طالب الدكتور كمال الجنزورى، رئيس مجلس الوزراء، الدول الأفريقية بوضع خارطة طريق للتنمية من القاهرة حتى جوهانسبرج، مشيرا إلى أن الدول الغنية استغلت موارد القارة السمراء وأهملتها لعقود، وتحاول إثارة المشاكل بين دولها - حسب قوله، وشدد على ضرورة الاستفادة من المياه فى التنمية أفريقياً، والتعلم من التطور الحاصل فى الدول المتقدمة. وقال «الجنزورى» فى كلمته، التى ألقاها أمس، أمام مؤتمر «المياه من أجل النمو فى أفريقيا» الذى عقد فى القاهرة بحضور 15 وزيراً، و54 نائب وزير للمياه، و400 خبير دولى فى المياه والبيئة: «المياه مصدر للحياة وليس للنزاعات». وأضاف: «لقد جئت هنا لكى أرى والتقى بجميع الأشقاء الأفارقة، وقررت أن أتحدث بلغة أخرى غير العربية حيث أتوجه إليهم مباشرة». وتابع: «المياه هى مصدر وعنصر أساسى للتنمية، وحين حصلنا على استقلالنا فى الخمسينيات والستينيات كنا فى وضع سيئ للغاية والدول الغنية استغلتنا واستغلت مواردنا وأهملت الدول الأفريقية لعقود، بل حاولت أن تعود مرة أخرى لاستغلال مواردنا بأساليب مختلفة، وإثارة النزاعات والحروب بين الدول الأفريقية وبعضها البعض». وقال: «الجميع يحاولون القول إنهم تخرجوا فى جامعات باريس وأمريكا، وحصلوا منها على أعلى الشهادات، ولا يفخرون بتخرجهم فى القاهرة أو أديس أبابا. وأشار إلى أن أفريقيا خلال القرن الأخير عانت كثيرا، وتواجه الآن التغيرات المناخية، وهو ضرر تسببت فيه الدول الأخرى وليس نحن، وكذلك نقص وعجز فى التنمية والبنية التحتية»، وأضاف: «ومرة أخرى حاولت هذه الدول أن تستغلنا ليس فقط بين المواطنين بل بين رؤساء، هذه الدول، وأرى أنه لا توجد نزاعات بين الشعوب، ولكن بين الرؤساء وهو ما يدفع ثمنه الشعوب». وأوضح «الجنزورى» أنه يجب أن نستفيد من المياه فى التنمية، ونتعلم من التطور الحاصل فى الدول المتقدمة ونتعاون بين جميع البلدان، مشيراً إلى أنه من الصعب أن نتصور وجود هذه الموارد فى أفريقيا من المياه ونستخدم منها 6% فقط، وأغلب المواطنين دخلهم يقل عن دولار واحد فى اليوم. وأوضح أن نصيب الفرد فى مصر لا يتعدى 700 مترمكعب سنويا، ورغم ذلك نستهلك أكثر من ذلك، وأرجو من الجميع أن يعملوا لصالح أفريقيا برمتها. وتابع رئيس الوزراء: «أرجو أن تكون لنا خارطة طريق للتنمية من القاهرة حتى جوهانسبرج ومن أديس أبابا إلى أكرا، وحلمى الكبير أن نرى فى يوم ما الرؤساء فى الإدارات المختلفة يحصلون على شهاداتهم من جامعاتنا». من ناحيته، قال الدكتور هشام قنديل، وزير الموارد المائية والرى، فى كلمته الافتتاحية إن «مصر وأشقاءها الأفارقة أيدٍ واحدة»، مشيرا إلى أن مصر تعانى من الندرة المائية، ومؤكدا أن «النيل هو الحياة لمصر لأنها دولة تسودها الصحراء». وتابع أن الاجتماعات تستهدف تحقيق المزيد من التعاون ونقل الخبرات المشتركة بين دول القارة إدارة الموارد المائية بما يحقق رفع كفاءة استخدامها. وأضاف أنه ستتم مناقشة الآثار السلبية المتوقعة للتغيرات المناخية على الموارد المائية للقارة، باعتبارها أكثر التحديات التى تواجه الوضع المائى بدول القارة. وتناقش الاجتماعات التى تستمر على مدار 4 أيام، دور القطاع الخاص فى الاستثمار فى مشروعات المياه والصرف الصحى وتحقيق أهداف الألفية التى أقرتها الأممالمتحدة لتخفيض أعداد المحرومين من مياه الشرب والصرف الصحى إلى النصف بحلول عام 2015. وسيتم انتخاب مصر رئيسا للمجلس الوزارى لوزراء المياه الأفارقة لمدة عامين على هامش الاجتماعات، وهو ما فسرته مصادر مطلعة ل«المصرى اليوم» بأنه استعادة للدور المصرى المفقود بالقارة الأفريقية بعد ثورة 25 يناير. المصدر: المصري اليوم