طالبت لجنة الصحة بمجلس الشورى، خلال اجتماعها؛ لمناقشة أسباب زيادة أسعار عدد من الأصناف الدوائية، بوجود سياسة دوائية واضحة، خلال الفترة القادمة، لتلافي الأزمات المتكررة. ورفض الدكتور عبدالغفار صالحين، رئيس اللجنة، ما ساقه الدكتور محسن عبد العليم، مدير الإدارة المركزية للصيدلة بوازرة الصحة، بأن نواقص الأدوية ظاهرة عالمية، متسائلا: "هل تقوم الشركة القابضة بإسقاط سوق الدواء المصري؟".
وقال إنه: "من المفترض أن تعمل الإدارة المركزية للصيدلة بوزارة الصحة، من منطلق أنها الفلتر والمتحكم الأساسي في سوق الدواء، ولا تقوم الشركات بما تريده" رافضًا المبرر الذي تسوقه الشركة حول نقص الأصناف الدوائية، بأنه يكبدها خسائر مادية كبيرة.
ولفت صالحين إلى أنه لم يحدث نقص 40 أو 50 صنفًا دفعة واحدة، مؤكدا أن ما تقوله وزارة الصحة هو نفس الكلام الذي تم ترديده منذ 8 أشهر ولا جديد، مطالبًا بدعم شركات القطاع العام وعدم التعامل معها، بمنطق "الكيل بمكيالين".
ومن ناحيته، قال الدكتور خيري عبد الدايم، نقيب الأطباء: "لا يصح أن تصدر الوزارة والحكومة الأخبار المزعجة دفعة واحدة"، داعيًا إلى أن تكون الزيادة أول كل سنة وفقًا للمتطلبات، ومراعاة للمريض المصري، ومطالبًا بوضع خطة تستشعر النواقص وتحذر عندما يقل المخزون في شركات التوزيع عن 25 % حتى لا يحدث النقص، ومراجعة بقية الشركات أو فتح الصندوق؛ لإدخال شركات أخرى للعمل فيه.
وطالب الدكتورعبد الله زين العابدين، أمين عام نقابة الصيادلة، بإحياء فكرة الهيئة المصرية للدواء، لإشرافها على أبحاث الدواء وخطة إنتاج وسياسة دوائية واضحة، منتقدًا تطبيق القرار499 بشكل انتقائي، على الرغم من أنه أعطى حقوقًا للشركات والموزعين والمنتجين وقبلهم حق المستهلك.
وفي سياق متصل، حمل الدكتور أحمد عقيل، أمين عام مساعد نقابة الصيادلة شركات الأدوية المسؤولية الاجتماعية تجاه السوق والمريض المصري، قائلا: "إن هذه الشركات تحقق مكاسب لا تقل عن 20 %".
وقال: "لدينا مشكلة أساسية فوزارة الصحة متراجعة أمام سطوة الشركات، كما أن سياسات التصنيع الموجودة لاتزال فيها فكرة الاحتكار وأصناف تستورد من الخارج عبر شركة واحدة، ولابد أن نتخذ قرارات جريئة إزاء ذلك"، مضيفًا "إن الشركات لا تزال تضرب بالقرار 499 عرض الحائط، وكأننا لسنا في دولة قانون".
ومن ناحيته، رفض الدكتور محسن عبد العليم، مدير الإدارة المركزية للصيدلة بوزارة الصحة، ما أشيع عن أن الوزارة وافقت على رفع أسعار المستحضرات على حساب مصلحة المريض.
وقال: "نواقص الأدوية ظاهرة منتشرة عالمية، فكل مستحضر له ظروفه، وهناك مستحضرات قدر لنا أن نتسلم العمل، وخطوط الإنتاج مغلقة، وكنا نتصل بالشركات لتغير ماكينات الإنتاج وتستورد ماكينات أخرى بالسعر المصري، وعندما تكون المادة الخام غير موجودة لدى شركة معينة نستعيره لها من شركة أخرى".