اكد الدكتور مصطفى اللباد؛ رئيس مركز الشرق للدراسات الإقليمية والإستراتيجية أن دور مصر الإقليمي يجب أن يركز تحديدا على تأمين منابع النيل وسيناء ، مما يحتم تكوين حوائط صد مبكرة في سوريا شمالا، وفي الصومال وإثيوبيا جنوبا، مشيرا إلى أنه كان يتعين أن تكون هناك كتلة بشرية وتجارية وصناعية في سيناء عقب توقيع اتفاقية كامب ديفيد، بدلا من استثمار المليارات في الساحل الشمالي. وأوضح اللباد خلال ندوة منتدى الحوار التي نظمتها مكتبة الإسكندرية اليوم تحت عنوان "نحو سياسة خارجية إقليمية فاعلة مصر - إيران - تركيا"، أن هناك متغيرات على الساحة في الوقت الحالي تتمثل في وجود قواعد عسكرية برية لحلف الناتو في ليبيا، وتقسيم السودان إلى شمال وجنوب، إضافة إلى أن فلسطين لم تعد ملفا مصريا بامتياز، في الوقت الذي تقلصت فيه مصر داخل حدودها بشكل غير مسبوق، وظهر لاعبون كبار مثل إيران وتركيا. وقال اللباد إن البعض قد يظن أن دور مصر الإقليمي "ترف"، في حين أنه يعزز مكانة الدولة على مستوى العالم سياسيا واقتصاديا، مضيفا أنه من مصلحة مصر أن تكون زعيمة العالم العربي، حتى وإن اختلف البعض حول العروبة. ونفى أن تكون الزعامة مرادفا لخوض الحروب، ملمحا بذلك إلى ما كان يردده النظام السابق من أنه جنب مصر خوض مغامرات، تبريرا لتراجع دور مصر الإقليمي. وأشار الخبير الأستراتيجي مصطفى اللباد إلى أن دور مصر الإقليمي يحتمه التاريخ والجغرافيا، وليس وفقا لتوجه إيديولوجي معين، ضاربا المثل بدور مصر في عهد محمد علي وخلفائه، مرورا بعبد الناصر والسادات، وهي لحظات تاريخية اختلفت فيها إيديولوجيا من كانوا في الحكم.