رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، اليوم السبت، أنه بات من الضرورى أن يتمثل هدف الإدارة الأمريكية فى دعم القوى المعتدلة فى منطقة الشرق الأوسط، أى تلك الملتزمة بإرساء قيم التعددية وحرية التعبير وسيادة القانون. ولفتت الصحيفة - فى مقال تحليلى أوردته على موقعها الإلكترونى اليوم السبت- إلى أن هذا الهدف كان من بين الموضوعات المحورية التى تناولها الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى خطابه الشهير الذى ألقاه في يونيو 2009 فى القاهرة، إلا أنه لم يتبعها إلا قدرا ضئيلاً جدا من الأفعال الملموسة. واعتبرت أن تقديم الدعم العسكرى للثوار السوريين بهدف تقويض إيران، الحليف الأساسى للرئيس بشار الأسد، سيكون خطأ بالأساس؛ فعلى الولاياتالمتحدة أن تعارض كل المتطرفين الطائفيين - حزب الله المدعوم من إيران أو الجهاديين السنة المدعومين من تنظيم القاعدة بالمثل - الذين يهددون المنطقة. وأوضحت الصحيفة، أن الإدارة تشعر بقدر كبير من الثقة فى دعم الثوار السوريين نظرا لأن اللواء سليم إدريس القائد العسكرى للجيش السورى الحر يجسد قيم التعددية المعتدلة هذه؛ إلا أنه ينبغي ألا تعمى أعين المسئولين الأمريكيين عن الحقائق: فإدريس ضعيف عسكريا، والولاياتالمتحدة بحاجة إلى دعمه على وجه السرعة بحيث يصبح قائدا حقيقيا وليس مجرد معرقل حسن النية للخطط الأمريكية. وتابعت قولها "فبرغم أن إدريس رجل طيب وقائد حساس، ويفضل التواصل مع العلويين والمسيحيين والأقليات الأخرى فى سوريا، والعمل مع الجيش السورى، وطمأنة روسيا بشأن مستقبلها في سوريا، إلا أن كل هذه الصفات الطيبة ستكون عديمة الجدوى ما لم ينتصر فى ساحة المعركة"، وحثت الإدارة الأمريكية على توضيح أنها تدعم إدريس نظرا لأنه معتدل، وفي حالة انحراف قواته عن هذا النهج، فإن المعارضة تخاطر بفقدان دعم الولاياتالمتحدة. وأشارت الصحيفة إلى ضرورة أن يكون هناك التزاما مماثلا بمسار معتدل يتفادى النزاع الطائفي بين السنة والشيعة والذى يجب أن يقود السياسة الأمريكية فى البحرين، فبرغم الضغوط الطائفية المحتدمة فى البحرين، استمر الأمير سلمان بن حمد آل خليفة فى المطالبة بحوار وطنى والمصالحة. وأردفت تقول "إلا أن الأمير سلمان بن حمد بحاجة لقدر من الدعم الدبلوماسى الأمريكى لتعزيز هذه العملية الإصلاحية، فهو بحاجة لأن تضغط الولاياتالمتحدة على آية الله من أجل نبذ العنف فى مقابل إصلاحات اقتصادية حقيقية تنتهجها الحكومة وتجعل الحياة أفضل.