رغم أنها إحدى القوى العظمى، إلى جانب روسيا الاتحادية والصين الشعبية، مُذ تخلت عن مكانتها التى سعت إليها ك «قوة عظمى وحيدة» بسبب سفهها ومفهومها التوسعى الاستعمارى، وعدوانيتها المستمرة وظلمها الدولى، وكيلها بمكيالين فى قضايا محسومة، ومناصرة الظالم (...)
أعترف بأننى كففت عن حبها منذ زمن، لأنها تحولت من مصدر بهجة وفرح إلى مصدر ثقيل الوطء من الألم «القراح»، ناهيك عن تحولها لحالة شجن شفيف يمسك بتلابيب الروح ويصعد بها درجات التنائى عن الواقع، فتفصلنى عنه مدفوعا بقطرات الدمع الحبيسة فى أضلعى فأكاد أعزل (...)
مثل داء مقيت ومُعدٍ تسلل لمخادع الساسة، تسرب إلى دمائهم الحارة فأصبحت باردة وانتقلوا بفضله إلى فصيلة الأفاعى، أغراهم بالتحول والتغير، فأصبحوا ذوى جلود سميكة، لا يؤثر فيهم واجب إنسانى ولا تهزهم فضيلة، ولا يحركهم وازع من ضمير، ف«الأمير» منذ صار هاجسهم (...)
يخطئ مَنْ يظن أن الأزمة السورية فى طريقها للحل، وأن الدمار الهائل الذى شهدته معظم المدن والبلدات والقرى السورية مرشح للتوقف، بعد أن انهار الاقتصاد وتشرد ملايين السوريين فى أصقاع الأرض، وبعد أن تمزق الجيش النظامى أو كاد تحت وطأة حرب العصابات الشرسة (...)
بعد أن رأى بأم عينيه أن المصريين لا يتحملون أن تقترب من لقمة عيشهم حتى لو كنت قائدا للعبور والنصر، وأن انفجارهم فى وجهه جاء مصحوبا بأقذع الشتائم و«أرذل» الصفات، فإن السادات غير من استراتيجيته التى أغرم بها منذ جلس على مقعد الرئاسة خلفا لجمال (...)
بدءا من 6 أغسطس عام 1945، وهو اليوم الأسود الذى شهد جريمة العصر الحديث بإلقاء أول قنبلة ذرية على مدينة هيروشيما اليابانية من على متن قاذفة استراتيجية أمريكية، وكانت نتيجتها الكارثية متمثلة فى إبادة عشرات الآلاف من اليابانيين «المدنيين» قبل أن تكرر (...)
بإعلانه أن قرار الرياض إرسال قوات برية إلى سوريا لمحاربة تنظيم «داعش» نهائى ولا رجعة فيه، أكد المتحدث باسم «التحالف العربى»، أحمد عسيرى، الخميس الماضى، مخاوف عديدة انتشرت لدى دول المنطقة باندلاع حرب إقليمية فى طورها الأول قد تتطور لاحقًا إلى حرب (...)
تشهد المنطقة العربية وخصوصًا منطقة الهلال الخصيب التى تشمل سوريا والعراق محاولات حثيثة لجرها إلى أتون حرب قد لا تُبقى ولا تذر، حيث تحمل نذر حرب عالمية بامتياز، وتعيد للأذهان الحرب المروعة التى كادت تشتعل عام 1961 بين القوتين العظميين فى ذلك الوقت: (...)
بالصدفة البحتة سمعت موسيقى عابرة، لكنها فتحت فى قلبى ورود التذكر، وأعادتنى إلى زمن الكبرياء وتحدى المستحيل فى زمن دولة عبدالناصر العظيم، الدولة التى كانت تزرع للكل وتصنع للكل حين كان ذلك الكل واحدا، وعفيا ومواجها عنيدا لتحديات المراحل، وأخذت (...)
مرة أخرى يفشل الإخوان فى تعبئة «جماهيرهم» التى يدعون أنها «مليونية»، وحشد تلك «الملايين» فى الميادين والشوارع لإعادة الساعة إلى الوراء وإخراج مرسى وإخوانه من غياهب السجون إلى كرسى «عرش» مصر الذى فقدوه بسبب ما فعلوه من نصب واحتيال على الشعب بدءا (...)
اليوم الإثنين، تتم ثورة الخامس والعشرين من يناير عامها الخامس دون احتفاء يُذكر، بل ودون اعتراف رسمى من الدولة التى يبدو أنها فضلت إعادة الاعتبار «لعيد الشرطة» مع إزاحة ذكرى الثورة وكينونتها، دون مبرر أو احترام لذكرى من دفع عمره ثمناً لهبة الملايين (...)
يعيش المصريون هذه الأيام حالة من الجدل المحبط أمام العديد من القضايا الاستراتيجية المتصلة بحيواتهم الخاصة والعامة، منها ما يتعلق بمستقبلهم المائى الذى يبدو «صراع الحصة» لمواردهم، قد بدأ فور إعلان إثيوبيا البدء فى تنفيذ إنشاء سد النهضة، وتفاقم الجدل (...)
بتصريحه الشهير، أن «99٪ من أوراق اللعبة فى يد أمريكا»، أدخل السادات الرئيس المؤمن الأسبق مصر والمنطقة العربية والشرق أوسطية برمتها، مرحلة جديدة من الاستسلام التام للعمى الأمريكى الذى يرى ويسمع بعيون وآذان إسرائيلية خالصة، ومكنت ساكنى البيت الأبيض من (...)
رغم مرور 450 عامًا على رحيله عن دنيانا فإن العالم يتذكره مع رحيل كل عام وقدوم آخر، مستدعيا فى المناسبة نبوءاته التى حظيت باهتمام غير مسبوق، رغم أنه ولد فى عصر مختلف فى مفرداته الحياتية، وتواضع «تقنياته»، ومحدودية علومه وآفاقها، وتواضع إمكانياته (...)
تعيش الدولة التركية ورئيسها هذه الأيام حالة غير مسبوقة من التخبط السياسى والبله الفكرى الذى كان وراء ما يحدث على الجبهات الحدودية، سواء على خط العراق أو على الجبهة السورية، التى باتت أشبه بالمغلقة فى وجه العربدة التركية وأمام ما كانت «ترسله» عبرها (...)
تعليقا على إعلان المملكة العربية السعودية تشكيل تحالف عسكري إسلامى، يضم أربعا وثلاثين دولة «إسلامية» أكدت الخارجية المصرية دعمها لأى «جهد» يستهدف مواجهة الإرهاب والقضاء عليه، ويتضح من التعليق أن السعودية «وضعت» مصر في اللائحة دون اتفاق مسبق، وهو ما (...)
دخل الشعب التركى مع رجب طيب أردوغان شتاءً قاسيًا وثقيل الوطأة ومرشحًا لمزيد من الصقيع فى الأيام المقبلة، خصوصًا أن «الموسم» فى أوله، بالتالى ستكون الليالى المقبلة أثقل وطأة على فقراء الدولة التركية التى يعيش رئيسها وحزبه الحاكم وهم الانتقال إلى (...)
لم يكن رجب أردوغان، رئيس الجمهورية التركية الأتاتوركية، يعلم وهو ينهض بالليرة التركية التي سجلت ذات يوم في سوق الصرف مائة وثمانين ألفا مقابل الدولار الأمريكى الواحد، أنه سيرى نفسه بأم العين يهان على مدى اليوم أمام شعبه ومريديه من الإخوان الذين (...)
نعيش الآن مرحلة سقوط الأقنعة وتسديد الفواتير المستحقة، ففرنسا عاشت ليلة سوداء وما زالت تعانى من تداعياتها، وأمريكا خفت صوتها تماما بعد مفاجأة مؤتمر قمة العشرين، التى أعلنها بوتين فى وجوه الجميع: إن أربعين دولة تمول الإرهاب، وإن منهم مشاركين فى (...)
تحت عنوان «رسالة إلى كل شباب العرب: هل تعرفون حقيقة مصر؟» كتب الصحفى السعودى جميل فارسى مقالًا جميلًا يتدله فى حب مصر، ومن فرط إعجابى به قررت بينى وبين نفسى أن «أتنازل» عن «منصتى» الأسبوعية تكريمًا لمثل هذه الكتابة التى لم تزل رافدًا قويًا فى صحافة (...)
ما نحن فيه من حال يحتاج إلى تبنى سياسات مبتكرة وغير تقليدية وحلول غير مسبوقة، أما التصدى للمشاكل بالحلول التقليدية فهو أساس البلاء الذى يحيطنا، لأن هذه التقليدية سبق فشلها.
مع أن ما يحدث من غضب «سماوى» لا علاقة له من قريب أو بعيد بالقصيدة الخالدة (...)
عرفته فى السنوات العاصفة.. كان لون بشرته حائلا ما يعطى إحساسا بأنه مريض بشىء ما، وكنا فى ضيافة الشاعر الكبير الراحل محمد مهران السيد، فلما هم بالنهوض نظر إلى متسائلا: «إنت رايح ريش»، فقلت: «أروح ريش عشانك» قال: «أحتاج أن أستند على أحد» فقلت: «أشيلك (...)
تمثل البيانات العسكرية الرسمية دفتر أحوال تسجيليا لوقائع أيام المعركة فى وقتها، أما فيما بعد فتصبح وثيقة تاريخية لما جرى تتيح لمن يدرس تلك المعركة الاطلاع على تفاصيل ما جرى ومعرفة الحقائق مجردة من كل هوى وزيف، وقد أصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة (...)
من بين ساعات الأيام، وعبر مفازات زمنية موغلة فى الابتعاد، فإنها تبدو عصية على النسيان، بل إن استحضارها يبدو هو أيضا، عصيا على الانسحاب إلى زوايا المتاحف والتعامل معها كتمثال شمعى جاف.
فرغم مرور 42 عاما على انفلاتها من العدم، تقف عفية نابضة، صاخبة (...)
لم يحب المصريون عبر تاريخهم الطويل أحدا مثلما أحبوا جمال عبدالناصر الذى يمر على رحيله عن دنيانا هذه الأيام 45 عاما بالتمام والكمال، فعلاقتهم عبر التاريخ بأى حاكم كانت ملتبسة: يصعد للحكم فيجددون به الأمل فى العدل والكفاية ثم لا يلبثون أن يخرجوه من (...)