فيما وصف بيوم جمعة أسود في البورصات العالمية, أقدم أمس المستثمرون علي عمليات بيع كثيفة للأسهم في البورصات العالمية, وذلك لليوم الثامن علي التوالي, وسط تنامي المخاوف من أن يكون الاقتصاد الأمريكي يتجه نحو الكساد وتزايد القلق بشأن انتشار أزمة الديون الأوروبية في إيطاليا وإسبانيا. فقد تراجعت الاسهم الأوروبية أمس إلي أدني مستوياتها في14 شهرا بعد عمليات البيع المكثفة في الأسواق العالمية, وتراجع مؤشر ستوكس المؤلف من600 سهم بنسبة11% علي مدار أسبوع, حيث سارع المستثمرون إلي التخلص من الأسهم وسط مخاوف بشأن قدرة القادة الأوروبيين علي احتواء أزمة ديون المنطقة ومخاوف من دخول الاقتصاد العالمي مرحلة ركود. وامتدت أمس فترة اضطراب سوق الأسهم حيث شهدت عمليات التداول يوما سيئا في البورصات الأوروبية, حيث فتحت بورصات لندن وفرانكفورت وباريس علي تراجعات كبيرة. وهبط مؤشر يوروفرست لأسهم كبري الشركات الأوروبية8,2% مسجلا73,964 نقطة بعد أن بلغ45,961 نقطة وهو أدني مستوياته منذ مايو.2010 وتزامن مع الهبوط الحاد في البورصات الأوروبية اقتراح المفوضية الأوروبية في بروكسل بزيادة حجم صندوق الإنقاذ المالي لمنطقة اليورو, مما أدي الي ازدياد المخاوف من احتمال انتقال أزمة الديون السيادية إلي دول أخري في المنطقة. ولكن المتحدثة باسم المفوضية شددت علي أنه لا توجد أي علاقة بين هذا الاقتراح والموقف المالي لكل من إسبانيا وإيطاليا. في الوقت نفسه أطلق البنك المركزي الأوروبي حملة جديدة لتعزيز ثقة المستثمرين في منطقة اليورو بعد تجدد المخاوف من أزمة الديون فيها والمخاوف بشأن الاقتصاد العالمي. وإلي جانب الإعلان عن حزمة تعرف باسم الإجراءات غير القياسية لتعزيز السيولة النقدية في السوق واحتواء أزمة الديون, قال متعاملون في أسواق المال إن البنك المركزي الأوروبي تحرك لشراء سندات حكومية لدول من منطقة اليورو تعرضت سنداتها لضغوط مؤخرا. وذكرت وسائل إعلام فرنسية ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يعتزم مناقشة أزمة ديون منطقة اليورو خلال الساعات القليلة المقبلة عبر الهاتف مع المستشارة الألمانية انجيلا ميركل ورئيس الوزراء الإسباني خوسيه ثاباتيرو. وفي الولاياتالمتحدة, سجلت الأسهم الأمريكية انهيارا كبيرا, حيث فقدت المؤشرات الثلاثة الرئيسية أكثر من4% من قيمتها, وفقد مؤشرا داو جونز الصناعي القياسي وستاندرد آند بورز الأوسع نطاقا أكثر من10% من قيمتهما مقارنة بأعلي مستوي سجلاه خلال العام الحالي. وجاءت خسائر بورصة وول ستريت الأمريكية في إطار موجة التراجع التي تجتاح الأسواق الدولية بسبب مخاوف المستثمرين من حالة الاقتصاد العالمي. وفي الصين, قال وزير الخارجية الصيني ان دول العالم بحاجة إلي تكثيف التنسيق فيما بينها للتصدي للمخاطر المتزايد الناتجة عن مشاكل الديون في الولاياتالمتحدة واوروبا. وقال يانج ان مخاطر الدين الامريكي تتصاعد, ودعا الولاياتالمتحدة الي تبني سياسات نقدية جديرة بالثقة وحماية الاستثمارات الدولارية للدول الاخري. وفي سوق البترول, هوي الخام الامريكي للعقود تسليم سبتمبر حوالي6% ليغلق علي63,86 دولار للبرميل مسجلا أكبر هبوط منذ الخامس من مايو وأدني مستويي اغلاق منذ18 فبراير.
