يقضي الرئيس السابق حسني مبارك أيامه الآن بالمركز الطبى العالمى بين الجلوس فى إحدى الصالات أو المشى فى الحديقة ومشاهدة التليفزيون ورؤية أقاربه، حسبما أفاد مصدر بالمستشفى، والذى قدم لمحة نادرة وغير مصرح بها عن نشاط الرئيس السابق. وهذه المعلومات تشير إلى أنه بصحة أفضل من الصورة التى التقطت له أثناء محاكمته عندما ظهر راقدًا على سرير يرتدى نظارة داكنة ويشارك قليلاً فى الإجراءات. وتقول المصادر إن مبارك ربما يكون قد ذهب، لكن إرثه لا يزال باقيًا. وأشارت إلى أن البعض يقارنه بسابقيه، الرئيسين أنور السادات وجمال عبدالناصر، فيقولون : إن السادات كان فريدًا فى ذكائه، وعبدالناصر فى كاريزمته، لكن مبارك كان نصف موهوب فى كل شىء، ولم يكن لديه مؤهل استثنائى. وإن مبارك كان من الطغاة التقليديين فى النظم نصف الديمقراطية، فكان طاغية تحت مظلة القانون. لكن رويترز ترى أن هذا لم ينطبق على صداقة مبارك مع الغرب الذى قدره لمحافظته على معاهدة السلام مع إسرائيل التى لم تحظ بشعبية. لكن كوك يرى أن المشكلة تكمن فى أن معظم الناس لم تستفيدوا من النمو الاقتصادى، ومن أجل الحفاظ على السيطرة السياسية استخدم مبارك العنف والإكراه. وفقا ل( رويترز ). الرئيس الطائر من جانب آخر ذكرت مصادر ان مبارك طوال ثلاثين عاما في حكم البلاد قام خلالها ب (495) رحلة طيران لدول العالم انفق فيها من خزينة مصر (29) مليار دولار استحق عليها لقب الرئيس الطائر هذا ما توصل إليه الباحث الدكتور صلاح جودة رئيس مركز الدراسات الاقتصادية في دراسة مهمة مليئة بالتفاصيل الدقيقة عن رحلات الرئيس السابق سواء كانت خارج مصر أو داخلها وتؤكد الدراسة أن عدد ساعات الطيران التي قضاها مبارك في الهواء أكثر من عدد ساعات الحكم. فقد قام المخلوع بالسفر إلي فرنسا 62 مرة، وإلي ألمانيا 42 وإلي إنجلترا 36 مرة. وإيطاليا 35 مرة وامريكا 34 واحتلت السعودية المرتبة الأولي من بين الدول العربية الأكثر في عدد المرات التي زارها مبارك وتبلغ 26 رحلة تليها سلطنة عمان حيث وصل عدد رحلاته إليها 23 رحلة ثم ليبيا 22 رحلة، أما مجمل الدول الافريقية بمساحاتها الشاسعة واهميتها الاستراتيجية والإقتصادية لمصر فلم يزرها جميعا مجتمعة إلا من خلال 8 رحلات أي أن هناك دولا لم يزرها مطلقًا. وكانت الرحلات الأكثر وللأطول اقامة إلي شرم الشيخ أو جنوبسيناء والأقصر واسوان والإسكندرية لم ينفق مبارك مبلغ ال 29 مليار علي نفسه فقط في مجمل رحلاته التي كانت في معظمها فسحة وليست عملاً فقد كان يصحب معه زوجته وولديه وحاشية ضخمة تتألف من طقم الحراسات والسكرتارية وحاملي الشنط ورجال الإعلام الحكومي الرسمي مقروء ومرئي بالإضافة لعدد كبير من الوزراء وسكرتارية الوزراء. وإذا تعرضنا لجملة ما انفقه خلال رحلاته بالتفصيل سنجد أنه انفق 22 مليار دولار علي رحلاته الخارجية7 مليارات علي رحلاته الداخلية وذلك وفقًا لتقرير الجهاز المركزي للمحاسبات وكذلك موازنة رئاسة الجمهورية، كما سنكتشف أن للسفارات المصرية في الخارج نصيبًا منها متمثلة في الاستقبالات والمراسم والحراسة والأمن والمشتريات والتسوق مع أفراد الحاشية إضافة إلي شراء لوازم شخصية كان حصيلة خسائرها جميعا ما يقرب من 30 مليار دولار من خزينة مصر وقوت الشعب. وتوضح الدراسة معلومات شديدة الطرافة والاهمية والجدية معا وهي خاصة بتكاليف تعطيل الأعمال داخل جميع المصالح الحكومية المصرية بسبب غياب الوزراء والمسئولين والمرافقين للرئيس المخلوع في رحلاته، بالاضافة إلي غياب رؤساء تحرير وادارات الصحف والمجلات كل هذه الخسائر بلغت 4 مليارات دولار. وليس هذا فقط بل إن مصر خسرت مجموعة كبيرة من المنح والمعونات كانت مصر تحصل عليها قبل تولي مبارك الحكم، وحين وجدت الدول صاحبة المعونات أن المسئولين المصريين لم يقوموا باعتماد هذه المعونات لأنهم كانوا دائما علي سفر مع الرئيس الطائر أو أنهم كانوا في حالة استقبال لسيادته أو في حفلات افتتاح أو في انتظار تعليمات سيادته لذلك كله وصلت تكاليف أسفاره إلي ما يعادل بالمصري 174 مليار جنيه