* المتظاهرون يرفضون كل الوعود الحكومية ومخاوف من سقوط الحكومة في حال استمرار الأزمة * 10مجموعات اقتصادية تستحوذ على 80% من أسهم البورصة وبالتالي يحصدون ثمار النمو الاقتصادي إعداد- نور خالد: انضمت عدة بلدات عربية إلى أعمال الاحتجاج المطالبة بحل أزمة السكن في إسرائيل وبدأت بنصب خيام الاعتصام في مدينة طمرة وباقة الغربية والعراقيب في النقب، ويجري الحديث عن إقامة خيام اعتصام في عدة من البلدات العربية بينها الناصرة وحرفيش وحيفا. وعلم موقع ع48رب أن اللجنة الشعبية في باقة الغربية ومجموعة من الشباب “باقة الشباب” بادرت أمس إلى إقامة خيمة اعتصام، زارها عدد من النواب العرب بينهم النائبان د. جمال زحالقة ومحمد بركة. وفي حديثه مع الموقع، أكد عضو اللجنة الشعبية جمال دقة على أن أزمة السكن في وسط العرب لا تتوقف عند الجدران، وإنما تتسع لتشمل الأرض والبلد. ودعا إلى إقامة المزيد من الخيام وتصعيد أعمال الاحتجاج في باقي البلدات العربية التي تعاني الأمرين في ظل سياسة الحصار والتضيق والمصادرة والهدم. يذكر أن عدة قرى عربية في النقب ترفض السلطات الإسرائيلية الاعتراف بها، بينها العراقيب وجرول أبو طويل، تعرضت للهدم برمتها بهدف ترحيل أهلها، وأقيمت خيام الاحتجاج والاعتصام والسكن المرة تلو الأخرى منذ شهور طويلة. كما تعاني كافة البلدات العربية في الداخل من النقص في قسائم الأراضي للبناء وذلك بسبب مصادرة الأرض من جهة، وبسبب عدم توسيع الخرائط الهيكلية للبلدات العربية. واستعرض زحالقة الأسباب التي أدت إلى أزمة السكن لدى المواطنين العرب، وأولها مصادرة الأراضي التي وصلت إلى سلب ما يقارب 75% من أراضي الجماهير العربية في الداخل، وهكذا تقلصت مساحة الأرض إلى الربع بينما ارتفع عدد السكان حوالي ثمانية أضعاف، مما يعني أن مساحة الأرض التي يقف عليها العربي تقلصت بما يقارب 32 مرة. وأشار زحالقة بأن الحكومة لم تكتف بمصادرة الأرض، وقامت بتضييق مساحة مناطق نفوذ القرى والمدن العربية، حيث وصلت مساحة مناطق النفوذ 3.4% من مساحة البلاد في حين أن نسبة العرب من السكان هي 17%. وأضاف أن الخرائط الهيكلية التي تسمح بالبناء هي أقل بكثير من مساحة مناطق النفوذ، وهي في غالبيتها لا تفي بالمطلوب للتطور الطبيعي والتكاثر الطبيعي في البلدات العربية، ويضطر المواطن العربي إلى البناء بلا ترخيص لأنه لا توجد إمكانية للترخيص وفق الإجراءات القائمة، ويعقب ذلك فرض غرامات باهظة وحتى أوامر هدم للبيوت. وفي الغضون، نظم شبان يهود مسيرة باتجاه منزل بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء مطالبين حكومته بقرارات واضحة بشأن قانون الشقق وأسعارها في إسرائيل. وبعد مرور أسبوعين على الاحتجاجات في معظم المدن الإسرائيلية واستمرار الاعتصامات في الخيم ورفض المتظاهرين مقترحات نتنياهو والإصرار على حلول عملية لأزمة ارتفاع اسعار الشقق السكنية، حذر وزراء حزب الليكود وكبار المسؤولين في الحزب من استمرار الأزمة لأنها قد تؤدي لسقوط حكومة نتنياهو. وبحسب ما نشر موقع صحيفة “معاريف” اليوم الخميس فقد بدأت تتسرب التخوفات لدى وزراء وقيادة حزب الليكود بعد المؤتمر الصحفي الذي عقده رئيس نقابة العمال في اسرائيل “الهستدروت” عوفر عيني أمس، وأعلن فيه عن انضمام نقابة العمال للاحتجاجات في حال لم يضع نتنياهو وحكومته حلولا عملية لهذه الأزمات قبل الأحد المقبل، مهددا بالاشتراك في الإضراب العام المقرر يوم الإثنين والذي تمت الدعوة إليه عبر الفيس بوك على خلفية ارتفاع أسعار الشقق السكنية. وأضاف الموقع أن انضمام نقابة العمال “الهستدروت” إلى الاحتجاجات التي انتشرت في كافة مدن إسرائيل سيتسبب بمزيد من الضغوطات على نتنياهو وحكومته، خاصة في ظل الدعم الواسع التي تشهده هذه الاحتجاجات، ليس فقط في موضوع أزمة الإسكان وإنما أزمة الصحة في إسرائيل، والتي بدأت تأخذ منحى واسع بعد المسيرات التي يقوم بها الأطباء والاستقالات الجماعية، وهذا ما تطرق له عيني في المؤتمر الصحفي أمس عندما دعا نتنياهو العمل بشكل سريع لوضع حلول عملية للعديد من المشاكل التي يعاني منها العديد من القطاعات الاقتصادية والاجتماعية. كما صعد عشرات الناشطين من اليسار الإسرائيلي اليوم إلى سطح مبنى البورصة في تل أبيب وذلك وقدمت نقابة الهستادروت المركزية دعمها للمتظاهرين الذين أقاموا آلاف الخيام في جادة روثتشايلد أحد الأحياء الفخمة في تل أبيب وفي مدن أخرى مثل القدس وحيفا. وأعلنت متحدثة باسم النقابة لوكالة فرانس برس “إذا لم يستقبل رئيس الوزراء (بنيامين نتانياهو) أميننا العام عوفر عيني بحلول السبت للتباحث في الحلول للأزمة الاجتماعية، فان الهستادروت ستستخدم كل الوسائل المتوفرة لدعم مطالب المتظاهرين“. وأوضحت الإذاعة العامة الإسرائيلية أن المتظاهرين على سطح البورصة برروا تحركهم بأن “عشر مجموعات كبيرة تسيطر على 80% من سوق الأسهم، وهي تستحوذ على كل ثمار نمو الاقتصاد الوطني“. وأظهر استطلاع للرأي نشرته هاآرتس الثلاثاء أن 87% من الإسرائيليين يدعمون حركة الاحتجاج كما أعرب 58% عن “استنكارهم” لإدارة نتانياهو للأزمة.