افتتحت هنا اليوم ندوة دولية تحت عنوان (تفعيل مقاصد الشريعة في المجال السياسي) والتي تستمر ليومين وتنظم بالتعاون مع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ومركز دراسات مقاصد الشريعة الاسلامية بلندن و(مؤسسة الفرقان) للتراث الاسلامي. وأكد وزير الشؤون الدينية التونسي نور الدين الخادمي في كلمة خلال الافتتاح أهمية مقاصد الشريعة وقدرتها على تجاوز دائرة الفقه والاصول لتنظيم الحياة الاجتماعية والانسانية للامة الاسلامية قاطبة. وأضاف أن انعقاد هذه الندوة في تونس يكتسب أهمية خاصة وأنه "يأتي في سياق زمني يتميز بحراك ثوري تعيشه تونس ويشمل مختلف جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية". من جانبه وصف ممثل مؤسسة الفرقان للتراث الاسلامي صالح شهسواري موضوع هذه الندوة الدولية بأنه "دقيق جدا" باعتباره يسلط الضوء على العلاقة بين مقاصد الشريعة والمجال السياسي. ودعا شهسراوي الى الانتقال في إحياء فقه المقاصد "من التنظير الى التطبيق" من خلال البحث العملي في مواضيع تخص الدستور ومدنية الدولة والدستور والمواطنة وغيرها من المسائل التي تشملها مقاصد الشريعة. في السياق ذاته ذكر رئيس فرع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بتونس عبدالمجيد النجار أن المجال السياسي من أكثر المجالات الحياتية التي وردت في النصوص الشرعية. ويتضمن برنامج الندوة التي حضر افتتاحها أيضا نائب الامين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ورئيس حركة النهضة الحاكمة على رأس ائتلاف مؤقت راشد الغنوشي سلسلة من المحاضرات لعدد من المفكرين الاسلاميين تتناول مقاصد الشريعة والتأصيل الفقهي للسياسة الشرعية وتنزيلها في مسار الثورة. كما يناقش المشاركون في الندوة منهجية مقاصد الشريعة بين أسئلة الماضي وأسئلة الواقع إضافة الى مسائل تهم المواطنة في ضوء الشريعة الاسلامية ومقاصد الشريعة في نصوص الدساتير والقوانين المعاصرة.