قدم رجل الدين الشيعي المناهض للولايات المتحدة مقتدى الصدر نفسه يوم الخميس على انه رجل دولة يستطيع توحيد العراق جاذبا عشرات الالاف من أنصاره للاحتفال برحيل القوات الامريكية واستعراض عضلاته السياسية. وبعد يومين من عودة وزراء كتلة العراقية المدعومة من السنة لعملهم في حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي مخففين بذلك حدة الازمة السياسية معه دعا الصدر الفصائل العراقية المنقسمة الى وحدة الصف. ومازال الصدر الذي قاتل جيش المهدي التابع له القوات الامريكية على مدى سنوات لاعبا سياسيا مؤثرا في العراق. ولم يستطع المالكي تشكيل حكومة الا في أعقاب تأييد الصدر له بعد مرور تسعة أشهر على الانتخابات البرلمانية في عام 2010. وقال الصدر في كلمة مسجلة بثت على أنصاره المحتشدين انه اذا كانت المرحلة الاخيرة خاصة بالمقاومة العسكرية والسياسية فان المرحلة القادمة ستكون للبناء والسلام. ولوح الحشد الذي ملا ساحة رئيسية في حي مدينة الصدر ببغداد بأعلام العراق وحملوا نعوشا تمثل الذين قتلتهم القوات الامريكية بين بداية الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة عام 2003 وانسحاب قواتها في منتصف ديسمبر كانون الاول 2011. وعلى الرغم من ان التجمع الحاشد كان يعد رسميا احتفالا بانسحاب القوات الامريكية بعد زهاء تسع سنوات فانه يمثل ايضا تذكيرا بقوة الصدر على تعبئة الحشود مع ابتعاد حكومة المالكي عن شفا الازمة. وبموجب اتفاق هش لتقاسم السلطة تقسم وزارات الحكومة العراقية بين تكتلات سياسية تمثل الشيعة والسنة والاكراد لكن تكرار الاختلاف بينهم يعرقل احراز تقدم بشأن موضوعات جوهرية مثل اقرار ميزانية عام 2012. وبعد فترة وجيزة من انسحاب القوات الامريكية اتخذ المالكي خطوات مناهضة لاثنين من كبار الاعضاء السنة في الحكومة مما أدى الى انسحاب نواب ووزراء ينتمون لكتلة العراقية المدعومة من السنة من حكومته. وأنهى هؤلاء مقاطعتهم لكن التوترات لا تزال قائمة. وتتناقض رسالة الصدر يوم الخميس بحدة مع المأزق السياسي. ففي الوقت الذي رفع فيه أنصاره لافتات مكتوب عليها ان زمن الطغاة ولى وجاء زمن البناء نجده يدعو للوحدة بين المذاهب المختلفة.