وصف د. فريد زهران، القيادي بالحزب المصري الديمقراطي الإجتماعي، أداء جماعة الإخوان المسلمين، الفصيل الأكثر تواجدًا أسفل قبة البرلمان، بأنه أداء "إنعزالي"، لا يأتي في صالح الثورة، ويؤدي لإهدار مكتسباتها بشكل عام، مشيرًا إلى أن الإخوان يصرون على ألا يحدث نوع من أنواع "التوافق الوطني" بينها وبين كافة القوى السياسية الأخرى. أشار، في حواره مع "أموال الغد" إلى أن التمثيل الأمثل للجمعية التأسيسية للدستور يتمثل في عمل نوع من الحوار بين كافة القوى السياسية والأحزاب والتيارات المختلفة حول آليات اختيار الجمعية، بما يضمن تمثيلا صادقًا لكافة عناصر المجتمع المصري، وأطيافه. برأيك، ما هو الشكل الأمثل لتشكيل جمعية تأسيسية جديدة للدستور بعد أن تم الحكم ببطلان الجميعة الأولى؟ في تقديري، إن الشكل الأمثل لتشكيل جمعية تأسيسية جديدة لصياغة الدستور المصري، هي أن تعبر تعبيرًا صادقًا عن كافة أطياف المجتمع المصري، بصورة لا تهمش أي فصيل أو أي قطاع عامل بمصر، فالدستور عقد إجتماعي بين كافة أبناء الوطن، ولا يجوز للأغلبية أن تحتكر صياغته بما يخدم أجنداتها، ورغباتها السياسية، لمجرد حصولها على أغلبية برلمانية. وهل تتوقع سيطرة الإسلاميين عليها كما حدث في المرة الأولى أو محاولتهم لفرض دستور إسلامي؟ الإشكالية الآن ليست في سيطرة الإسلاميين في وضع مواد تخدم أجندتهم ومصالحهم من عدمه، لكنها تتلخص في تمثيل كافة فئات المجتمع بالجمعية التأسيسية لصياغة الدستور، المكونة من 100 فرد، والتي يجب أن تعبر تعبيرًا صداقًا عن كافة أطياف وألوان الشارع المصري، ولذا يجب وضع آليات تحدد شكل اختيار تلك الجمعية، بما يضمن ذلك التمثيل الصادق، عبر حوار مجتمع جاد للوصول لتلك الآليات، واستخلاص لجنة تمثل الشعب المصري. أولا يتطلب ذلك تدخلا من المجلس العسكري لتعديل الإعلان الدستوري أو طرح مشروع قانون جديد ينظم آليات تشكيل اللجنة؟ المجلس الأعلى للقوات المسلحة ليس طرفًا في ذلك الصراع أبدًا، ولا يجب أن يكون طرفًا، خاصة أن تحديد الآليات والأدوات التي يتم على أساسها اختيار الجمعية التأسيسية للدستور هي في الأساس مهمة القوى السياسية الحالية، والتي يجب أن تحاول عقد حوار مجتمعي بينها وبين بعضها البعض للتوصل لأفضل صيغة وأفضل آليات عملية لاختيار الجمعية، دون تدخل من العسكري. هل رفضتم المشاكرة في مليونية "حماية الثورة" نكاية في الإخوان؟ رفضنا المشاركة في مليونية "حماية الثورة"، أمس، والتي دعت لها جماعة الإخوان المسلمين، التي عليها علامات استفهام كثيرة، والتي خالفت رغبة الميدان في أكثر من موقف، بما يعني أن نزولها في الأساس كان لمصالح شخصية بحتة. وبشكل عام، ما تعليقك على أداء الجماعة السياسية عقب الثورة وحتى الآن؟ أداء الجماعة "إنعزالي"، فهي تعمل لمصالحها الشخصية كفصيل سياسي دون النظر أو الاهتمام بالمصالح العامة، التي تنادي بها التيارات السياسية الاخرى. لكن الجماعة تؤكد على أنها تسعى لإحداث نوع من "التوافق الوطني" في التأسيسية الجديدة.. ما تعليقك؟ هذه المحاولات على الجانب العملي ليست موجودة في الأساس، فالإخوان المسلمون لا يرغبون في إحداث أية توافق مجتمعي بينهم وبين كافة القوى السياسية الأخرى، ويريدون دومًا أن ينفردوا بالساحة السياسية بما يخدم مصالحهم وفقط. أنت بذلك تؤيد توصيف الإخوان على أنهم تحولوا لحزب وطني جديد.. بالطبع، الإخوان أصبحوا أقرب لحزب استبدادي يريد الإنفراد بالساحة السياسية، تماما مثل الحزب الوطني المنحل، بما يسهم بدوره في تراجع مكتسبات الثورة. هل مازلتم تؤيدون الدعوة لمليونية موازية 20 إبريل الجاري؟ نعم، سوف نشارك في مليونية الجمعة المقبلة الموافق 20 إبريل، للمطالبة بتطبيق "العزل السياسي لأنصار النظام السابق"، والتنديد بترشح اللواء عمر سليمان لرئاسة الجمهورية.