اتضح خلال الفترة الأخيرة جملة من السيناريوهات المُتوقعة عقب إعلان نتائج الإنتخابات الرئاسية، لصالح مرشحين بعينهم، اتسمت أغلبها بكونها سيناريوهات سلبية مخيفة في حالة إعلان فوز الفريق أحمد شفيق في الانتخابات الرئاسية، أو حتى سيناريو فوز عمرو موسى، على اعتبار أن كليهما يواجهان حملات انتقاد شرسة تدين علاقتهما بالنظام السابق. أما السيناريو الأول، فيتعلق بإمكانية فوز الفريق أحمد شفيق، وهو الذي يدين بالولاء للنظام السابق، ويصف الرئيس مبارك على أنه "مثله الأعلى"، وكان آخر روؤساء حكومات ذلك النظام، إذ هدد الناشطون والقوى الثورية في مصر بجملة من التحركات القوية ضده في حالة فوزه في الانتخابات الرئاسية، أبرزها معاودة الثورة من جديد في ميدان التحرير وكل ميادين مصر لإسقاطه قبل أن يتسلم مهام عمله رسميًا في الأساس، خاصة أن هناك اعتقاد سائر بالشارع المصري أن شفيق ينفذ أجندات نظام مبارك بحذافيرها في حالة نجاحة، ويعيد الحكم الديكتاتوري والقمعي الفاسد من جديد. وفي تطور درامي قوي لهذا السيناريو، راح أسامة قاسم، عضو جماعة الجهاد في مصر، يؤكد على إمكانية استخدام الجماعة "الجهاد المسلح" ضد شفيق، في الوقت الذي أعلن فيه شفيق عند رده على هذا السيناريو قائلا أنه سوف يستخدم القوة في فض المتظاهرين الذين يعترضون على نجاحه في الانتخابات الرئاسية، خاصة أنه سوف ينجح من خلال صناديق الاقتراع، ويجب على المصريين احترام رأي الأغلبية وما جاء به الصندوق، بما يؤدي لحدوث نع من "الحرب الأهلية" في مصر في حالة نجاح شفيق رسميًا. واتفقت الجماعة الاسلامية على أنها سوف تتخذ مواقف صارمة في حالة نجاح شفيق، أبرزها الحشد ضده للتظاهر السلمي لإسقاطه، ويؤيد هذا السيناريو أيضًا قوى سياسية وثورية عريضة بالشارع المصري ترفض عودة الفلول لحكم مصر مجددًا. من جانبه، قال د.محمد البلتاجي، عضو مجلس الشعب، عن حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، إن فرص نجاح الفريق أحمد شفيق ضعيفة، تزامنًا مع حملات الانتقاد التي يواجهها، فضلا عن تورطه في عدد من قضايا الفساد المالي الكبرى، مؤكدًا في الوقت ذاته أنه على الشارع المصري أن يعي جيدًا أن شفيق لن ينجح إلا في حالة تزويير الانتخابات الرئاسية، وفي هذا السياق سوف يتخذ الجميع كافة الحقوق التي يكفلها القانون لمتابعته قضائيًا واسقاطه. وهناك سيناريوهات أخرى عقب فوز موسى في الانتخابات الرئاسية أيضًا، خاصة أن القوى الثورية تعتبره أحد رموز النظام السابق، على الرغم من تأكيداته أنه تم إقصائه من وزارة الخارجية بسبب معارضته لذلك النظام، إلا أن كثير من القوى الثورة هددت بالقيام بجملة من التظاهرات المليونية ضد موسى في حالة فوزه في الانتخابات الرئاسية أيضًا. وتصف حملة عمرو موسى المصريين في حالة الاعتراض على فوز موسى في الانتخابات الرئاسية بأن ذلك دلالة على عدم إيمانهم بالديقراطية الحقيقة، خاصة أن نجاح أي مرشح في الانتخابات المقبلة سوف يكون من خلال "صندوق الانتخابات" ولن تكون مُزورة، الأمر الذي يؤدي لضرورة احترام الجميع كلمة الصندوق دون التعدي عليها بأي حال من الأحوال.