قال رئيس مركز الشرق للدراسات الاستراتيجية والاقليمية الدكتور مصطفى اللبّادان عودة مصر لدورها الاقليمى فى المنطقة والذى تراجع بشكل كبير بسبب الضغوط الخارجية ومراعاة العلاقات مع الولاياتالمتحدة واسرائيل سيعود بالفائدة على مصر والمنطقة العربية كلها خاصة مع عودة الدور المصرى بمشروع جديد يعتمد على التغيير للسلطة بالطرق السلمية وبمشاركة واسعة للقطاعات الشعبية مع دعم الجيش والقوات المسلحة لهذا التغيير وبزوع عصر دولة القانون . وقال فى لقاء ببرنامج صباح الخير يا مصر الثلاثاء ان عودة العلاقات المصرية الايرانية لاتعنى تطابق السياسات او المصالح بينهما ولاتعنى ان مصر ستسّلم بما تريد طهران او ان مصر ستقبل بالتدخل الايرانى والسياسات الايرانية فى المنطقة العربية واشارالى ان دول الخليج الست بما فيها المملكة العربية السعودية والامارات العربية لهما علاقات دبلوماسية وتجارية مع ايران بالرغم من الاختلاف السياسى معها . واشار اللباد الى ان المشروع المصرى هو نموذج جديد للمشروع العربى بوجه عام والذى يمثل 22 دولة عربية غاب مشروعها الخاص منذ عقود امام قوى اقليمية موجودة ولها نشاطها ومشروعاتها الخاصة ومنها ايران وتركيا واسرائيل . واضاف ان مصر طوال ثلاثين عاما تخلت عن امة عربية باكملها كانت تقودها واستسلمت للضغوط التى كانت تمارس عليها وانكمشت على نفسها بشكل هدد التوازن الداخلى لشعبها اضافة الى الاضرار التى حلّت بالدول العربية . وقال ان العلاقات المصرية الايرانية شهدت عمليات شد وجذب مستمراكثر من نصف قرن بعد تقارب بالمصاهرة مع العائلة المالكة قبل الثورة الى احتقان حاد مع الحقبة الناصرية استمرت طوال الخمسينات والستينيات وعادت للتقارب الشديد بين السادات والشاه طوال السبعينيات وانتهت بالمقاطعة والتوتر بعد قيام الثورة الايرانية الاسلامية عام 1979 بالرغم من وجود اتفاقيات تجارية بين البلدين مستمرة حتى الان . واكد اللباد ان مصر بتاريخها المعتدل والازهر الشريف كاول جامعة اسلامية سنية اقامت حوار مفتوح مع معتنقى المذهب الشيعى قادرة على لعب دور ملطف وحيوى للتقريب بين المذهبين السنى والشيعى فى المنطقة وفى العالم وخاصة ان مصر دولة سنية الا ان شعبها معروف بحبه الشديد لاهل البيت . واوضح الخبير السياسى ان مصر تمثل بعد السعودية (التى تمثل الركن الرئيسى للمذهب السنى) وتليها باكستان ( من حيث عدد سكانها المنتمين لنفس المذهب ) الطرف الثالث فى اهل السنة ودخلت معسكر الرفض لايران بشكل كامل بما لايتناسب مع دورها الحيوى المعروفة تاريخيا به فى التقريب بين الفرقاء . واكد ان غياب الدور المصرى الاقليمى اغرى القوى الاقليمية الاخرى بما فيهم ايران وتركيا بلعب دور مؤثر فى الصراع العربى الاسرائيلى لم يكن فى صالح المصالح العربية فى كثير من الاحيان وتعرضت مصر لضغوط اعلامية للتشكيك فى سياساتها ونواياها وهو ماأثر تاثير سلبى كبير على فاعلية نشاطها السياسى . واكد ان ايران وبعض دول الخليج عارضت وجود قوات مصرية او سورية لمساندة دول الخليج بعد تحرير الكويت مما تسبب فى الغاء اتفاق ما كان يعرف بستة + اثنين وقال ان وجود دور مصرى قوى يقبل الحوار مع ايران ومع تركيا من منظور المصالح الحيوية وتقريب وجهات النظر سيبعد التهديد الفعلى للدولتين على الدور المصرى . واشار الدكتور مصطفى اللباد الى ان العلاقات المصرية التركية فى ظاهرها جيدة الا انها غير ذلك فى الحقيقة خاصة ان تركيا تلعب دورا كبيرا ومتناميا مع الدول العربية يعتبر منافس للدور المصرى ويعتمد على اغراق الاسواق العربية بالبضائع التركية اضافة الى دورها السياسى فى العراق وسوريا وأخيرا ليبيا . وقال ان المشروع التركى متوهج فى نجاحه مما اغرى الكثيرين بتوطيد العلاقات معه خاصة نجاحهم فى ادماج الاسلاميين والتقدم الاقتصادى الذى حققته فى فترة قصيرة .