انطلقت فى مدينة جوهانسبرج بجنوب إفريقيا اليوم الخميس أعمال المؤتمر السنوى لرؤساء البرلمانات الإفريقية، والذى يستضيفه البرلمان الإفريقى تحت عنوان "دور البرلمانات الإفريقية فى تحقيق التنمية بالقارة خلال الخمسين عاما المقبلة". وشهد المؤتمر حضورا مكثفا من رؤساء البرلمانات الإفريقية وفى غياب مصر نتيجة تجميد عضويتها فى الاتحاد الإفريقى. وأكد بيثيل أمادى، رئيس البرلمان الإفريقى، أن هذا المؤتمر فريد من نوعه، حيث يحتفل الاتحاد الإفريقى بعيده الخمسين وأيضا أهمية موضوع المؤتمر هو دور البرلمانات خلال الخمسين سنة القادمة فى تحقيق التنمية فى القارة، خصوصا أن البرلمانات هى الأساس فى التنمية فى القارة وتقييم ما تم فى القارة، خصوصا الأهداف التنموية للألفية. وقال أمادى إن المؤتمر السنوى يعتبر من الأمور المهمة لتعميق الاتصالات بين القادة ومختلف البرلمانات، لمناقشة القضايا المختلفة لتنمية وتطوير إفريقيا، وإن هذا التفاعل بين البرلمانات سوف يساعدنا للمصادقة على الاتفاقيات القانونية، التى تهدف إلى دعم التنمية وتحقيق التقدم فى دول القارة. وأشار رئيس البرلمان الإفريقى إلى أن القارة لها تجربة فى عدم الاستقرار السياسى، ولذا لابد من تعزيز الديمقراطية والحكم الرشيد ويجب أن نبحث كيف نتقدم لتعزيز المؤسسات الإفريقية البرلمانية ونتفق على ضرورة تعزيز الانتخابات الحرة والشفافة وتدعيم قيمنا المشتركة بشأن مؤسساتنا. وطالب بضرورة وجود دعم من قبل البرلمانات الوطنية للبرلمان الإفريقى، ولكى نضمن التنمية فى القارة يجب أن نتخذ إجراءات من خلال البرلمانات فى القارة، وأن يكون لدينا أهداف للتنمية، وهناك تقدم فى العديد من المجالات، ويجب أن نكافح الإيدز فهو شر كبير وقد حققنا الكثير من الإنجازات بالفعل ومازال أمامنا الكثير من الأهداف لنحققها. وأضاف أمادى أنه لابد أن نسعى لزيادة حجم التجارة بين الدول الإفريقية من خلال الحكم الرشيد بها، خصوصا أن هناك اتفاقيات تم اعتمادها من قبل الحكومات، ولكننا نناشد الدول والحكومات سرعة التصديق على باقى الاتفاقيات والسعى لتنفيذها، حيث إنها سوف تخرج القارة من الفقر والأمراض، ويكون لدينا برنامج متكامل ويجب التأكد من وجود مخصصات لاعتماد تلك الاتفاقيات. وقال رئيس البرلمان الإفريقى: لابد أن نقوم نحن كبرلمانيين بإعداد خارطة طريق لتحقيق التنمية فى القارة الإفريقية وتحقيق أهداف التنمية قبل عام 2015 وتطبيق السلم والأمن وتحسين الأحوال المعيشية لملايين الأفارقة الذين يعانون من الأمراض والفقر الشديد. من جانبه قال بيدرو بيريس، الرئيس السابق لكيب فيردى –الرأس الأخضر- إن إفريقيا تتأثر بالعالم، ولذا فإنه لابد من رفض القمع فى العالم، وإن تطلعاتنا الإفريقية من أجل الحصول على الكرامة والحرية والمساواة والعدالة وتحقيق التقدم والتنمية، خصوصا أن منظمة الوحدة الإفريقية لعبت دورا مهما فى دعم حركات التحرر والقضاء على الاستعمار والقضاء على الفصل العنصرى فى إفريقيا. وأضاف أنه لابد من تعزيز الواقع التاريخى والتضامن بين القادة الأفارقة، من أجل دعم التقدم فى القارة، ولا يكفى أن ندين الفشل، ولكن لابد من تفهم الظاهرة والظروف المحيطة بها وكذلك تطوير المؤسسات الافريقية بهدف تحقيق التنمية فى القارة مع مراعاة الظروف الافريقية الخاصة لكل دولة من أجل تحقيق الاندماج الإفريقى وتحقيق التكامل الاقتصادى فى القارة، خصوصا أن وضع القارة الاقتصادى الآن فى مفترق طرق، ولذا لابد من تحديد الأهداف حتى نحقق الأهداف المرجوة. وأشار بيريس إلى أنه يجب أن نركز على الأمور المالية فى القارة والمشاكل الموجودة، والتى أدت إلى هشاشة الكثير من الدول فى القارة، وبالتالى التأثير على عمليات التنمية، وكذلك لابد من العمل بصورة جادة مع الأممالمتحدة، لتحقيق التنمية فى القارة عبر مسارات محددة المعالم، حيث نعيش فى عالم صغير، وأن العولمة تحتم علينا اتخاذ مواقف معينة لصالح التنمية فى القارة، من خلال تغييرات سياسية يقوم بها القادة فى دولهم، خصوصا أن العالم اعترف بأحقية القارة فى الحصول على دورها فى التنمية والتقدم الاقتصادى، مشيرا إلى أن القارة سوق استهلاكي كبير، ولكن لابد أن نسعى لتحقيق إنجازات فى مجال الإنتاج والتصنيع وليس الاستهلاك فقط، وهو ما تنتظره الشعوب الإفريقية من القادة بها.