مثل المتهمون بتنفيذ هجمات 11 سبتمبر / أيلول 2001 الاثنين أمام القضاء العسكري الاستثنائي في قاعدة غوانتنامو بكوبا، وسيحدد القضاة ما إذا كانت السرية التي تحيط بتصريحات المتهمين -خصوصا المتعلقة بعمليات التعذيب التي يقولون إنهم تعرضوا لها- سترفع أم لا. ووقف المتهمون الذي يشتبه في أنهم العقول المدبرة للهجمات -وهم خالد شيخ محمد ومصطفى أحمد الحوسوي ووليد بن عطاش وعلي عبد العزيز علي ورمزي بن الشيبة- أمام القاضي العسكري العقيد جيمس بول. ويواجه المتهمون الخمسة عقوبة الإعدام حال إدانتهم بتنفيذ الهجمات التي قتل فيها 2976 شخصا. ومثل الباكستاني خالد شيخ محمد الذي أعلن مسؤوليته "من الألف إلى الياء" عن هجمات 2001، معتمرا عمامة بيضاء ويقرأ في صحيفة من وقت إلى آخر. وهذه ثاني مرة يمثل فيها خالد شيخ محمد أمام محكمة خاصة تعرف باسم "اللجان العسكرية" في القاعدة الأميركية. وقاطع المتهم رمزي بن الشيبة جلسة الاستماع بذهابه للصلاة، وقال القاضي إنه سيخصص وقتا للصلاة أثناء وقت الغداء. وطلب المتهم مصطفى أحمد الحوسوي بضم ديفد رونكي المحامي المتخصص في القضايا التي تصل عقوبتها الإعدام إلى فريق دفاعه. وقال القاضي إنه سيأخذ الطلب في الاعتبار. ومن المقرر أن تستمع المحكمة لعدد من الاقتراحات، بما في ذلك طلبات من الاتحاد الأميركي للحريات المدنية الذي اشتكى من أن المحاكمات تجرى وفق "نظام قضائي من الطبقة الثانية"، كما أنها تستغرق وقتا طويلا. وقال الاتحاد الأميركي للحريات المدنية إن المحاكمة العسكرية توصف بأنها عملية غير عادلة. ويقول الاتحاد إنه ينبغي نظر القضية أمام محكمة اتحادية، وأضاف -في بيان صحفي- أن "اللجان العسكرية تعقد لإصدار إدانات سهلة تخفي حقيقة التعذيب وليس لتوفير محاكمة عادلة". وتهدف الجلسات الأولية إلى تمهيد الطريق لما يعرف باسم "محاكمة القرن"، وستجري تلك الجلسات طوال الأسبوع في غوانتانامو بعد أن تم تأجيلها لأكثر من شهرين حتى يتمكن المتهمون من صيام شهر رمضان، وبسبب انقطاع الإنترنت وهبوب عاصفة. وتطغى على الجلسات مسألة التعذيب الذي قال الرجال الخمسة إنهم تعرضوا له أثناء احتجازهم في سجون سرية تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي). وقال جيمس كونيل محامي المتهم الباكستاني عمار البلوشي إن المحاكمة "واحدة من القضايا الرئيسية التي ستقرر ما إذا كان الدستور الأميركي -الذي يحكم جميع القضايا في الولاياتالمتحدة- سيطبق في غوانتانامو، أو أن هذا المعتقل حفرة قانونية سوداء كما يوصف". أما شيريل بورمان محامية اليمني وليد بن عطاش فقالت إن إجراء محاكمة بشأن ما حصل في 11 سبتمبر/أيلول "يجب أن يظهر الحقيقة كاملة وليس رواية الحكومة فحسب...، وعلى الحكومة ألا تمنع موكلينا من أن يرووا ما عاشوه، يجب ألا يكون من حقها إخفاء ما جرى لهم". وقبل نقلهم إلى غوانتانامو عام 2006، احتجز الباكستاني خالد شيخ محمد والمتهمون الأربعة معه في سجون سرية تابعة لسي آي أي، حيث يقولون إنهم تعرضوا لسوء معاملة يمكن وصفها بالتعذيب.