للمرة الأولي خرج الدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء من مكتبه وشارك بمؤتمر «مجلس وزراء المياه الأفريقي»، حيث ألقي الكلمة الافتتاحية وفضل التحدث فيه باللغة الانجليزية بدلا من العربية، وذلك حسبما قال ل«التوجه مباشرة إلى الأشقاء الأفارقة». وقال رئيس الوزراء متحدثا عن وضع التنمية في افريقيا التي تعد المياه أحد عناصرها، أن الدول الأفريقية حصلت علي اسقلالها في الخمسينات والستينات وكانت في وضع سئ والدول الغنية استغلتنا واستغلت مواردنا، وحاولوا العودة لاستغلالنا مرات أخري لكن بآساليب مختلفة وحاولوا أن يثيروا النزاعات داخل الدول الأفريقية. واستكمل الجنزوري قائلا أن الاستثمارات بين الدول الأفريقية لا تصل إلى حوالي 15%، وتقل عن مثيلاتها للدول العربية، وكذلك التعليم فالجميع يحاولون التحدث بأنهم حصلوا علي شهاداتهم من باريس أو لندن وأبناءنا لا يفخرون أنهم يحصلون علي شهاداتهم من القاهرة أو جوهانسبرج وانما يفخرون بحصولهم عليها من الدول الأوروبية فقط. وأضاف الجنزوري خلال كلمته أن افريقيا عانت كثيرا وتواجه الان تغيرات مناخية وتضرر بسببها ونحن لم نتسبب في ذلك وانما الدول الأخري، وكذلك الاحتياجات من أجل التنمية والنقص والعجز في البنية التحتية ولا يمكن أن نتصور أي تنمية دون توفر بنية تحتية، وقال الجنزوري أنه لذلك يرجو الجميع ان نستفيد من مياهنا ونطبق سياسات جديدة تجمع الدول الأفريقية، وأن نحسن التعاون مع جميع البلدان وليس بين بضعة دول ومن الصعب أن نتصور وجود هذه الموارد التي لا تستخدم حيث نستخدم 6% فقط من الموارد المتاحة في أفريقيا ونستخدم هكتارات قليلة من مساحات أراضيها وكيثيرون دخلهم يقل عن دولار واحد، ومصر عانت من ندرة وقلة المياه وتحصل علي 700 متر مكعب فقط سنويا من المياه بينما الاستهلاك يمثل كميات اكبر من ذلك بكثير. وتوجه الجنزوري بالطلب من جميع المشاركين في المؤتمر بأن يحاولون مساعدة بلدانهم للسير نحو التنمية والتقدم لصالح افريقيا ووجه رجاء بالعمل علي وضع خارطة طريق لأفريقيا من القاهرة حتي جوهانسبرج قائلا «إن حلمه الكبير أن يري في يوم ما رؤساء مجالس الادارات المختلفة يحصلون علي شهادات تخرجهم من جامعاتنا». وقد اشار الجنزوري في بداية كلمته الي أن هناك 24 وزيرا من الدول الفريقية يشاركون في المؤتمر وهذا الرقم لم يتحقق من قبل، وقال «إن المياه هي مصدر الحياة والعمل والتكامل وليس مصدرا للنزاعات». مؤتمر مجلس وزراء المياه الأفريقي الذ بدأ بفندق سيتي ستارز يتم عقده احتفالا بمرور 10 سنوات علي انشائه هو معروف ب «الانكوا» وكذلك بمناسبة انعقاد الأسبوع الرابع للمياه في افريقيا. وقد أكد هشام قنديل وزير الري والموارد المائية أن المؤتمر لن يتعرض الي الخلافات الخاصة باتفاقية حوض النيل أو سد النهضة الذي ترغب أثيوبيا في بنائه ولكنه مؤتمر معني بوضع رؤية أفريقية في مجال تنمية الموارد المائية وبحث سبل تحقيق أهداف الألفية الثالثة حتي عام 2015، وأشار إلى أن اللجنة الثلاثية والتي ستتشكل من مصر وأثيوبيا والسودان سوف تعقد اجتماعا اليوم باديس ابابا لبدء عملية تقييم الدراسات الخاصة بأثر بناء سد النهضة علي مصر ، موضحا أن السفير الثيوبي في القاهرة يشارك في المؤتمر ممثلا عن أثيوبيا ويشارك ايضا وزير الري الأثيوبي السابق وهو مستشار للرئيس الأثيوبي. وشهدت الجلسة الأولي من المؤتمر ترحيبا بوزير الري الأسبق محمود أبوزيد والذي أبدي اسفه في تصريحات صحفية لي أن عدد قليل جدا من مرشحي الرئاسة في مصر يكاد يكون قد ذكر أو تحدث في برنامجه عن المياه وقضية حوض النيل مؤكدا ان المجتمع الدولي يؤكد علي ضرورة أن تضع الحكومات المياه علي رأس الأجندة السياسية. ونظم القائمون علي المؤتمر مسرحية عرضها أطفال تعرض لأجيال عام 2100 حيث يكون الحصول علي المياه للشرب بتوقيع اقرار وصورة البطاقة والنباتات والطيور أشبه بالبلاستيك لعدم كفاية المياه والسبب أن الأجيال السابقة لم تعد حساب لتلك الأجيال التي ستعيش ذلك العام.