أستشهد أمس أول الشاب المصري محمد محرز بحلب العاصمة الثانية لسوريا أثناء مقاومته للجيش النظامي السوري التابع لبشار الأسد لتنتشر دماؤه بالأراضي السورية و ليطرح سؤالاً هامًا على الساحة هل بإستشهاد محمد محرز نستطيع أن نتكهن بعودة الحروب الجهادية بالمعنى الأيديولوجي السياسي الإسلامي مرةً أخرى؟! إذا تطرقنا إلى هذا المعنى فسنجد أن الرئيس المصري د/محمد مرسي أشار أكثر من مرة أنه لا تدخل في الشأن السوري مما أدى إلى ظهور علامات إستفهام و تعجب لتلك التصريحات التي تتعارض مع المزاج الإخواني الميال للجهاد و الحروب في سبيل الإسلام و المسلمين مما يعطي لنا دليلاً على أن محمد محرز ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين أو لحزب الحرية و العدالة كنايةً على وجود دعمًا خفيًا من قِبل الرئاسة و الجماعة لسوريا دون الإعلان عنه رسميًا. (أيمن الظواهري أثناء إتهامه بقتل السادات) الأدلة التي تحوم حول إخوانية محمد محرز الآتي: أولاً: إنتماء شقيقه ياسر محرز لحزب الحرية و العدالة كمتحدث رسمي للحزب. ثانيًا: النعي الذي نعاه الدكتور عصام عريان لمحمد محرز يدل على أن محرز إخوانيًا لأنه لم ينعي أحد من الشهداء الذين راحوا ضحية العنف في مصر و هم ليسوا من الجماعة أو الحرية و العدالة. ثالثًا: الدكتور محمد البلتاجي أشار إلى إستشهاد محرز كرد عملي على الضجة الإعلامية الزائفة لحمادة صابر المسحول الذي يحمل صفة بلطجي كما أشار محمد البلتاجي و عار على الإعلام ألا يركز على محرز الذي راح فداء وطن شقيق. رابعًا: صيغة النعي الذي نعاه عصام العريان يدل على إخوانية محمد محرز من خلال نص النعي على الفيسبوك (خالص العزاء لأخي المهندس عبد المجيد وإبني ياسر وأسرة الشهيد، وبخاصة أرملته الشابة التي شجعته على السفر حسبة لله تعالى، وكل من يسأل الله الشهادة بصدق يبلغه الله بفضله منازل الشهداء). يتضح لنا هنا من خلال متن النعي الوداع الذي ودعته به زوجته حينما نوى الذهاب لسوريا حينما قالت له (سافر حسبةً لله تعالى) و تلك الصيغة لا يقولها إلا المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين رجالاً و نساءً إستشهادًا لما ذكره د/ حسان حتحوت أحد القيادين بجماعة الإخوان المسلمين في كتابه (العقد الفريد .. عشر سنوات مع حسن البنا) حيث ذكر في الكتاب ما دار بينه و بين زوجته حول نيته للذهاب إلى فلسطين مع ميلشيات الإخوان لمحاربة العصابات الصهيونية و ردت عليه بنفس الرد الذي ورد على لسان زوجة محرز و تلك الصيغة هي ماركة إخوانية مسجلة ترد على لسان أعضائه رجالاً و نساءً و تنفي ما نفته زوجة محرز بأنه ليس من الإخوان المسلمين. ما حدث لمحرز يقرع بأجراس هامة تفرض علينا صيحاتها و رنينها الوضاح بإقتراب سيناريو النصف الثاني من السبعينات في التكرار و الحدوث في ألفيتنا الثالثة و هذا السيناريو هو إنتشار الحروب الجهادية بين الجماعات الإسلامية كما حدث عام 1979 حينما واجه السادات رحمه الله تمرد الجماعات الإسلامية التي نمت على يديه من أجل ضرب الناصريين و الشيوعيين لكن رياح الجماعات تنجرف عن إتجاه الدولة لتعارض كل ما لا يعجبها من قرارات سيادية تخلق جانبًا من الصراع الشرس بين الجماعات و الدولة و من هنا وجد السادات حلاً بالتخلص من تلك الجماعات بإرسالها لأفغانستان لمقاومة الجيش السوفيتي هناك و تضامنًا مع تنظيم القاعدة و من خلال تلك الحروب تكون حلقة التصفية للجماعات الإسلامية لكن بدلاً من التصفية كان النشوء و الإرتقاء لشبكات عنكبوتية لتلك الجماعات تدربت على السلاح و كيفية حمله و كيفية الإنقلاب على الحاكم حيث كانت تلك الساحة الأفغانية هي التي أفرزت لنا أيمن الظواهري و عمر عبد الرحمن و خالد الإسلامبولي و عبود الزمر و ظلت تلك الشبكات تأخذ في تشعبها و إنتشارها إلى أن وصلت إلى سدة الحاكم بكتابة شهادة وفاته سياسيًا و ماديًا عام 1981 بقتل الرئيس السادات في حادث المنصة الشهير يوم الإحتفال بنصره يوم السادس من أكتوبر ليُقتل العريس يوم عُرسه كما قال د/ صوفي أبو طالب. (خالد الإسلامبولي) من الممكن أن يتكرر هذا السيناريو و لكن بشكل جديد خاصةً لوجود الفارق بين ما حدث في السبعينات و ما سيحدث في ألفيتنا الجديدة ففي السبعينات كانت القوة تأتي في الخفاء من أجل الوصول إلى السلطة ، أما في أيامنا هذه فالقوة ستكون أكثر ضراوةً لأنها تحمل لواء السيادة و السلطوية مما يعطي لها المباركة لا المراوغة كما كان في الماضي و لا ننسى أن هناك وفدًا مصريًا أغلبه من التيار الناصري ينتمي لجبهة الإنقاذ ذهب إلى الرئيس السوري بشار الأسد ليدعم موقفه في الحفاظ على السلطة مما يعطي لنا جرسًا مخيفًا بإمكانية حدوث تصفية جسدية لكل من أزر بشار من مصر و قد يأتي عمل إغتيالات لتلك الرموز من خلال المجاهدين المصريين في سوريا كنوع من التحذير لتيار المعارضة الذي يعارض النظام الحاكم الآن و تتكرر مأساة شكري بلعيد في تونس لكن بشكل أكثر مأسوية لأنه على نطاق إقليمي و ليس محلي.