تتصاعد الأوضاع السياسية لتنعكس بصورة مباشرة على القطاعات الإقتصادية المختلفة بما يسبب ركودًا عامًا بمعظم القطاعات مع بداية 2012 ، لتجد شركات تكنولوجيا المعلومات فرصة النمو الداخلية ضئيلة بما يدفعها للهروب للأسواق الخارجية، بما يعرضها للاختيار بين الاستثمارات الخليجية لتوفير سيولة تتيح لها الاستمرار، أو مسئوليتها الإفريقية لمحو أميتها التكنولوجية واللحاق بركب الشركات العالمية، التي تنظر لها القارة الإفريقية باعتبارها فرس الرهان القادم بعد تشبع الدول الكبرى بالمنتجات التكنولوجية. قال المهندس مقبل فياض، عضو اللجنة التصديرية بوزارة الاتصالات، إن لجنته تضع حاليًا خطة تفصيلية عن أهم القطاعات الممكن الإعتماد على منتجاتها للتصدير للخارج، وجذب الاستثمارات الأجنبية لمصر. لفت أن الشركات المصرية المتجهة للتصدير للخارج ستشهد ركودًا حتى نهاية 2012، متوقعًا عودة التصدير مع الاستقرار السياسي والأمني عقب انتخاب رئيسًا جديدًا للجمهورية، والسماح له باتخاذ بعض القرارات السيادية التي تبث رسالة لطمأنة العالم للوضع الاقتصادي لمصر. أضاف أن الاسواق المستهدفة للتصدير كما تتصور اللجنة هي أسواق القارة الافريقية، نظرًا لانخفاض نسبة المنتجات التكنولوجية بافريقياز أضاف فياض أن أسواق الخليج بصفة عامة والإمارات والسعودية بصورة خاصة من أهم الاسواق المزمع التواجد فيها، لنموها المطرد بقطاع تكنولوجيا المعلومات. أكد على أن تأخر فرص التصدير التى تواجه الشركات المصرية ترجع للإضطرابات السياسية خاصةً مع تصاعد الاحداث السياسية الاخيرة بما يؤثر على نظرة الاستثمار الاجنبي للسوق المصرية في ظل عدد من البدائل التى توفر نفس المنتجات المصرية وتجذب الفرص الاستثمارية . من جانبه، أكد إبراهيم الششتاوي، رئيس شركة فكرة سوفت، أن مصر من أهم الدول المنتجة لتكنولوجيا المعلومات على مستوى الشرق الأوسط وإفريقيا، بالتالي يجب على الشركات المصرية أن تأخذ بعين الاعتبار التوجه نحو الاسواق المجاورة لها كدول القارة الافريقية. أشار أن السودان عقب الانفصال تعد من أهم المناطق المرشحة للنمو مع احتياجها المتنامي للحصول على دعم تكنولوجي خاصة من مصر نظرًا للروابط الثقافية بين الدولتين. أوضح أن دول حوض النيل من أكثر المناطق احتياجًا لتواجد قطاع تكنولوجيا المعلومات بوجه عام بما ينعكس على فرص مصر الاستثمارية في المنطقة. لفت أن تأخر توجه وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على الرغم من اهمية المنطقة برجع لحالة عدم الاستقرار السياسية التى تشهدها مصر. أضاف أن الاتجاه نحو الاسواق الخارجية بصفة عامة والافريقية بصفة خاصة يأتى بمساهمات من الحكومة ممثلة في وزارة الاتصالات وشركات القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني قال د.عبد الرحمن الصاوي، استاذ الاتصال بجامعة حلوان، أن وزارة الاتصالات تتجه نحو تصدير منتجات تكنولوجيا المعلومات للخارج خاصةً بالتعاون مع الدول الافريقية فى النهوض التكنولوجى بما يتفق مع اليات العصر مشيرًا إلى أن الوزارة بدأت فى العمل على المتخصصين فى افريقيا فى مجالات الاتصال وتكنولوجيا المعلومات. لفت إلى أن التوجه نحو انشاء المشروعات بالقارة الافريقية من أهم الخطوات الناهضة بالقطاع خاصةً في السودان مما دفع بعض الشركات إلى بدء مشروعاتها فيها منوهًا على أن نجاح شركات في افريقيا يتوقف على تأهيل الكوادر في القارة بما يسمح بالتعامل مع التكنولوجيا وهو ما تسعى الوزارة إلى تطبيقه من خلال برامجها التدريبية .