أعلنت شركة فرانس تليكوم أنها تتوقع انهاء صفقة شراء أسهم "أوراسكوم" للاتصالات فى شركة "موبينيل" فى غضون أسابيع قليلة من الآن، وان الاتفاق مع "اوراسكوم" سيكون مرضيا وليس عدائيا لجميع الأطراف، وسوف يأخذ فى الاعتبار كل ملاحظات وموافقات الجهات الرقابية فى مصر بما فى ذلك الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات ووزارة الاتصالات وهيئة الرقابة المالية وغيرها. وقال مارك رينار نائب الرئيس التنفيذى لفرانس تليكوم والمسئول عن الأسواق الصاعدة أن الاتفاق بين الشركتين سيتيح لأوراسكوم الاحتفاظ بنسبة 5% من الأسهم، والأهم أنها ستظل شريكا إستراتيجيا فى "موبينيل" ولها نفس حقوق التصويت السابقة فى مجلس الإدارة ونفس عدد المقاعد دون أى تغيير. وأكد أنه رغم أن شركة "فرانس تليكوم" ستمتلك حتى 95% من الأسهم إلا إن إدارة شركة "موبينيل" ستكون من القاهرة وليس من فرنسا أو من أى دولة أخرى وسيتم الاحتفاظ بنفس هيكل الادارة الحالى ونظام حوكمة الشركة دون اى تغيير، كما ستظل الشركة مدرجة فى البورصة. وأشار إلى أنه رغم أن "موبينيل " يعمل بها 5000 موظف إلا أن عدد العاملين الذين تم جلبهم من فرنسا لايتجاوز 5 أفراد فقط وسيظل هذا هو الوضع السائد بعد ابرام الصفقة حيث تعتمد "فرانس تليكوم" دائما على الخبرات الوطنية فى إدارة الشبكات التى تملكها حول العالم وعددها 22 دولة مؤكدا على ان الخبرات الفنية المصرية متميزة جدا فى هذا المجال، وأن "فرانس تليكوم" تؤمن تماما بأهمية الشريك الوطنى فى مصر لإدارة "موبينيل" حتى لو قررت "أوراسكوم" الخروج من الشركة فى أى وقت لاحق مستقبلا. وبالنسبة للمخاوف التى يبديها البعض فى مصر من ملكية شركة أجنبية لشبكة اتصالات وطنية، قال مارك أن ملكية هذه الشبكة كانت من اليوم الاول لإنشاء شبكة "موبينيل" لفرانس تليكوم ولن يتغير شئ بعد ابرام الصفقة المرتقبة، وهذه الشبكة تدار بالكامل من داخل مصر بالقرية الذكية وتحت إشراف ومتابعة الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات والجهات الرقابية الأخرى المصرية. وردا على ما تردد من نية بعض المستثمرين من ذوى التوجهات السياسية فى مصر شراء أسهم "موبينيل" أكد مارك على أن "موبينيل" هى شركة ليس لها علاقة بالسياسة أو الدين أو بالعرق. وفى إجابته حول انخفاض القيمة التى عرضتها فرانس تليكوم لشراء سهم موبينيل فى هذا الاتفاق الجديد عن قيمة الشراء التى تم عرضها من قبل فى عام 2010 وتأثير ذلك على صغار المستثمرين، أوضح مارك أنه فى عام 2010 لم يكن الاتفاق ملزما وكان غير نهائي، وأن النقاش الحالى بين الشركتين تغير عن الماضى وفقا لظروف عديدة وعنيفة مرت بها "موبينيل "، وان الاتفاق الجديد مازالت له فائدة كبيرة بالنسبة لصغار المستثمرين كما سيستفيد منه الاقتصاد المصرى وستترك الحرية كاملة لصغار المستثمرين فى بيع أسهمهم أو الاحتفاظ بها. وقال مارك إنه بالنسبة لتعجب البعض من الإعلان عن مثل هذه الصفقة فى الوقت العصيب التى تمر به مصر بعد الثورة بأن "فرانس تليكوم" كشركة عالمية اعتادت مثل هذه الأمور فى البلدان العديدة التى تتواجد بها وليس معنى أن تحدث اضطرابات أو أزمة ما داخل إحدى الدول أن تنسحب "فرانس تليكوم" من هذه الدولة، كما أن مصر ليست الدولة الوحيدة التى قامت بها ثورة وتتواجد بها الشركة وإنما هناك أيضا تونس والشركة تدير شبكة هناك. وأكد مارك على أنه يرى أن مستقبل مصر سيكون مشرقا وحافزا على الاستثمار، موضحا أن "فرانس تليكوم" لديها نشاط آخر متميزا وهى حريصة على تطويره ويتمثل فى تصدير خدمات تكنولوجية عبر الحدود من مركز "أورانج" لخدمة العملاء بالقاهرة، وأنه يتم الاعتماد كلية على الخبرات الوطنية المصرية فى إدارة وتشغيل هذا المركز. وحول مدى نجاح مثل هذه الصفقة على موبينيل فى توسيع أعمالها خلال الفترة المقبلة بالرغم من تشبع سوق التليفون المحمول فى مصر ووصوله إلى نسبة انتشار 106% أوضح مارك رينار أن سوق الخدمات الصوتية بالفعل تشبع تماما ولكن هناك فرصا أخرى للنمو فى مجال الإنترنت "البرودباند" ونقل المعلومات وتقديم الخدمات الجديدة والمبتكرة التى ترتكز على الابداع والتى يمكن التوسع فيها مشيرا إلى أن موبينيل قامت مؤخرا بشراء شركة "لينك" الموفرة لخدمات الإنترنت والمعلومات وهذا سيتيح تقديم عروض متكاملة من اجل المستهلك فى مصر. وحول نية "فرانس تليكوم" فى الاستمرار فى المسئولية الاجتماعية تجاه المجتمع المصرى قال ان هذا التوجه لاسبيل عنه فى سياسة "فرانس تليكوم" وأنه سيتم الاهتمام بالمناطق النائية والعمل على اتاحة خدمات الإنترنت لها وسيتم التعاون مع الجمعيات الأهلية لمد المسئولية الاجتماعية إلى المناطق المهمشة والفقيرة فى مصر، وأهم هذه البرامج هو الاستمرار فى تدريب وإعداد 100 ألف شخص لسوق العمل فى مصر. المصدر الاهرام