حذر الدكتور محمد مجاهد الزيات رئيس المركز القومى لدراسات الشرق الاوسط من اهداف اسرائيل العدوانية على قطاع غزة...وقال " إن إسرائيل تستهدف التضييق ومحاصرة الفلسطينين داخل القطاع باستمرار إغلاق المعابر الحدودية التى تسيطر عليها إسرائيل بحيث لا يبقى سوى معبر رفح المنفذ المتاح والوحيد لقطاع غزة". ونبه الدكتور مجاهد - فى تصريحات لوكالة انباء الشرق الاوسط - إلى أن إسرائيل ترمى بذلك إلى أن تتحمل مصر مسئولية القطاع ومواصلة الفلسطينيين لحياتهم المعيشية ، مؤكدا أن ذلك يندرج ضمن المخطط الاستراتيجى الاسرائيلى لنقل تبعية قطاع غزة من إسرائيل كدولة احتلال عليها التزامات وفق اتفاقيات جنيف تجاه الفلسطينيين الى مصر وهو ما يمكن اعتباره خطوة فى الاستراتيجية الاسرائيلية لتوطين الفلسطينيين فى سيناء وتحميل مصر جزء من ثمن السلام عند توقيع اية اتفاقيات وايجاد حل لمشكلة اللاجئين الفلسطينين فى الخارج والتى ترفض اسرائيل عودتهم وان تكون سيناء بديلا لذلك . وأكد رئيس المركز أن الأمر يدفع بالضرورة الى تحميل اسرائيل مسئوليتها كدولة احتلال والضغط على دول الاتحاد الاروربى وامريكا لكى تدخل المعونات المطلوبة والمساعدات المختلفة الى غزة عبر كافة المعابر الحدودية وذلك بموجب اتفاقية المعابر عام 2005 والتى تم التوقيع عليها بين مصر والاتحاد الاوروبى واسرائيل وعلى ان تتحمل مصر واجباتها ضمن اطار تحمل كافة الدول العربية لالتزاماتها أيضا. كما حذر الدكتور مجاهد من مطالبة البعض دور مصرى اكثر فاعلية وان تبادر مصر الى فتح حدودها ، وقال " إن ذلك سيفتح الباب أمام الالاف من اللاجئين الفلسطينيين الذين يدخلون سيناء وهو ما يحقق فى النهاية المخطط الاستراتيجى الاسرائيلى". وأكد الزيات رفضه لمطالبات أخرى من ايران بخصوص تعاون مصرى ايرانى عسكرى لمواجهة العدوان الاسرائيلى فى غزة ..مشيرا فى هذا الصدد الى ان ايران ومنذ عام1979 واندلاع الثورة الايرانية وهى تعلن ان هدفها الرئيسى هو تحرير القدس ولكنها لم تبدأ خطوة واحدة فى هذا الاتجاه وانها تريد توريط مصر فى نزاع يتحول وفق وجهة نظرها الى نزاع وتوتر اقليمى يخدم موقفها ومشروعها السياسى فى المنطقة فى اطار المواجهة مع اسرائيل والولاياتالمتحدة بخصوص برنامجها النووى واحتمال ترجيح الخيار العسكرى فى هذا الخصوص. وقال الدكتور مجاهد " إن رئيس الحكومة الاسرائيلية سوف يسعى خلال الايام القادمة الى استثمار عدوانه لتقوية موقفه على الساحة الداخلية وهو يستعد للانتخابات القادمة فى يناير ومواجهة التحالفات فى داخل اسرائيل خاصة بعد عودة ايهود اولمرت وديفيد ليفى الى الساحة السياسية". وأوضح ان مبادرة نتنياهو بالعدوان على غزة لم تكن تحتاج الى ذرائع فلديه اجندة واضحة محلية واقليمية ودولية وان نتنياهو بهذا العدوان جاء ليؤكد ان هناك خطرا على الامن القومى الاسرائيلى خاصة بعدما اعلن الاعلام الفلسطينى عن وجود قدرات عسكرية متنامية للفصائل الفلسطينية ودخوله فى جدل مع الاعلام الاسرائيلى حول الرد على اية محاولات اسرائيلية لضرب غزة بضربات مباشرة للمدن الاسرائلية وبالتالى استثمرت الحكومة الاسرائيلية ذلك وهيأت المنطقة لمسرح عمليات وروجت لدى الدول الغربية وخاصة الولاياتالمتحدةالامريكية انها تواجه خطرا فلسطينيا وليس العكس .