تواصلت الاعتصامات ب 15 ميدان إسرائيلي، لليوم الرابع على التوالي، اعتراضا على "أزمة السكن" التي تعيشها تل أبيب منذ فترة طويلة، فضلا عن اعتصامات الأطباء احتجاجا على ضعف الخدمات الصحية المقدمة، وقلة معاشاتهم. رصدت وسائل اعلام إسرائيلية، أن نحو 400 متظاهر تمركزوا في مدينة "حيفا" محاولين سد عدد من الطرق المؤدية لمدينة "الكرمل" إلا أن أفراد الشرطة منعوهم من ذلك، كما شارك مئات المتظاهرين أيضًا في احتجاجات بمدينة "أشدو". رفض المتظاهرون الخطاب الذي ألقاه، رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، والذي عرض خلاله خطة الحكومة لتدارك أزمة السكن، مؤكدين أنه تجاهل مشاكل الراغبين في الزاوج، ومشاكل الأسر ذات العائل الواحد، وقدم حلولا لمشاكل الطلاب الجامعيين فقط. أدان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في خطابه أمس، "البيروقراطية الاسرائيلية" التي فجرت أزمة السكن في تل أبيب منذ فترة، مما جعل المتظاهرين الاسرائيليين ينزحون إلى الميدان احتجاجا، قائلا "البيروقراطية لدينا في اسرائيل مشكلة فريدة من نوعها تقف عائقًا أمام بناء البلد". طالب المعتصمون في مخيم "بيت شميس بتخصيص ألفي وحدة سكنية للجنود و الشباب بأسعار منخفضة. وعلى طريقة الديكتاتوريات العربية، وفي الوقت الذي يدعي فيه الجانب الاسرائيلي تبنيه قيم الديمقراطية والحرية، قامت قوات الأمن بتحذير المعتصمين بخيام الاعتصام المنصوبة في حديقة "ليفينسكي"، مؤكدين أن لديهم تعليمات بإخلاء الاعتصام "بالقوة". على صعيد احتجاجات الأطباء، الذين أَضربوا عن العمل اليوم، خرج المئات منهم في مظاهرات حاشدة انطلقت من مستشفى بيلنسون في بيتاح تكفا، لأرجاء المدينة كلها، كما تظاهر أطباء بئر السبع و مستشفى شيبا في تل هشومير، بالرداء الأبيض، معلنين رفضهم لما أعلنه وزير المالية أمس لتهدئتهم، ومطالبين باقالته. تعيش حكومة نتنياهو الآن على صفيح ساخن، بعد أن انفجرت جملة المظاهرات بتل أبيب، وبعد رفض المتظاهرين كافة الخطوات التي قام بها النظام الاسرائيلي مؤخرًا لحل أزمة السكن و الأطباء. انتقدت تسيبي ليفني رئيس حزب كاديما المعارضة الإسرائيلية، ووزير خارجية اسرائيل السابقة، أمس، التصريحات التي أدلى بها بينامين نتنياهو، عن خطوات حل مشكلة السكن بتل أبيب، قائلة "نتنياهو يسعى لازالة خيم الاعتصام وليس لبناء المنازل"، في إدانة منها لمحاولته لتهدئة المعتصمين فقط عبر خطابه، دون خطوات ايجابية جادة في هذا الصدد. كشف استطلاع للرأي أجرته إحدى منظمات المجتمع المدني الاسرائيلية مؤخرًا أن 32% فقط من الاسرائيلين راضون عن أداء نتنياهو، فيما يلفظه 68% من الاسرائيلين.