ذكر تقرير بريطانى أن الكويت تسعى لتعزير الظروف المناسبة لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، حيث تعمل الحكومة هناك على تحويل مسار اتجاه رأس المال للداخل جزئيا عبر تحسين الإطار القانونى. ويقول التقرير الذى أصدرته مجموعة أبحاث" اكسفورد بيزنس جروب" البريطانية للأبحاث إن الكويت تتحرك لتعزيز أوراق اعتماد الاستثمارات الخارجية لديها وتحسين صورتها لجذب الاستثمار الأجنبى المباشر، ففى نهاية مايو الماضى. وأعلنت وزارة التجارة والصناعة الكويتية أنها ستمضى قدما فى خطط قيد البحث لإنشاء وكالة جديدة، مكلفة بجذب الاستثمارات الأجنبية، لتحل مكان مكتب الاستثمار الأجنبى الحالي. وتتولى الوكالة الجديدة، التى تعتزم الكويت إطلاقها، مسؤولية المساعدة فى صياغة وتحسين الظروف القانونية والاقتصادية لتشجيع تدفق الاستثمار الأجنبى إلى الكويت، وربما يستغرق هذا الأمر وقتا لتنقيح التدابير الحالية وتنفيذها، مع احتمال أن يؤثر ذلك على نتائج الاستثمار الأجنبى المباشر بالكويت خلال العام الجارى حسبما جاء فى تقرير اكسفورد بيزنس جروب. ويقول تقرير المجموعة البحثية إن الاستثمار الأجنبى المباشر ارتفع فى الكويت فى عام 2012، إلا أن رأس المال الذى لا يزال يغادر البلاد يفوق ما يدخلها. ووفقا لتقرير صادر عن مؤتمر الأممالمتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد) فى نهاية يونيو الماضى، فقد جذبت الكويت 1.9 مليار دولار تقريبا من الاستثمار الأجنبى المباشر فى عام 2012، بزيادة 117٪ عن العام 2011، بينما جذبت السعودية 12.2 مليار دولار والإمارات 9.6 مليار دولار. وقالت الأونكتاد إن الكويت حسنت من أدائها فى جذب الاستثمارات الخارجية حيث كان المعدل أعلى بكثير من المتوسط العالمى، مع انخفاض الاستثمار الأجنبى المباشر فى جميع أنحاء العالم بحوالى 18٪ فى عام 2012، ويرجع ذلك أساسا إلى "استمرار هشاشة الاقتصاد الكلى وسياسة عدم اليقين السياسة بالنسبة للمستثمرين". وأرجع الأونكتاد النتيجة الإيجابية بالنسبة للكويت فى عام 2012 أساسا للاستثمار للمرة الواحدة، حيث ضاعفت مجموعة اتصالات قطر ''كيوتل'' تقريبا حصتها فى شركة المجموعة الكويتية ''الوطنية للاتصالات''، كما رفعت الشركة القطرية حصتها فى الشركة الكويتية من 52.5٪ إلى 92.1٪، ما يمنحها حقوق الأغلبية فى شركتين تابعتين لها تحققان أرباحا بشمال أفريقيا وهما " نجمة" و"تونيزيانا". وللقيام بذلك، تعهدت المجموعة القطرية بضخ 1.8 مليار دولار ما يمثل تقريبا كل الاستثمار الأجنبى المباشر فى الكويت فى عام 2012. وعالميا توقعت الأونكتاد أن تحدث زيادة معتدلة فى تدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة فى جميع أنحاء العالم على مدى العامين المقبلين. ويذكر تقرير اكسفورد بيزنس جروب أن الأموال التى لا تزال تغادر الكويت تسير بوتيرة أسرع من دخولها، حيث بلغ إجمالى الاستثمار الأجنبى المباشر الذى خرج من البلاد 7.5 مليار دولار فى 2012. وهذ الرقم هو الأعلى مقارنة بأى دولة أخرى فى دول مجلس التعاون الخليجى، حيث بلغ الاستثمار الأجنبى المباشر الخارج من السعودية حوالى 4.5 مليار دولار. تأسست مجموعة «اكسفورد بيزنس جروب» للنشر فى عام 1994 من خريجى جامعة أكسفورد ومقرها بريطانيا وتحظى بمكانة عالمية، وتنشر مجموعة التقارير الرسمية والاقتصادية الموجزة التى تخص 34 دولة فى جميع أنحاء العالم من مكاتبها فى اسطنبول ودبى ولندن وشبكة من المكاتب المحلية فى البلدان التى تعمل فيها. وذكر تقرير أصدرته مؤخرا مجموعة " ليدرز جروب" الكويتية للاستشارات أن الكويتيين يبدون أكثر ميلا للبحث عن فرص للاستثمار فى الخارج بدلا من الاستثمار فى الداخل. وأرجعت المجموعة الاستشارية الضعف النسبى لتدفق الاستثمار الأجنبى المباشر إلى الكويت جزئيا إلى الصعوبات فى الحصول على موافقة لإقامة مشاريع، إلى جانب الحوافز الأكثر تنافسية المقدمة للمستثمرين فى الإمارات والسعودية وقطر. ويقول تقرير اكسفورد بيزنس جروب إن هذا الأمر يتماشى مع نتائج الدراسة الأخيرة التى نشرها البنك الدولى فى تقرير "ممارسة أداء الأعمال"، التى صنفت الكويت فى المرتبة 82 عالميا لعام 2013، تراجعا من مرتبة 77 فى ترتيب عام 2012. وعمل تباطؤ وتيرة تأسيس الشركات وصعوبات التجارة عبر الحدود والتعامل مع تصاريح البناء على تراجع ترتيب الكويت بين الدول فى جذب الاستثمارات.
