قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية اليوم الاثنين إن العراق ما بعد حكم الرئيس العراقى السابق صدام حسين أضحى أكثر "هشاشة" عن ذى قبل، فبدلا من المضى قدما نحو تحقيق مسيرة الديمقراطية والتخلص من بقايا الحكم الاستبدادى، فإنه يسير "بخطى ثابتة" نحو مزيد من التفكك والانقسام على حد قول الصحيفة. وذكرت الصحيفة - فى تعليق أوردته على موقعها الإليكتروني - أنه بعد مرور ما يقرب من شهر واحد منذ إنسحاب القوات الامريكية من العراق، لم تلح فى الأفق حتى الان أية بوادر حيال نجاح حكومة رئيس الوزراء العراقى نور المالكى - والتى تلقى دعما أمريكيا - فى لم شمل العراقيين وتحقيق وحدة الصف تحت لوائها. وأشارت الصحيفة فى هذا الصدد إلى أن فتيل الأزمة قد أشتعل بعد التحركات التى قادها نور المالكى ضد نائب الرئيس العراقى والمحسوب على التيار السنى طارق الهاشمى منذ منتصف ديسمبر الماضى، لافتة إلى تصريحات المالكى مؤخرا بأن الهاشمى يقود فرق لتنفيذ سلسلة من الاغتيالات وتأكيداته بأنه كان على علم "بنشاطات الارهابية" التى يدبرها الهاشمى على مدار اعوام إلا أنه كان فى انتظار الوقت المناسب لملاحقته. وأردفت الصحيفة تقول إنه كان يتعين على رئيس الوزراء العراقى حين أدلى بتصريحاته هذه أن يتوقع أن ردود فعل عنيفة لاسيما وأنه لطالما افتقر للشعبية الوافية فى بلد تعانى فيه الطائفة السنية من تهميش الى جانب العلاقات "المتوترة" مع الاكراد والتى تتصاعد حدتها يوما بعد يوم على حد قول الصحيفة، لافتة الى أنه على الرغم من العوامل الانفة ذكرها؛ غير أن المالكى لا يزال لا يأخذ فى الحسبان حجم السخط الشعبى وقدرته الحقيقية فى تقويض القاعدة السياسية التى يسعى هو إلى تأسيسها. ورأت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن العراق بات الآن أمام ثلاثة خيارات لابديل لها الاول يتمثل فى التقسيم عن طريق إقامة دولة سنية وأخرى شيعية، وثالثة كردية، معتبرة أن ذلك الخيار يخدم بالدرجة الأولى الأكراد الذين يبدون استعدادا كاملا لتولى شئونهم الخاصة وإرساء الحكم الذاتى، كما أنه قد يروق للطائفة السنية التى لا تمتلك مصادر نفطية فى معقالها إلى جانب مخاوفها من تبدد الأمال بشأن عنتحقيق أية مكاسب تحت لواء حكومة شيعية بأى حال من الأحوال. أما الخيار الثانى - بحسب ما أفادت الصحيفة - هو تأسيس حكم فيدرالى تحظى من خلاله جميع المحافظات العراقية بحكم ذاتى وإدارة شئونها الخاصة بعيدا عن العاصمة بغداد منوهة بالخطوات التى أحرزتها كلا من محافظتى الأنبار وديالى التابعتين إلى التيار السنى فى هذا الصدد. واختتمت الصحيفة البريطانية إلى أن الخيار الأخير هو "الارتداد" - أى عدم التحرك لانقاذ الموقف والذى يبدو وأن العراقين قد أرتضوه خيارا لهم ولو بشكل افتراضى طيلة الاعوام السابقة لينتقلوا من أزمة تلو الآخرى مع ضعف حيلة مؤسسات الدولة عن التصرف وإدراك المواطنين لحقيقة أنه قلما ما وقفت الدولة إلى جانبهم، فهو خيار يحمل معه خطر إنحدار البلاد نحو مزيد من الفوضى لاسيما فى ظل المخاطر التى باتت تحدق بالعراق سواء فى الداخل أو على الصعيد الاقليمى والتى يتعين تفاديها بحسب ما اكدت الصحيفة