قام اثنان من رجال الأعمال المصريين بإنشاء أول شركة سياحية تُقدِّم خدمات "السياحة الحلال" لزبائنها، وفقًا لضوابط وتعاليم الشريعة الإسلامية، التي تُحرِّم وتمنع مظاهر العري والخمور وغيرها. وأطلق رجلا الأعمال على شركتهما اسم "شركة شوق للسياحة الإسلامية"، وهي ليست مقصورة على زيارة الأماكن السياحية الدينية، أو المزارات الإسلامية المتعارف عليها، بل ترمز لتقديمها نوعًا خاصًّا من السياحة، وفق شروط محددة، في سابقة هي الأولى من نوعها في مصر لتقديم السياحة "الحلال" وفقًا للشريعة وضوابطها.
وتدعو الشركة زبائنها للسياحة من خلال برامجها المختلفة التي تتفق مع ضوابط الشريعة وتعاليمها، وتحمل دعاية الشركة شعارات مثل "سنحيا ولا نغضب ربنا"، "نحن نقدم لك السياحة الشاطئية والثقافية، والترفيهية، والصحراوية بمفهوم جديد". وأوضح صاحب الشركة أن شركة "شوق" تذكر في برامجها وأوراقها الدعائية أن السياحة الحلال هي المنهج الذي تبنَّته كأول شركة سياحية تعمل تحت شعار "رحلات ترفيهية بضوابط شرعية"، وتدلل لزبائنها على هذه الضوابط من خلال عدة بنود تروج لها، مشيرًا إلى أنها تؤجر الفندق أو القرية السياحية بالكامل لصالح عملائها كي تضمن لهم حرية الحركة، وعدم التقيد بسبب وجود نزلاء أجانب أو مصريين غير ملتزمين.
وأضاف أنها تضع شروطًا خاصة بها لعملائها، لا تتوافق مع الشروط العامة للمنشآت السياحية مثل ارتداء الملابس الخاصة بارتياد الشواطئ وحمامات السباحة والنوادي الصحية، كما تتحكم الشركة في توقيتات الدخول إلى هذه الأماكن، وتعمل على التفريق ما بين الرجال والنساء في هذه الأماكن من خلال تخصيص وقت محدد لكل منهما على حدة، وفقًا للعربية نت. كما تضع الشركة شروطًا لوجود النساء، أولها أن يكن محجبات على أقل تقدير، وأن يكون معهن محرم فلا يكن بمفردهن. وتظهر في الموقع صورة لسيدة منتقبة تركب الجيت سكي في عمق البحر وهي ترتدي النقاب، بينما تجلس أخريات على شواطئ البحر بالعباءات السوداء، أما الرجال فقد فضلوا أن يسبحوا في حمام السباحة بالتي شيرتات والبنطلونات، على الرغم من أن حمام السباحة مخصص للرجال فقط! وتجد صورًا أخرى لسيدات منتقبات يرتدين قفازات اليد "الجوانتي" وهن يجلسن على الشاطئ ويلعبن بالرمال. جدير بالذكر أن معظم المصريين يرفضون ما يحدث في المدن والقرى السياحية من تجاوز فج للعادات والتقاليد والأعراف، وتسيُّب غير مقبول، وعري فاضح، وأفعال مخزية أمام أعين الجميع، وهو ما قد يؤدي إلى نجاح تلك التجربة الوليدة، التي يرى المتابعون أنها إن أُحسن القيام بها فستلقى قبولاً لدى الشعب المصري المحافظ.