أكد أطفال مصر الذين يشكلون نسبة 40 % من تعداد سكانها أن مستقبل مصر فى عيونهم يتمثل فى مجتمع يسوده التسامح والوئام والمساواة والديمقراطية والبيئة النظيفة والتقدم الصناعى والزراعى والاكتفاء الذاتى من الغذاء والعدالة الاجتماعية، مشيرين إلى أن هذا هو ما يأملون أن يحققه نواب مصر الجدد تحت قبة البرلمان. وجاء فى استطلاع للرأى أجرته منظمة "بلان" - التى تعد أقدم وأكبر المنظمات على مستوى العالم العاملة فى مجال تنمية الأطفال - على مجموعة من الأطفال تتراوح أعمارهم ما بين 11 و15 عاما من الجنسين، أن طموحاتهم لمستقبل الوطن هو أن ينجح نواب مجلس الشعب الجدد فى نشر التسامح والوئام بين الكنائس والمساجد، وأن يكون أبناء الشعب المصرى أصحاء وبيئتهم نظيفة ويوجد بها نظام لجمع القمامة. وأعربوا عن أملهم فى أن يتحمل الجميع مسئوليتهم في الحفاظ على نظافة مجتمعهم، وأن يروا مصر في يوم ما تنتج السيارات والتكنولوجيا والسلع المبتكرة لتصدرها للعالم كله وتحقق الاكتفاء الذاتى من الغذاء، وأن ينعموا بنظام تعليمى متميز وفصول ذات كثافة أقل ومدرسين لا يستخدمون القسوة والعنف معهم، إضافة إلى أن تشمل المناهج الدراسية مبادىء الديمقراطية والعدالة. وعبر أحد أطفال عزبة خير الله - وهي من المناطق التي تنفذ فيها "بلان" مشروعات لتحسين ظروف عمالة الأطفال وأطفال الشوارع - والبالغ من العمر 13 عاما عن حلمه بأن تصبح كل الأحياء الفقيرة مجتمعات مزدهرة نابضة بالحياة، ذات شوارع خالية من الحوادث وبها ضباط وجنود للمرور ومناطق آمنة لعبور المشاة، لافتا إلى أنه يريد أن تصبح مصر بلد الأمن والآمان بحق. فيما أوضحت فتاة تبلغ من العمر 11 عاما من قرية طموه بمحافظة الجيزة أنها ترغب فى أن ترى جميع أطفال مصر يتمتعون بحقهم في اللعب وممارسة الرياضة، وأن يستطيع الجميع الحصول على خدمات صحية ذات جودة عالية وأسعار معتدلة. وطالبت فتاة من أسيوط تبلغ من العمر 15 عاما بضرورة وجود توازن في العدالة والمساواة بين جميع الأفراد "الوزراء والمزارعين - الأغنياء والفقراء - المميزين والمهمشين - المسلمين والأقباط"، مؤكدة أن الجميع كمصريين يجب أن يكونوا متساويين في الحقوق والواجبات والامتيازات. وقالت منظمة "بلان" الدولية (مصر) أنه على الرغم مما يشكله الأطفال من نسبة أكبر فى المجتمع المصري، فإن برامج المرشحين للانتخابات البرلمانية التى تنطلق مرحلتها الأولى اليوم فى تسع محافظات لم تضع حقوقهم في الاعتبار، رغم أن مصر من أولى الدول في المنطقة العربية التي وقعت على اتفاقية حقوق الطفل منذ 22 عاما، وهى الوثيقة الأهم التى تضمن الحماية والمشاركة والبقاء والنماء للأطفال.
وأشارت المنظمة إلى أن نسبة الأطفال في مصر تحت سن 18 عاما تبلغ حوالي 40 % من تعداد السكان، فيما يواجه الأطفال قصورا شديدا في وضع حقوق الطفل في أولويات المقترحات المقدمة لبناء "مصر جديدة".
يذكر أن منظمة بلان - التي تم تأسيسها منذ أكثر من 70 عاما - تعد من أقدم وأكبر المنظمات على مستوى العالم التي تعمل على تنمية الأطفال، كما تعمل في أكثر من 50 دولة من الدول النامية على مستوى أفريقيا (12 دولة في شرق وجنوب أفريقيا) وآسيا والأمريكيتين من أجل تعزيز حقوق الطفل وانتشال ملايين الأطفال من براثن الفقر.