أكد عمرو موسى، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، ورئيس حزب المؤتمر، رفضه ما يسمى ب"كسر الجمود" في عملية السلام، مشددا على أنه ليس هناك جمود بل فشل، لأن الموقف لم يتغير منذ أكثر من 20 عاما جلس خلالها الساسة أمام وهج الكاميرات دون أي نتيجة حقيقية على الأرض بسبب التعنت الاسرائيلي. وطالب "موسى"، خلال كلمته فى المنتدى الاقتصادي العالمي المقام بمدينة نابلس شمال الضفة الغربية، دول العالم بأن تكون هناك نظرة جديدة لما يجب أن تكون عليه الأمور خارج القالب الذي وضعنا فيه لمدة 20 سنة وأصبحنا نرى أن الاستمرار فيه مستحيل؛ مشيرا إلى أن القضية الفلسطينية ستظل القضية الأولى في المنطقة مشددا على ضرورة وضع حد لمعاناة الشعب الفلسطيني. وقال الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، إن حدود الدولة الفلسطينية وشكلها قد تم النص عليها في مبادرة السلام العربية التى تقوم في جوهرها على الالتزامات المتبادلة، مضيفا أن إسرائيل لم تقبل هذه المبادرة أبدا ولم تعترف أي حكومة اسرائيلية بالدولة الفلسطينية أو حتى مبدأ الدولتين. ووجه "موسي" حديثه إلى الإسرائيليين قائلا، "أي حل تريدون؟ أتريدونها دولة واحدة؟ أم اتحاد كونفدرالي؟ أنتم لا تقولون أبدا"، مضيفا" "إسرائيل لم تكن أبدا شريكا في عملية السلام، لكنها كانت دائماً على النقيض من ذلك". ونفى "موسى" وجود أي مبادرات سلام أخرى معللا ذلك بأن الطرف الآخر لم يقبل هذه المبادرة التي قدمها العرب ووافقت عليها 57 دولة إسلامية بالقمة الإسلامية ومع ذلك يستمر الإسرائيليين في تجاهلها؛ مشيرا إلى عدم وجود فائدة مرجوة من الوضع الحالي . وطالب "موسى" بضرورة التعامل بجدية وحسم مع التغييرات الجذرية التى أحدثتها ثورات الربيع العربي حتى يلمس العالم تغييرا حقيقيا لتلك الثورات، معللا ذلك بقوله: لا نستطيع أن نجزم بأن الأمور مستقبلا ستبدو كما هي عليه الان ولكن حتما ستتغير كليا أو جزئيا للأسوأ أو الأفضل ونحن نعمل لأن شعوبنا التي عانت كثيرا تستحق الأفضل. ودعا "موسى" الحضور إلى التوصل لحل لكيفية إعادة بناء عمل الجهاز السياسي العربي من أجل فلسطين مطالبا إياهم بالحديث والنقاش حول إقامة نظام سياسي عربي جديد بدلا من المضي فى الحديث عن سبل الخروج من المأزق الحالي. وحذر "موسى" الإسرائيليين قائلا لهم "إن أمامكم ثلاثة بدائل وهي إقامة الدولة الفلسطينية الكاملة في حدودها غير منقوصة السيادة أو إقامة دولة واحدة لكل المواطنين لهم فيها جميعا نفس الحقوق والواجبات بما فيها حق عودة جميع اللاجئين والمغتربين فضلا عن الاستمرار على الوضع الراهن الذي سوف يؤدي إلى كارثة بكل المقاييس." وخاطب "موسى" الإسرائيليين مرة أخرى قائلاً: فلتنتقدوا مبادرة السلام العربية، فلتبدوا تحفظاتكم بشأنها ولكن أخبرونا ما تريدون بدلا من أن تقوموا بدور من لا يسمع شيئا. وأضاف، "لقد حان الوقت للمنتدى الاقتصادي العالمي لاتخاذ مبادرات قوية لدعم القضية الفلسطينية والتوصل لحل بشأنها مشيرا إلى ان الأمر ليس صعبا على الإطلاق بل إن الطريق مفتوح أمام تحقيق ذلك." فيما أبدى رغبته فى أن يحقق الاجتماع داخل المنتدى معالجة حقيقية للقضايا داخل المنطقة والتوصل إلى وسيلة لتغيير الواقع وإحداث ثورة في الأشياء والمضي قدما للأمام في سبيل تحقيق ذلك.