أعربت بعض القوى السياسية ورواد مواقع التواصل الاجتماعى عن غضبهم واستنكارهم لتصويت مصر لصالح انضمام بعض الدول ومن بينها إسرائيل لعضوية لجنة الأممالمتحدة للاستخدامات السلمية للطاقة، معتبرين أنه كان من الأفضل اتخاذ موقف احتجاجى عربي موحد بالامتناع عن التصويت. وأصدر حزب التحالف الشعبي الاشتراكي بيانا فى ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد أدان خلاله ما أقدمت عليه الدبلوماسية المصرية بتصويتها لصالح عضوية إسرائيل في لجنة الأممالمتحدة للاستخدام السلمي للفضاء الخارجي. ومن جهته كشف المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية فى تصريحات صحفية ملابسات تصويت مصر لصالح إسرائيل في لجنة الاستخدامات السلمية للفضاء الخارجى في فيينا بالجمعية العامة للأمم المتحدة، لافتا إلى أن مشروع القرار الذي تم التصويت عليه في الأممالمتحدة كان يشمل انضمام 6 دول جديدة إلى اللجنة المشار إليها دفعة واحدة. وأضاف أن من بين الدول الست ثلاث دول عربية خليجية، ودون منح الدول الأعضاء حق الاختيار فيما بينها، الأمر الذي قررت على إثره المجموعة العربية بالأممالمتحدة بنيويورك ترك المجال مفتوحًا لكل دولة عربية للتصويت بما تراه مناسبًا ولا يؤثر على الدعم المطلوب للدول العربية المرشحة. ولفت التحالف الشعبي إلى إدراك الجميع لعنصرية وإجرام الكيان الصهيوني، والخطر الذى يشكله على الأمن القومي والمصالح الوطنية المصرية، مشيرا إلى تمسك الكيان الصهيوني– مدعومًا من الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي. وأضاف " نعتبر الموقف دليلاً جديدًا على التخلي الصريح عن كل قيم ثورة 25 يناير، بل عن التزامات وعهود كنا نظنها من ثوابت الدولة المصرية"، بحسب البيان. وتأسست لجنة الأممالمتحدة للاستخدامات السلمية للفضاء الخارجي عام 1959 وعدد أعضائها 84 دولة ينتخبون من المجموعات الإقليمية، ومسئوليتها استكشاف واستخدام الفضاء الخارجي لصالح الإنسانية في مجالات السلم والأمن والتنمية. وكانت 117 دولة من بينها مصر قد صوتت لصالح الدول الستة الراغبة فى الانضمام والتى من بينها إسرائيل، بينما عارضت دولة واحدة الأمر هي ناميبيا، وامتنعت 21 دولة أخرى عن التصويت بينها دول عربية. وبدورها وصفت الحملة الشعبية لمقاطعة اسرائيل بمصر "BDS" التى تضم عددا من النشطاء وممثلى بعض الأحزاب مثل: المصرى الديمقراطى الاجتماعى ومصر الحرية والتحالف الشعبي والكرامة وبعض القوى الثورية والحركات الطلابية والنقابات العمالية ومنظمات المجتمع المدنى وبعض الشخصيات العامة تصويت مصر لصالح إسرائيل فى الأممالمتحدة بكونه "سقطة"، حسب وصفها. وأضافت فى بيان لها مستنكرة فيه التصويت أن ذلك الإجراء جاء في ظل امتناع باقي الدول العربية عن التصويت، وغياب بعضها عن الجلسة، ورفض دولة وحيدة، وهي ناميبيا، مضيفة "إن هذا الإجراء بمثابة الموافقة إن لم يكن التأكيد والدعم لنهج وسياسات هذا الكيان الصهيوني العرقي القمعي المغتصب، هذا الدعم الذي تلقته إسرائيل بفرحة عارمة، واحتفالات، معلنة جنيها لثمرة جهودها وتحركاتها الدبلوماسية وتعاون شركائها"، بحسب البيان. وأعلنت الحملة الشعبية لمقاطعة إسرائيل بمصر رفضها التام لهذه الخطوة، مؤكدة على دعمها التام لإنتفاضة أهلنا بفلسطين وكفاحهم وصمودهم، بحجم تأكيدها على رفضها التام وعدم اعترافها بشرعية هذا الكيان الصهيوني المجرم المحتل. كما دعت جموع المصريين والشعوب العربية لرفض هذا التصرف وإدانته وتأكيد دعمهم لانتفاضة الفلسطينين وصمودهم، ورفضهم جميعا الاعتراف بهذا الكيان الصهيونى المجرم والتعامل معه وبأى حق له في الوجود. وأوضح المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية أن المجموعة العربية - ومن بينها مصر- اتفقت أيضا على تقديم شرح للتصويت عقب انتهاء عملية التصويت، تشرح فيه دعمها للدول العربية الثلاث المنضمة للجنة (الإمارات، قطر، سلطنة عمان) والدولتين الأخرتين، وهما سريلانكا والسلفادور، مع التحفظ على انضمام إسرائيل وانتقاد الأسلوب الذي تم به صياغة مشروع القرار، والذي لم يعط الدول المصوتة حرية التمييز بين دعم انضمام بعض الدول والتحفظ على انضمام البعض الآخر. واختتم المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية تصريحاته مؤكدا أن "التزام مصر بدعم الدول العربية المرشحة للجنة هو الدافع الرئيسي وراء تصويتها لصالح القرار"، أخذا في الاعتبار الموقف العربي الموحد الذي تم التعبير عنه في بيان مشترك عقب عملية التصويت. وتفجرت موجة من الغضب المتصاعد على مواقع التواصل الاجتماعى طوال يوم أمس عبر أكثر من وسم "هاشتاج"أعرب خلالها رواد تلك المواقع عن رفضهم لتصويت مصر، مبرزين خلالها التصريحات الصادرة من مسئولين إسرائيليين والتى تناقلتها الصحف الإسرائيلية التى وصفت خلالها تصويت القاهرة لصالح تل أبيب ب"السابقة الأولى من نوعها". كما تبادل رواد مواقع التواصل محضر الجلسة ونسب التصويت، لافتين إلى أن كلا من: مصر وسلطنة عمان و الإمارات قد صوتوا ب"نعم"، بينما امتنعت باقى دول المجموعة العربية عن التصويت، معتبرين أنه كان من الأفضل اتخاذ موقف احتجاجى عربي موحد بالامتناع عن التصويت للضغط على اللجنة لتغيير آلية التصويت. وقد سجلت مجموعة الدول العربية في بيان مشترك عقب عملية التصويت التى تمت أول أمس الجمعة تحفظها على عضوية إسرائيل في اللجنة، وذلك ل"عدم الثقة بنواياها السلمية في مجال الفضاء الخارجي وعدم شفافية أنشطتها الفضائية، ولنشاطها النووي للأغراض العسكرية، ورفضها الانضمام لأي من الاتفاقات الدولية ذات الصلة".