أعلن الاتحاد الأوروبي أنه ينظر بعد مرور أكثر من عامين على انطلاق الربيع العربي، إلى الوضع في الدول الشريكة ومن بينها مصر ويقيم استجابتها من حيث دعم التحول السياسي والاقتصادي، وتطوير التواصل بين الاشخاص بعضهم البعض، وتعزيز التعاون الإقليمي. وذكر الاتحاد - في استخلاصاته التقييمية عن الربيع العربى خلال القمة الاوروبية التى تختتم اليوم فى بروكسل - أنه وبشكل عملي فإن الوضع في العالم العربي لا يزال يتسم بدرجة عالية من السيولة ولا تزال التحديات الأمنية العالية قائمة، ولكن هناك اختلافات هامة ظهرت فيما بين البلدان والمناطق. وذكر أنه بناء على احترام الخيار الديمقراطي للشعوب، فانه انخرط في حوار مكثف مع الحكومات الجديدة وقام بتمديد دعمه لها على أساس أن علاقته مع دول الجوار الشريكة فى جنوب المتوسط تحتاج إلى أن تأخذ فى الاعتبار ليس فقط برامجها وسياساتها الرسمية ولكن والأهم من ذلك أداؤهم أثناء وجودهم في الحكومة، وأن تداخله يقوم على مبدأ "إعطاء المزيد مقابل المزيد" وأيضا على مبدأ المساءلة المتبادلة. وفيما يخص مصر ، أعلن الاتحاد الأوروبي أنه منذ بداية الثورة في ميدان التحرير استمر في مساندة التحرك نحو الديمقراطية وحقوق الإنسان في مصر وطالب بمرحلة انتقالية سلمية شاملة، وقام عدد من كبار المسئولين الاوروبيين بزيارة مصر .. كما قام الرئيس محمد مرسى بزيارة بروكسل، وأسفرت الزيارة عن اتفاق لاستئناف الاتصالات الثنائية والمفاوضات على خطة عمل جديدة لدول الجوار. وأوضح أن الاتحاد الأوروبي أرسل خبيرين في تنظيم الانتخابات لمصر شهر يونيو الماضى، وذكر الوفد الاوروبي أن الانتخابات كانت عادلة وتمت في جو سلمي. وجدد الاتحاد الأوروبي عرضه إرسال بعثة مراقبة كاملة للانتخابات المصرية القادمة بناء على دعوة من السلطات المصرية، قبل إجراء الانتخابات البرلمانية 2013. من جهة أخرى، جدد الاتحاد الأوروبي التزامه بتقديم دعم طويل الأجل لكافة الدول العربية المشاركة في التحول الديمقراطي، ومساعدتها في جهودها الرامية إلى التغلب على أي عقبات قصيرة الأجل قد تواجهها، مؤكدا أن الشراكة مع الحكومات الجديدة البازغة مع الربيع العربي ستنمو على أساس ما تقوم به تلك الحكومات في هذا الاطار من أفعال. وجاء في الاستخلاصات التقييمية الأوروبية للربيع العربي أن الاتحاد الأوروبي سيواصل الانخراط بشكل بناء مع الجهات الفاعلة السياسية الجديدة التي برزت إلى الواجهة عبر الربيع العربي، كما سيواصل دعم المجتمع المدني وعمل المنظمات غير الحكومية ذات الصلة من أجل المساعدة فى بناء ثقافة ديمقراطية فعالة ومستدامة فى البلدان العربية. وفيما يخص دعم الانتقال السياسي، أشار الاتحاد الاوروبى إلى أنه تقريبا ومنذ الأيام الأولى من الربيع العربي، فإن قادة الاتحاد الأوروبي، بمن فيهم رئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان رومبوي ورئيس المفوضية الاوروبية خوسيه مانويل باروسو الممثل السامي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية كاترين آشتون، قاموا بزيارة دول الربيع للتعبير عن الالتزام السياسى للاتحاد الأوروبي كما تم تعيين ممثل خاص للاتحاد الأوروبي لدول جنوب المتوسط وتم تنظيم فريق عمل للاتحاد الاوروبى وكل من مصر وتونس والاردن على مستوى عال. وأشارت الاستخلاصات التقييمية إلى أن الدعم لاجراء الانتخابات حظى بتركيز أساسى، وأرسل الاتحاد الأوروبي بعثات لمراقبة الانتخابات في تونس والاردن والجزائر، كما تم إرسال فريق لتقييم الانتخابات في ليبيا، كما قام بتوفير المساعدات التقنية لمساعدة السلطات لتنظيم الانتخابات في تونس وليبيا ومصر والمغرب، ودعم عمل منظمات المجتمع المدني (منظمات المجتمع المدني) من أجل رفع الوعي العام وتدريب المراقبين المحليين للانتخابات. كما أن الاتحاد يقدم دعما واسع النطاق لبناء المؤسات الديمقراطية فى مرحلة ما بعد الانتخابات.