لا شك أن معيار «الحقيقة» الأكثر تداولًا - بعد معيار التحقق الحسى الذى تناولناه فى المقال السابق - هو معيار «السلطة»، فنحن نعتمد اعتمادًا كبيرًا على السلطة دون وعي، ولما كان من الصحيح، كما رأى «هنترميد» الفيلسوف الأمريكى الشهير فى كتابه: «الفلسفة (...)
حاول الفلاسفة فى كل عصر من العصور أن يبينوا الطرق المختلفة التى ينبغى أن يتبعها العقل الإنسانى لمعالجة مشكلة «الحقيقة». فالفيلسوف بدأ تفكيره الفلسفى بالاستفسار عن طبيعة الحقيقة والبحث عن معيار يميز به بين «ما هو حقيقي» True و«ما هو زائف» False. ولا (...)
لم يلتزم الفلاسفة والمفكرون طوال الفكر الإنسانى بمعنى واحد ل «الحقيقة»، بل كانت هناك معانٍ متباينة اختلفت وفقًا لاختلاف المدارس والمذاهب الفلسفية. فالفلسفة التقليدية كانت تنظر إلى «الحقيقة» بوصفها غاية لا وسيلة، وكانت تستخدم عبارات مثل: «البحث عن (...)
شهدت قضايا المرأة تحولات مهمة ظهرت فى كفاحها من أجل الحصول على حقوقها ومساواتها بالرجل ومشاركتها إياه فى الحياة العامة، ليس على مستوى العالم الغربى فحسب؛ وإنما على مستوى العالم كله. فالمرأة – منذ فجر التاريخ – ضحية النظام الأبوى الذى سَنَّ أعرافًا (...)
تشتمل جميع الأساطير– المتماثلة فى تراث الشعوب – على وجود رؤية تختزلها جميعًا، تحت مبدأ الصراع الأزليِّ بين الخير والشر؛ فالهدف ظل دائمًا حفظ الحياة وصيانتها، وإبعاد الموت والأذى عنها. فالخير هو الحياة والنماء والخصب والطمأنينة والسعادة والشمس (...)
الإيمان بالنزعة العقلية من أهم ما يميز «عصر التنوير» فى الحضارة الغربية -كما سبق القول- ولعل تمجيد العقل لم يبلغ عند أى مفكر من مفكرى هذا العصر مثل ما بلغ عند الفيلسوف الألمانى «فولف-Wolff»
(1679 – 1754) الذى يرى أن الإنسان لم يتلق من الله شيئًا (...)
القول بالتقدم هو خاصية فلسفية توافق على الحركة وتقبلها كقيمة إيجابية، كما أنه من خاصية الفلسفة التى ترفض وجود اليقين المطلوب فى المعرفة أو الوجود الكامل فى التجربة الإنسانية. بعبارة أخرى، إن القول بالتقدم هو من شأن الفلسفة التى تقول بأن العالم ناقص (...)
ظهرت محاولة التقارب بين حضارتى «الشرق» و«الغرب» على أعتاب مرحلة جديدة من تطورهما فى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وشهدت هذه المرحلة تقاربًا وتبادلًا ثقافيًا ليس بين طرفين متناقضين حضاريًا فحسب، بل متناقضين دينيًا وفكريًا. فالحضارة الغربية حسمت (...)
لكن ما الصلة بين «التاريخ» و«فلسفة التاريخ»؟ هذا السؤال المهم كان مثاراً لكثير من المناقشات والمنازعات. فعلماء «التاريخ» يرفضون كل فلسفة تفرض قوانينها على «التاريخ»، وفلاسفة «التاريخ» يبحثون دائمًا عن القوانين الكلية والعامة التى يخضع لها «تاريخ» (...)
«التاريخ» علم ما في ذلك ريب، لأننا نستطيع أن نطلق كلمة «علم» على كل مجموعة من المعارف المحصلة عن طريق منهج وثيق للبحث فى نوع واحد معين من الوقائع، فهو علم الوقائع التى تتصل بالأحياء من الناس فى مجتمع ما من المجتمعات خلال توالى الأزمنة في الماضى، (...)
أما «ابن الأثير» فيذكر فوائد «التاريخ» فيقول: إن الملوك ومن إليهم الأمر والنهى إذا وقفوا على ما فيها من سيرة أهل الجور والعدوان، ورأوها مدونة فى الكتب يتناقلها الناس فيرويها خلف عن سلف، ونظروا إلى ما أعقبت من سوء الذكر، وقبيح الأحدوثة، وخراب البلاد (...)
نستمر مع رؤية فيلسوفنا الكبير زكى نجيب محمود، لحرية المرأة المصرية. على أن هذه «الحرية» التى تحدث عنها «زكى نجيب محمود» هى «الحرية» بمعناها السلبى التى تنحصر فى تحطيم الأغلال والقيود، «فإذا حصلنا على استقلال ممن كان يستعمرنا أو يقيدنا من الخارج، فلن (...)
نكمل، اليوم، عرض تصور المفكر العربى الكبير الراحل الدكتور زكى نجيب محمود لحرية المرأة المصرية.
مشكلة «الحرية» من المشكلات التى خلفَّت وراءها تراثًا طويلًا، وعُولجت -بعمق- خلال تاريخ الفكر الإنسانى، فقد ظهرت هذه المشكلة فى عدة صور متباينة (عبر (...)