قالت الأممالمتحدة أمس إن 4 ملايين سوري أي خمس السكان لا يستطيعون إنتاج أو شراء ما يكفي من الغذاء لاحتياجاتهم وإن الوضع يمكن أن يتدهور العام القادم إذا استمر الصراع الذي بدأ منذ عامين في سوريا. وذكرت المنظمة الدولية أن المزارعين السوريين لا يجدون البذور والأسمدة التي يحتاجونها لزراعة المحصول التالي. وعقب زيارة لسوريا بين مايو ويونيو قالت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «الفاو» وبرنامج الأغذية العالمي في تقرير إن الإنتاج المحلي على مدى الأشهر ال12 القادمة سينخفض بشدة على الأرجح. وقدرت المنظمتان أن سوريا ستحتاج إلى استيراد 5.1 مليون طن من القمح في موسم 2013 - 2014. وتعبر سوريا إحدى الدول العربية القلائل التي انتهجت استراتيجية الأمن الغذائي والدوائي، وتقول الإحصائيات الرسمية أن القطاع الزراعي في سوريا كان يرفد الخزينة العامة بنحو 25% من الناتج الإجمالي، ويشكل قرابة 22% من مجمل الصادرات، إذ تعتبر رابع منتج في العالم لمادة زيت الزيتون، وهي رابع منتج للفسق الحلبي، وهي كذلك من الدول المتقدمة في إنتاج الخضراوات ومشتقات الحليب، الذي تنتج منه قرابة 3 ملايين طن سنويا. أما الجانب الدوائي فتنتج سوريا ما يقارب 95% من احتياجاتها من الدواء محليا، وتمتلك قرابة 3 ملايين طنا من القمح احتياطي. إلاّ أنه بعد عامين من الاحتراب الذي قتل ما لا يقل عن مائة ألف، تصاعد نقص الغذاء نظرا لعمليات النزوح الجماعي للسكان وتعطل الإنتاج الزراعي والبطالة والعقوبات الاقتصادية وارتفاع أسعار الطعام والوقود، إضافة إلى حرق المحاصيل الزراعية من قبل قوات نظام الرئيس بشار الأسد. وقالت المنظمتان إن «الفرصة ضئيلة لضمان ألاّ تفقد الأسر المتضررة من الأزمة مواردها الحيوية من الطعام والدخل». وطلب برنامج الأغذية العالمي 7.41 مليون دولار لتقديم العون لنحو 768 ألفا لكنه لم يتلق حتى الآن سوى 3.3 مليون دولار. وذكرت المنظمتان أن هذا المبلغ يجب أن يتوفر قبل أغسطس لتوفير الأسمدة والبذور للمزارعين حتى يتمكنوا من زرع محاصيل أكتوبر (تشرين الأول) وإلا لن يتمكنوا من جني أي محصول للقمح قبل منتصف عام 2015. وجاء في التقرير أيضا أن الصراع أثر بشدة على الثروة الحيوانية وأن إنتاج الدواجن انخفض بنسبة تزيد على 50% مقارنة بعام 2011 كما انخفضت أيضا أعداد رؤوس الأغنام والماشية. وذكرت المنظمتان أن إنتاج القمح انخفض إلى 4.2 مليون طن أي أقل بنسبة 40% من متوسط المحصول السنوي قبل الصراع الذي كان يتجاوز 4 ملايين طن. وقال برنامج الأغذية العالمي الشهر الماضي إن الأسر السورية تلجأ بشكل متزايد للتسول طلبا للطعام نتيجة لنقص الغذاء وارتفاع أسعاره. وحذرت المنظمتان أيضا من مخاطر انتقال أمراض الماشية والأغنام إلى الدول المجاورة وقالتا إن الفلاحين يحتاجون إلى أمصال لمنع ذلك من الحدوث.