سجلت اسواق المال العالمية ارتفاعا اليوم/ الأربعاء عقب إطلاق ست من البنوك المركزية الرئيسية في العالم، وبينها البنك المركزي الأوروبي ومجلس الاحتياط الاتحادي (البنك المركزي) الأمريكي جولة جديدة من التحرك المشترك لتعزيز السيولة في أسواق المال العالمية. تأمل البنوك في أن يؤدي هذه التحرك إلى خفض أسعار الفائدة على الإقراض في العالم، وأن يحد من مخاطر انفجار أزمة ائتمان عالمية جديدة على خلفية أزمة الديون في منطقة اليورو. وقال البنك المركزى الاوروبى فى بيان اليوم "الغرض من هذه الإجراءات هو تخفيف الضغط فى الأسواق المالية والحد من تداعيات مثل هذه الضغوط على إمدادات الائتمان للمواطنين و الشركات و المساعدة فى تعزيز النشاط الاقتصادي". في الوقت نفسه، فاجأ البنك المركزي الصيني الأسواق المالية بإعلانه خفض الاحتياطي النقدي الإلزامي للبنوك الصينية بمقدار نصف نقطة مئوية في إطار جهود تعزيز ثاني أكبر اقتصاد في العالم. ينهي الإعلان الصيني اليوم عاما كاملا من الدفاع باتجاه سياسات نقدية صارمة بهدف تقليل السيولة المتاحة في النظام المصرفي للبلاد. من شأن الخطوة التي أقدمت عليها البنوك المركزية الست في تخفيف الضغط الذي يتعرض له زعماء أوروبا السياسيين في مواجهتهم لأزمة الديون التي انفجرت منذ أكثر من عامين.ورغم ذلك، حذر محللون من أن تدخل البنوك المركزية الأن يحتاج إلى أن تعقبه مبادرة القيادة السياسية في أوروبا بتقديم خطة لحل أزمة الديون. وجاء تحرك البنوك المركزية في الوقت الذي يتزايد فيه احساس أسواق المال وصانعي السياسة في العالم بأن الوقت ينفد أمام القيادة السياسية في أوروبا لاحتواء أزمة الديون. وقال أولي رين مفوض الشئون النقدية والاقتصادية للاتحاد الاوروبي "دخلنا الآن المرحلة الحرجة .. وعلينا الانتهاء من صياغة رد الاتحاد الأوروبي على الأزمة". وأدى الإعلان عن تحرك البنوك المركزية إلى ارتفاع أسعار الأسهم فى البورصات العالمية حيث قفز مؤشر بورصة داكس الرئيسي في بورصة فرانكفورت بأكثر من 5% من قيمته في حين ارتفع مؤشر يورو ستوكس 50 للأسهم الممتازة بأكثر من 4 % وفى نفس الوقت ارتفع اليورو بنسبة 1 % ليصل إلى 1.3466 دولار. في الوقت نفسه حققت بورصة وول ستريت الأمريكية مكاسب كبيرة في مستهل تعاملات اليوم حيث ارتفع مؤشر داو جونز القياسي بنسبة 6ر3% في أول 30 دقيقة من التعاملات. تشمل البنوك المشاركة فى هذه الخطوات بنك كندا المركزي و بنك انجلترا المركزي وبنك اليابان المركزي و البنك المركزي السويسري. كما استفادت الأسواق المالية من الدفعة الجديدة من البيانات الاقتصادية الإيجابية الصادرة من الولاياتالمتحدة ومنها بيانات سوق العمل التي فاقت التوقعات.