"السياحة الحلال" مفهوم جديد لم يظهر بهذه القوة فى مصر إلا بعد أحداث ثورة 25 يناير،وتصدر التيارات الدينية في الانتخابات البرلمانية والرئاسية،ورغم تخلص قطاع السياحة من غمار الحرب التي قادها في الفترة الماضية ومخاوفه من فرض ضوابط على قطاع السياحة ومنع الخمور وملابس البحر، ظهرت شركة" شوق" للسياحة كإحدى أول شركات السياحة الاسلامية التى أعلن إطلاقها فى الفترة الماضية، وأنها تتبع احد رجال الأعمال بحزب الحرية والعدالة. وأعلنت الشركة عن تقديم برامج للسياحة الترفيهية والثقافية والصحراوية تعمل "بضوابط شرعية" تحت شعار "نحيا حياتنا ولا نغضب ربنا" وأظهرت فى اعلاناتها وعلى موقعها الالكترونى صورا لمنقبات يزرن المناطق السياحية ويستخدمن الالعاب المائية "الجيت سكى" وهن يرتدين النقاب. وعلقت الشركة على موقعها الالكترونى "من حق كل مسلم حريص على التمسك بتعاليم دينه أن يسافر مع أسرته إلى أشهر المدن السياحية في مصر وأن يستمتع بروعة المكان وجماله دون أن يشعر بقيد أو حرج، لذلك ابتكرت الشركة هذا النوع من السياحة ولكن بضوابط شرعية وهو ما أطلقت عليه السياحة الإسلامية، واعلنت الشركة عن تقديم برامج للسياحة الترفيهية والثقافية والصحراوية بالتعامل مع سلسلة من الفنادق والمنشآت السياحية تكون مخصصة "للعملاء الملتزمين" دون وجود أي نزلاء آخرين وهو ما يسمح بحرية الحركة وعدم التقيد بسبب وجود نزلاء أجانب أو غير ملتزمين، واشارت الى التفريق بين الرجال والنساء في النوادي الصحية وحمامات السباحة من خلال تخصيص أوقات محددة للرجال وأخرى للنساء. وعلق عمرو صدقي عضو مجلس إدارة غرفة شر كات السياحة انه لا يوجد علميا ما يسمى السياحة الحلال، فالقطاع السياحى لا يرضى عن هذا المفهوم لأنه يعنى أن أى سياحة أخرى حرام، خاصة انه لا توجد معايير محددة يمكن وضعها تقول ان هذا النوع من السياحة حلال او حرام، وهو اسلوب تجارى رخيص لبيع منتج سياحى، ويختلف من شركة الى شركة، وسنجد شركات تمنع خمورا والاخرى تمنع ملابس البحر ، والاخيرة تخصص شاطىء للسيدات وشاطىء للرجال، فاعتراضنا الاول على المسمى وليس على المنتج ونخاف من اساءة استخدام هذا المسمى، ويمكن بدلا من تسمية هذا المنتج ب"السياحة الحلال" يمكن تسميتها "سياحة العائلات" وهو منتج سياحى متعارف عليه وله مقوماته التى تراعى الرحلات العائلية، فامارة الشارقة بدولة الامارات لا تقدم الخمور، وامارة دبى تقدم الخمور ومع ذلك لا يطلق على الشارقة امارة حلال او السياحة الحلال. وقال صدقى انه عند الحديث عن وجود منتجعات للسياحة الحلال فى تركيا يجب توضيح ايضا ان تركيا دولة منفتحة وبها تناقضات كثيرة لا توجد لدينا فى مصر، وكما توجد منتجعات للسياحة الحلال فهناك منتجات سياحية اخرى والخيار متروك للسائح. وأوضح صدقى ان شركة "شوق" للسياحة والتى تم الحديث عنها كأولى شركات السياحة التى تقدم منتج السياحة الحلال ليست مسجلة فى غرفة شركات السياحة حتى الآن، ولا توجد شركة تسمى شركة شوق للسياحة ولكن حدثت عمليات شراء لشركات سياحة فى الفترة الماضية ربما يكون قد تم شراء شركة سياحة وتم تغيير اسمها بالسجل التجاري دون اخطار الوزارة، ولكن حتى الان لا توجد شركة سياحة باسم "شوق" للسياحة، متسائلا كيف يتم التسويق لهذه الشركة والاعلان عنها فى الجرائد والمجلات، ويرى صدقى ان اعلانات الشركة والتى اظهرت منقبات يلعبن الالعاب المائية و"الجيت سكى" انها جاءت مستفزة جدا لانه لا توجد حاجة لمن ترتدى النقاب ان يقوم بهذه الالعاب المائية. وعن إمكانية ان يساهم منتج السياحة الحلال فى تنشيط السياحة الداخلية قال مجدى سليم رئيس قطاع السياحة الداخلية بهيئة تنشيط السياحة قال سليم إنه يجب ان يتم اولا تعريف السياحة الحلال و الفارق بين السياحة الحلال والسياحة الحرام، وقال سليم انه يجب ان تترك الحرية أمام السائح سواء السائح الداخلى أو العربى لاختيار المنتج السياحى الذى يريده كأحد المنتجات السياحية التى تقوم شركات السياحة بطرحها، مشيرا الى ان تركيا سبقتنا فى هذا المضمار وطرحت منتجات للسياحة الحلال ومنتجات للسياحة العادية، واثبتت التجربة نجاح البرامج التقليدية والاقبال عليها والتى لم تعلن عن شعار الحلال وكانت الاكثر اقبالا ولكن لا يمنع ذلك اعطاء الحق الكامل لاختيار المنتج السياحى وفقا لرغبة السائح. ورفض رضا مسعد المدير المسئول لشركة "شوق السياحة" الحديث عن أي تفاصيل خاصة بالشركة فى الفترة الحالية او عن برامجها الحالية معلقا ان الشركة مازالت فى طور الاعداد للبرامج السياحية التى تعمل وفقا للسياحة الحلال، ولم تبدأ اطلاقها هذه البرامج حتى الآن، وانه تم الهجوم على الشركة وما تقوم به من برامج دون أن يبدأ إطلاق البرامج. أشار الى ان الشركة تعمل الآن فى حجوزات الفنادق والطيران التقليدية اما عن برامج السياحة الحلال فما زالت فى طور الاعداد وأكد على ان فكرة السياحة الحلال تلقى اقبالا مشيرا فرغم عدم اطلاق الشركة لعملياتها الا انها نجحت فى جذب اكثر من 10 آلاف معجب لها على الفيس بوك. وقال حازم شوقى مقرر لجنة السياحة بحزب الحرية والعدالة ان شركة " شوق للسياحة" لا تنتمى لأحد رجال الحزب معلقا انه لا توجد تراخيص لشركات جديدة تم الحصول عليها منذ احداث الثورة، ولا نعرف من قام بتأسيس هذه الشركة، ونعمل فى سوق حر والسياحة الحلال احدى الافكار التى يمكن ان تعمل عليها الشركات كغيرها من انماط السياحة طالما ان لها من يطلبها اى كانت سياحة داخلية اوخارجية كغيرها من المنتجات السياحية طالما ان عليها اقبالا ولها من يطلبها ، مشيرا الى ان دولة مثل تركيا تجذب ما يقرب من 300 الف سائح سنويا. وأكد هانى الشاعر نائب رئيس غرفة الفنادق انه لا توجد اى فنادق فى مصر متخصصة فى السياحة الحلال، ولكن يوجد بعض الفنادق او القرى السياحية مثل "مارينا" على سبيل المثال التى تقوم بتخصيص شواطئ خاصة للسيدات وهذه الشواطئ موجودة من فترة طويلة لكن لا يوجد منتجع كامل لهذا النوع من السياحة، ومفهوم سياحة العائلات يختلف تماما عن مفهوم السياحة الحلال، فالعائلات تحتاج الى غرف عائلية ومكان مخصص للاطفال وغيرها ممن الخدمات وليس هذه الضوابط المعقدة، مستبعدا ان يوافق احد الفنادق بالتخصص فقط فى السياحة الحلال كما تريد هذه الشركة لأنه بذلك يرفض السياحة العالمية.