواصف الصاخبة التي تهب عليها.
من نحو: الأهواء، والميول، والتعلقات، والأعراض، (...)
بلغني أن واحداً من القراء الكرام، اسمه أحمد، ترك تعليقاً على المقال الماضي: (السر العجيب)، وهذا نص تعليقه:
(كلام جميل... متعمق في الفلسفة، لكن فيه لغط في المفهوم.. بين الروح والنفس، ذكر الإمام الغزالي رحمه الله في كتابه "مجموعة رسائل الإمام (...)
سوف أطلعك اليوم على سر عجيب.
من أدق أسرار التركيب الإنساني الدقيق المتشابك.
سِرٌّ ترى به الأمور في أحجامها الطبيعية.
وفي مواضعها الحقيقية.
وتعرف به ذاتك بوضوح.
وتفرق به بين من يعاديك ومن يواليك.
من القوى الكامنة بداخلك.
وترى به كيف تتفاعل تلك (...)
لكل قوة من قوى الإنسان مطلب تطلبه.
ومقصد تتعلق به.
وتسعى إليه.
وتحيا من أجله.
فللعقل مقصد يسعى إليه.
وللروح مقصد.
وللنفس مقصد كذلك.
وللقلب معيار في تمييز المقاصد، واختيار أشرفها وأعلاها.
***
ثم إن تلك المقاصد إما أن تتفق.
فيكون مقصد (...)
النفس..
قوة من القوى، التي تركبت مع القلب والعقل والروح والجسد.
ومن مجموع ذلك كله يتكون الإنسان.
وللنفس وظيفة واختصاص.
كما أن للقلب وظيفة، وللعقل وظيفة، وللروح وظيفة.
ومن مجموع تلك الوظائف يتحقق دور الإنسان في الوجود.
***
وقد ركب الله تعالى (...)
المملكة الإنسانية
أعجب الممالك على الإطلاق..
حيث يتربع على قمتها ملك متوج وهو القلب.
ولهذا الملك جنود وأعوان.
ووزراء ومستشارون.
وحوله جيوش وأسلحة وعتاد.
وله خطط وطموحات وآمال ومقاصد.
ويحيط به أعداء ومهاجمون.
وتدور في تلك المملكة حروب وصراعات (...)
قد انقشع الضباب.
وانجلى الغبار.
وفُتحت النوافذ.
فدخل الهواء النقي.
فتغير الجو الفاسد الممتلئ بالأمراض.
وتم إجراء جراحات دقيقة لاستئصال الأخلاق والعادات الباطنية الرديئة.
وتم تكسير كل التشوهات التي تجمدت من قبل.
وتم جمع الحطام والركام الناتج (...)
أرأيت لو أنك على سفر.
وأن سفرك هذا بعيد.
وطريقك فيه صعب.
يمتلئ بالصحارى، والجبال، والوديان، والبحار، والصخور، والعثرات.
ومفارق الطرق.
التي تشتبه، وتتداخل.
وكل طريق منها يفضي إلى غاية مختلفة.
فإن سلامتك وأمانك.
ووصولك إلى مقصودك.
يعتمد على (...)
أرأيتم لو أننا أتينا بمصباح منير.
شديد السطوع.
يلقي بضوئه ونوره على كل ما حوله.
فيسترشد به الإنسان في رؤية كل شيء.
حتى يحسن التعامل مع كل شيء.
عن معرفة وبصيرة.
وحتى يتجنب التخبط والاصطدام بما حوله.
ثم أهملنا في إمداد ذلك المصباح (...)
لا يخفى عليك الفارق ما بين إنسان منشرح الصدر.
رحيب الأفق.
يمتلئ فؤاده بالثبات الباطني.
والعمق الداخلي.
مع اتصال بالملأ الأعلى.
واعتصام بالمولى.
وشهود للأحداث والأحوال من منصة عالية.
فيرقب كل ما يشتبك ويتداخل حوله.
دون أن يستخفه من ذلك (...)
القلب..
موطن النوايا.
وبيت المقاصد.
ودفة التوجيه.
ومفتاح تحديد الهوية.
فيه تنبت البذور الأولى للأخلاق.
وفيه تتشكل القيم.
ولا تزال تنهمر عليه التعلقات والأهواء الصارفة.
وتراوده المطامع.
وتميل به الشهوات.
وفي المقابل لا تزال تقوى فيه المقاصد (...)
ما زال بناء الإنسان يتكامل.
وما زالت الأركان تشيد.
وما زلنا نرفع القواعد من البيت.
وما زال الصرح يعلو.
حتى يبلغ بإذن الله عنان السماء.
وما زال الإنسان يتكون.
لبنة من وراء لبنة.
حتى أتينا اليوم إلى أعظم مكوناته.
وسره الخالص.
ومفتاح (...)
أصدقائي.
لقد قطعنا شوطا لا بأس به.
وارتفعت الأركان.
ونهض البناء.
وبدأت معالم شخصية الإنسان المسلم الرباني تتبلور.
وتنضج.
وتظهر آفاقها وأبعادها.
*******************
ذلك الإنسان الحر.
النبيل.
الواسع.
العميق.
المستوعب.
الذي عرف الله (...)
أرأيتم لو أن أحدا من الناس اعتزل.
وانغلق على نفسه.
وكف عن متابعة أحوال الزمان.
وأخبار البشر.
وانطوى على أموره المعيشية اليومية الخاصة.
كل ذلك والدنيا من حوله تدور.
والأحداث تتجدد.
وحركة الحياة تمضي.
وطبيعة الثقافة وأنماط المعيشة في مجتمعه (...)
هل أحدثكم عن الغواص الماهر؟
الذي تمّ تدريبه.
واكتمل تأهيله.
ومارس الغوص، واعتاده.
حتى صار متمكنًا من النفاذ إلى الأعماق بيسر وسهولة.
هل أخبركم عن الثمرات والنتائج المترتبة على ذلك؟
سيتعود الصبر والتأني.
وينصرف عن الظواهر والمظاهر إلى (...)
العقل المستنير.
ذلك الغواص الماهر.
طويل النَفَس.
واسع الأفق.
نافذ البصيرة.
ذلك الغواص الذي يسبح فيتجاوز سطح الأحداث والمواقف والأشخاص.
وينصرف عن المظاهر والشكليات.
ولا يهدر العمر في الوقوف عند تصرفات البشر، وضجيج حياتهم، ومجريات أحداثهم.
بل (...)
هيا بنا لنبدأ البناء.
بناء الإنسان.
فلقد وضعنا الأسس.
ورفعنا القواعد من البيت.
فعرفنا لمحة من جلال المولى، وعرفنا الإنسان، وأنه عند الله غالٍ، وعرفنا إمامنا وقائدنا وعشق قلوبنا، صلى الله عليه وسلم، وهبت رياح الهمم، فامتلأ الشراع، وشرعت سفينة (...)