خرج اليوم آلاف التونسيين في مسيرات شعبية سلمية في محافظات عدة للمطالبة باستقالة الحكومة وبالقبول بخارطة الطريق التي تقدم بها الاتحاد العام التونسي للشغل (المنظمة النقابية الرئيسية) للخروج من الازمة السياسية التي تعيشها تونس منذ أكثر من شهرين. وقد شهدت هذه المسيرات التي دعا الى تنظيمها اتحاد الشغل مشاركة مواطنين ونقابيين وممثلين عن اتحاد الصناعة والتجارة ونقابة المحامين ورابطة الدفاع عن حقوق الانسان الى جانب ممثلي مكونات المجتمع المدني الاخرى وعديد النواب المنسحبين من المجلس الوطني التأسيسي (البرلمان المؤقت). ورفع المتظاهرون في هذه المسيرات الاحتجاجية التي شهدتها بالخصوص محافظات صفاقس وجندوبة والكاف وتطاوين والمهدية والمنستير شعارات تدعو الى حل الحكومة وتحديد مهام المجلس التأسيسي وموعد نهائي للانتخابات المقبلة. كما نادى المتظاهرون بضمان الحريات العامة والحقوق الاقتصادية والاجتماعية ونبذ العنف مطالبين بحل الحكومة وانقاذ تونس وفرض توافق وطني وتشكيل حكومة كفاءات وطنية مستقلة طبقا لوسائل الاعلام التونسية. وكان الاتحاد العام التونسي للشغل قد دعا اثر الاعلان عن فشل الحوار للتوصل الى توافق نهائي مع أحزاب الترويكا الحاكمة لاسيما حركة النهضة يوم السبت الماضي الى تنظيم مسيرات احتجاجية للضغط على (النهضة) للقبول بتنفيذ خارطة الطريق وحمل الحكومة على الاستقالة للخروج من الازمة. وهدد الاتحاد في بيان أصدره في وقت سابق بمزيد التصعيد لهذه التظاهرات الاحتجاجية لتشمل كافة المحافظات والعاصمة التونسية في حالة عدم استجابة الاحزاب الحاكمة للمطلب الشعبي بالموافقة على خارطة الطريق المطروحة واستقالة الحكومة للخروج من الازمة. على صعيد متصل نقلت وكالة الانباء التونسية الرسمية عن الامين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل المولدي الجندوبي قوله اليوم ان الاتحاد "مستعد" لوقف كل التحركات الاحتجاجية فور اعلان (النهضة) قبولها الرسمي بخارطة الطريق واصفا موقفها ب"الضبابي". وكانت حركة النهضة قد جددت في بيان لها الثلاثاء الماضي تأكيدها قبول مبادرة الاتحاد معبرة عن الاستعداد للدخول فورا في حوار وطني غير أنها ظلت متمسكة بتأجيل استقالة الحكومة التي تقودها.