الأستاذ سعد مكاوي كاتب لم أكن قد قرأت له قبل الآن كلمة واحدة، وأقول الحق أنني عندما دفع إليّ أحد الأصدقاء بروايته "السائرون نياما" تناولتها مترددا..
ولكنني ترددت أخيرا علي ترددي ،وأقنعت نفسي بأنها فرصة للتعرف علي كاتب مضت عليه سنوات طوال (...)
تمهيد
اعتاد النهار أن يهبط من فوق كوبري "امبابة"، وبعد أن يمر في طريقه بالبخار الذي يتصاعد من النهر، يتسلق الشاطئ، ولا يلبث أن ينتشر داخل الحواري التي تنحدر من بين المباني المتراصة علي طول الطريق، والتي كثيرا ما تخطئها العين.
وفي هذه اللحظات، اعتادت (...)
تمهيد
اعتاد النهار أن يهبط من فوق كوبري "امبابة"، وبعد أن يمر في طريقه بالبخار الذي يتصاعد من النهر، يتسلق الشاطئ، ولا يلبث أن ينتشر داخل الحواري التي تنحدر من بين المباني المتراصة علي طول الطريق، والتي كثيرا ما تخطئها العين.
وفي هذه اللحظات، اعتادت (...)
وإليك... فقد تُكتب لي الحياةُ
علي يديك
وأنا علي أعتاب الخمسين
أنا الميت منذ مولدي.
القسم الأول:
- أرنو بعينين دامعتين...
أشدو بصوت حزين
تشكيلة »بيبي دول«
أُصدَق بالطبع ما تقولين
عن ضرورة تأجيل
بلوغ »الأورجازم«
إلي أن يفرغ المفكرون
القدامي والجدد
من (...)
مع بشائر كل نهار، أي عندما يبدأ درب (عجوز) في التشاؤب والتأهب للحياة يهبط (سعيد) رفيق قصتنا هذه من الطابق الثاني بمنزل (علي) النجار.
وهو صبي في الرابعة عشرة من عمره هضيم الوجه مثلثه، يتمتع بذلك اللون الآسر الشبيه بلون الطمي والذي تصطبغ به وجوه (...)
أظنني كنت حدثتك في مثل هذا اليوم من الأسبوع قبل الماضي عن تلك المعركة العظمي التي أخوضها هذه الأيام والتي تتمثل في الانتقال من مسكن إلي آخر لا يبعد عنه أكثر من شارع أو اثنين. والحقيقة أنه إذا كان من فضل لمثل هذه المعركة هو أنها صرفتنا ولو قليلا عن (...)
كنت أتابع الأحجار المتبادلة والقذائف المشتعلة وهى تتطاير عاليا فى قلب الدخان الكثيف بينما عدة مئات من الصبية يحرقون «المجمع العلمى المصرى» وكأنهم جماعة من التتار الصغار، فى أسوأ كارثة ثقافية يشهدها العالم منذ قرون.. كانوا يفعلون ذلك تحت توجيه بعض (...)
أعيد الآن قراءة كتاب بالغ الأهمية، وهو فى عنوان «توسع بلا غزو: الدولة الافتراضية فى الامتداد للخارج»، المؤلف هو ريتشارد روزكرانس، والترجمة لعدلى برسوم، والناشر مركز الأهرام للترجمة والنشر. وأنا ما إن انتهيت من قراءته حتى تملكنى الإحساس بأنه موجه فى (...)
فى اليوم الأول لإعادة التصويت كان الإقبال فاتراً، كما لاحظ الجميع، وراح مندوبو الفضائيات يتجولون أمام مقار اللجان شبه الخالية ينقلون تقاريرهم، وفى إحدى ساحات هذه اللجان الترابية المبدورة بقصاصات من ورق الدعاية، وقف مندوب القناة وفى يده المايكروفون، (...)
في اليوم الأول راح السائق يتقدم بي مرورا بأعداد من المقار الانتخابية, نساء ورجال من أبناء مصر في صفوف ملتوية لا أول لها ولا آخر, ناس ميسورة وناس علي قد الحال معتمدين علي سيقانهم أو مستندين إلي أكتاف آخرين. أو في مقاعد لها عجلات أو محمولين في (...)
ما إن عدت من معرض الكتاب فى استانبول حتى تلقيت مكالمة أولى من مفكرنا الكبير السيد يسن، وهو ما إن انتهى من عبارات الود المعتادة حتى عبر عن استيائه ودهشته البالغة من الأفكار التى جاءت بالمقال المنشور الأسبوع الماضى فى هذا المكان تحت عنوان «عن (...)
قد تكون مكتبتك، أو أى مكتبة أخرى، كبيرة وحافلة، إلا أنها متى سادتها الفوضى لا تكون نافعة، مثللها مثل مكتبة صغيرة منظمة.
وبالمثل، فإن رأس الإنسان قد يحوى رصيدًا ضخمًا من المعارف، إلا أن هذا الرصيد ما لم يكن صاحبه قد تناوله بالتفكير يصبح أقل قيمة من (...)
عنوان هذا المقال استعرناه من عنوان إحدي المجموعات القصصية للأرجنتيني ذائع الصيت (خورخي لويس بورخس 1899 1986).. استعرناه لكي ندنو به علي وجل من رجل آخر لا يمت إليه بصلة عني الفيزيائي الأعظم (ألبرت آينشتين1879 1955). ولأنه لم يكن يليق (...)
أثناء جلوسى أمام التليفزيون فوجئت أن احتفالاً كبيراً يجرى فى أرض الجزيرة.. رأيت زينة وبرجاً حديدياً نحيلاً وعالياً جداً نبت فجأة من باطن الأرض، ثم أفادتنى المذيعة، أو المذيع، أن ما أرى دخل موسوعة «جينيس»، «وهى الموسوعة البريطانية التى جرى تأسيسها فى (...)
يفكر الواحد أحيانا فى أن الكتب مثلها مثل الناس. هناك ما هو عابر، وهناك ما هو طيب أو استثنائى. ما أن نتعرف إليها حتى تحتل من عقولنا وقلوبنا مكانة تبقى مع الأيام. إلا أن الناس ترحل، والكتب أبدا.
غاية ما نستطيعه مع الراحلين أن نستعيد بعضا من ذكرياتنا (...)
قبل شهر تقريبا كان هناك احتفاء نقدي بصدور الأعمال الكاملة للشاعر اللبناني المبدع وديع سعادة. وقد ذكرني ذلك بأن لي معه حكاية صغيرة. كان ذلك في بغداد, لعام 1987 أو 1988 وكنت لمحته يذهب ويجيء وحده في بهو الفندق المزدحم بقامته النحيلة القصيرة, (...)
مازلنا مع السيرة الكبيرة «أنا فللينى» التى عرضنا لبعضها فى مقالتنا السابقة للإيطالى «فيدريكو فللينى 1920 / 1992»، أحد الآباء المؤسسين لفن السينما فى العصر الحديث، وسأتوقف معك هنا عند بعض الأفكار الأخرى التى جاءت بهذه السيرة لكننى أريد أن أشير إلى (...)
ليس هناك ما يضاهى متعة الاقتراب على سير الكبار من المبدعين، وما يتيحه لنا هذا الاقتراب من التعرف على مراحل نموهم الروحى والعقلى وخبراتهم الجمالية وتأملاتهم العميقة التى تتكئ على قدر هائل من الحساسية، فضلاً عن مغالبة مشكلات التعبير التى شغلتهم طيلة (...)
حرمتنا نعمة الثورة, من فضيلة التأمل في شأن هنا, أو شأن هناك. وكيف بك أن تستبصر شيئا في مواجهة الدنيا وقد تحولت جميعها إلي مشهد غائم بالغ الارتباك يبرق في قلبه حلم. أنت الذي صار لا يتبين ترجمات الأفلام جيدا إلا إذا اقترب. 1 , ولم يعد يأخذ ما (...)
المشهد الدامى الذى صنعته أحداث ماسبيرو يوم الأحد الماضى كان مشهداً غاية فى البشاعة والقبح، إلا أنه لم يكن مفاجئاً أبداً، لأننا فى حقيقة الأمر استكثرنا على أنفسنا أن يظل العالم محتفظاً لنا بالصورة المبهرة التى قدمناها بتلك الملحمة الهائلة التى أدهشت (...)
سألنى صاحبى عبده، ونحن وقوف على جانب من السوق المجاورة لمقام السيدة عائشة، ألم تلاحظ أن الحمير اختفت من البلد؟
وأنا نظرت ثم تلفت حولى ولم أجد، فعلاً، حمارًا واحدًا، ثم إننى انتبهت إلى أن شهورًا طويلة مضت من دون أن تقع عيناى على مجرد واحد من هذه (...)
الموهبة: زينة الأشياء, تعطي الأغنية لمن هو أخرس. القائل, هو الفرنسي الشهير جان جينيه, ذكرتنا به زيارة الأخوة من الكتاب الفلسطينيين, كما ذكرتنا بكتابه أسير عاشق الذي وضعه ما بين عامي1984 1986. لاستعادة الشهور الطويلة التي قضاها في (...)
تذكرت فجأة، منذ أيام، أن المجلس العسكرى ومجلس الوزراء كانا أعلنا أن هناك وثيقة للمبادئ العليا للدستور سوف يتم إقرارها.. الدكتور السلمى نائب رئيس الوزراء أعد واحدة وصرح بحسم أن مصر لن تكون إلا دولة مدنية، بينما قدم الأزهر الشريف وثيقة استثنائية لاقت (...)
انتقلت, بعون من الله ومشيئته, من حجرة المكتب إلي الصالة, حيث عبرتها إلي الحجرة الكبري ودخلت من الباب. ضغطت الزر وأشعلت النور, وتجاوزت الدولابين الصغيرين بخشبهما الاصفر. وجلست علي حافة السرير المنصوب في هذه الناحية, وهناك كان السرير (...)
جاء صديقنا الشاعر المعروف أمجد ناصر برفقة آخرين وأعطانى كتاباً يحمل عنوان «الدنو من المعتصم»، وقال:
«هذا الكاتب بورخس»، وهو كاتب مهم جداً، والنسخة لم تطرح فى المكتبات بعد.
كان ذلك فى الأيام الفاصلة بين عامى 1991 و1992، حيث كنت مستلقيا فى مستشفى (...)