أكد الدكتور حسين الجزائرى المدير الاقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط أهمية الاصرار على مبدأ الشفافية الكاملة في عمل المنظمة وقابلية أعمالها جميعا للمساءلة ووضع ذلك حيز التنفيذ، من خلال أسلوب تم ابتكاره من قبل المنظمة وهو بعثات المراجعة المشتركة للبرامج والتى تجمع نخبة من موظفى المنظمة ونخبة من كبار موظفي الصحة في كل بلد من بلدان الاقليم لاستعراض ما تحقق من انجازات في البرامج الصحية التى تدعمها المنظمة وما صادفته هذه البرامج من عراقيل. جاء ذلك في الكلمة التى ألقاها الدكتور حسين الجزائري اليوم /الأحد/ في افتتاح الدورة ال 58 للجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، والتى شهدها الدكتور عمرو حلمى وزير الصحة و22 وزيرا للصحة بدول إقليم شرق المتوسط، والدكتورة مارجريت تشان مدير عام لمنظمة الصحة العالمية، والدكتور عبد الله الربيعة وزير الصحة السعودى ورئيس الدورة السابقة للجنة الاقليمية للصحة العالمية لاقليم شرق المتوسط. وقال الجزائري "إن هناك 3 قضايا في غاية الأهمية.. القضية الأولى هي الازدياد الذي يحدث في الامراض غير المعدية".. مشيرا إلى أن البلدان الأعضاء في الاقليم كان لها تمثيل جيد في الاممالمتحدة منذ أسبوعين عندما عقدت الجمعية العامة اجتماعا رفيع المستوى حول الوقاية من الامراض غير المعدية ومكافحتها. وأضاف أن الامراض غير المعدية مسئولة عن نحو مليوني ومائتي ألف حالة من الوفيات تحدث في الاقليم سنويا وتحدث ثلث هذه الوفيات قبل بلوغ سن الستين.. مشيرا إلى أن هذه الأمراض أصبحت مزمنة، ومعالجتها تستغرق العمر كله ويتحمل القطاع الصحى عبأ ثقيلا بسبب حدوث هذه الأمراض والتى لها آثار أيضا على الأسرة والمجتمع. وقال الدكتور حسين الجزائرى المدير الاقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط إن القضية الثانية هي استئصال شلل الاطفال، مشيرا إلى أن دول الاقليم حققت إنجازا كبيرا في مواجهة هذا المرض وأن دولا كثيرة قد نجحت في استئصال شلل الاطفال من خلال حملات التطعيم.. معربا عن أمله في ألا يمضي وقت طويل قبل أن نحتفل باقليم شرق المتوسط وهو خالى من مرض شلل الأطفال. وأضاف الجزائري "إن القضية الثالثة هي التأهب للطوارىء ومجابهتها، فالصراعات والازمات ليست بالامور المستجدة على إقليم شرق المتوسط".. مؤكدا أهمية أن تقوم المنظمة بواجباتها تجاه المتأثرين بحدوث هذه الازمات وأن لا يكتفى على توفير الدعم الطبي والنفسى و الاجتماعى بل يتجاوز الى ضمان الاحترام لحقوق الانسان والمثل الاخلاقية في المجتمع في جميع الاوقات وفي جميع الظروف ومن قبل جميع الاطراف. من جانبها، أعلنت الدكتورة مارجريت تشان مدير عام منظمة الصحة العالمية انه تم إحراز تقدم هائل في شتى أرجاء العالم في مجالات الصحة، مشيرة إلى أن معدلات الوفيات بين صغار الأطفال والامهات وصلت إلى أقل مستوياتها منذ عقود.. موضحة أن وباء السل الذي أعلن يوما ما أنه طارئة تهدد الصحة فانه آخذ بالانحسار. وأضافت أن هناك تناقصا في معدلات حالات الملاريا والوفيات الناجمة عنها في بعض البلدان بمقدار يزيد عن نصف ما كانت عليه من قبل، كما أنه هناك 7 ملايين نسمة مما يعيشون فى البلدان المنخفضة الدخل والمتوسطة بحياة أفضل نتيجة تلقيهم العلاج اللازم للأمراض الفيروسية. وأشارت إلى أن الانكماش الاقتصادى يتعمق أكثر فأكثر، وقالت "أصبح الأمن الغذائي قضية بالغة الأهمية والأمراض التى تنتقل بالعدوى أصبحت تهديدا صحيا واقتصاديا بالغ الجسامة في عالم تترابط أجزائه ببعضها ووسائل السفر الدولى السريع وغيرها من وسائل الاتصال المباشرة والفورية.