أكد الدكتور عماد جاد رئيس وحدة العلاقات الدولية بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام أن مصر لن تتعامل مع قطاع غزة علي أنه كيان مستقل وشدد علي أن الموقف المصري سليم من النواحي السياسية والقانونية والأخلاقية وقال إن الفكر الإسرائيلي ومخططاته دائما ترتبط بسيناء لأسباب عديدة يعرفها كل إسرائيلي ودلل علي ذلك بأن بيجين اعتزل الحياة السياسية بعد الاتفاق مع مصر وانسحابها من أراضيها. وفيما يلي نصر الحوار: * بعد إعلان فتح معبر رفح بصفة دائمة من الجانب المصري كيف تري تصريحات الجانب الإسرائيل الأخيرة؟ ** هناك تحرك من جانب بعض أنصار حماس لتأكيد المسئولية المصرية عن القطاع وقالوا إن غزة احتلت وهي تحت السيادة المصرية وبالتالي مصر المسئولة عنها وهدفهم الابتعاد عن السيطرة الإسرائيلية وعن سلطة رام الله والتعامل مع القطاع علي أنه كيان مستقل هذا الطرح يتلاقي مع طرح إسرائيلي فإسرائيل منذ احتلالها للقطاع اكتشفت أنه يمثل عبئا شديدا عليها لأنه نحو360 كيلو مترا به الآن أكثر من مليون نصف المليون إنسان أكثر من70% من سكانه لاجئون80% يحصلون علي إعانات من الا ينروا وتقصير في كل الموارد وبالتالي إسرائيل تري القطاع عبئا عليها ويجب التخلص منه ورؤساء وزراء إسرائيل كانت لديهم مقولة نتمني أن تشرق شمس الغد والقطاع قد ابتلعه البحر المتوسط فإسرائيل وحماس كل يرغب في الابتعاد عن الآخر. * وما هو موقع سيناء في الفكر الاستراتيجي الإسرائيلي؟ ** سيناء تحتل حيزا مهما في هذا الفكر لأسباب كثيرة تاريخية دينية فسيناء هي أرض التيه بالنسبة لهم وسيناء بها جبل موسي فهي تاريخيا مرتبطة بها. واستراتيجيا سيناء تعادل3 أضعاف مساحة فلسطين( فإسرائيل) مساحتها أقل من20 ألف كم2 وسيناء63 ألف كم2 بيجين اعتزل الحياة السياسية واكتأب لأنه وقع بيده علي الانسحاب من سيناء ورغم الانسحاب إلا أن سيناء لم تسقط من الفكر الاستراتيجي الإسرائيلي. تمثل لهم عمقا استراتيجيا وبعض مصادر التقنية يمكن حل القضية الفلسطينية من خلال سيناء بتوسيع قطاع غزة جنوبا بضم العريش ومساحة أخري من أرض سيناء لتكون بديلا للأراضي الفلسطينية تقام عليها الأراضي الفلسطينية أو تعمل تبادل أراضي والمنظر الرئيسي لتلك الفكرة هو إيجورا إيلنت وبالمناسبة هو من عينه نتانياهو مسئولا عسكريا في الحديث عن لجنة التحقيق في قضية أسطول الحرية الأخيرة. الإسرائيليون يقومون بتسريب بعض الافكار التي تقول أن مساحة كبيرة من سيناء أراض فلسطينية وهناك داخل الاتجاهات السياسية الفلسطينية من يعتقد ذلك. ** الإسرائيليون بيطرحوا ذلك علي بعض مراكز الفكر الاقليمية من أجل التوصل لصيغة حل إقليمي باشتراك بكل الاطراف المعنية الاقليمية بالأمر, * وإذا ما تطرقنا إلي حماس ودورها في تحميل مصر مسئولية المعبر؟ ** مشروع حماس يريد أرض غزة ليقيم عليها نموذج الدويلة الاسلامية, بعدها يقوم بتحرير الضفة من مسئولية السلطة الوطنية الفلسطينية ثم مستقبلا يعمل علي التخلص من الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين بأكملها وهذا يشكل خطرا علي القضية الفلسطينية خاصة مع طرح الرؤية المصرية التي ترفض انفصال قطاع غزة وترفض كذلك تحميلها مسئولية قطاع غزة السياسية لأن تخضع للسلطة الوطنية الفلسطينية وتحدث توازنا ويدعم الحدود لمنع التهريب ومواجهة الكيان المستقبل. * وكيف تري السياسة المصرية في مواجهة تحدي إسرائيل؟ ** مصر تسعي للحفاظ علي تماسك القضية الفلسطينية فترفض التعامل مع القطاع ككيان مستقل لأن هناك إتجاها إسرائيليا لرمي القطاع علي مصر ورمي اجزاء من الضفة الغربية للأردن وتضيع القضية مصر نقطة التحرك الأولي بالنسبة لها أن قضية الضفة والقطاع قضية واحدة. وبالتالي مصر قاومت إستقلالية قطاع غزة وهي هدف اسرائيلي حمساوي في نفس الوقت وخطابه واضح ونرفض تفتيت القضية ويضغط عليه من خلال البعد الإنساني وبالتالي مصر تتعامل بقدر كبير من الحكمة.