الهجوم علي سياسات البنك المركزي وراءه "منتفعي" السوق السوداء .. ودليل علي نجاح سياساته النقدية تنامي الاستثمارات الخليجية بالسوق المصري عامل دعم للاقتصاد .. والتنمية ستقوم علي كاهل المستثمر الوطني القطاع المصرفى المصرى يمر بأفضل حالاته.. ولديه خطط واضحة لتجاوز تحديات المرحلة الحالية مساندة الدول العربية لمصر خلال ثورة 30 يونيو يبشر بعودة القومية العربية مرة أخرى إستضافت الإعلامية دينا عبد الفتاح عبر برنامجها "60 دقيقة مع دينا عبد الفتاح" بإذاعة راديو مصر، محمد نصر عابدين الرئيس التنفيذي لبنك الاتحاد الوطني في الإمارات، وذلك للحديث عن تجربة دولة الإمارات فى التنمية وإمكانية استفادة مصر من هذه التجربة فى تحقيق مخططاتها التنموية خلال الفترة المقبلة. ومن جانبه أكد عابدين خلال حواره أن المواطن المصري يدرك جيدا حجم المشكلات والأزمات التي يعاني منها الاقتصاد خلال الفترة الحالية كما أنه لابد أن يدرك ان حل هذه الأزمات ليست مسألة لحظية ولكنها تتطلب الانتظار والتضحية بالإضافة إلي ضرورة مسايرة العمل والانتاج لتنشيط الاقتصاد المصري. أشار إلي أن الاقتصاد المصري يتميز بالتنوع ووفرة كافة الامكانيات التى تمكنه من التقدم وتخطى المرحلة الحالية ولكن الامور تتوقف علي ضرورة وجود قيادة واعية بالازمات التى يعاني منها الشعب وامتلاكها رؤية وخطة مستقبلية تسطيع ان تقوم بها بجانب موارد تجعل هناك استمرارية فى التنفيذ. تابع أن الاقتصاد المصري تم إنهاكه بشدة وذلك باستنزافه لصالح فئة محدوة علي مدار ال 30 سنة الماضية، موضحا ان المواطن المصري اصبح يفتقد الي قيمة العمل بشكل يجعله غير قادر علي الانتاج الجيد وهو ما يؤثر بالسلب فى النهاية علي مستقبل الاقتصاد. أضاف ان كل مواطن من الشعب المصري يحلم بتوفير حياة كريمة بعيد عن الاستغلال والاستنزاف مع توفير أبسط حقوقه في التعليم والصحة، ولكن ايضا تطبيق مفهوم العدالة الاجتماعية فى الوقت الحالي يعد أصعب كثيرا من فترة الخمسينيات والتى اتخذت فيها الدولة قرارات لايمكن أن يمحوها أحد من ذاكرته كان منها عمليات إعادة توزيع الملكية لصالح الطبقات الفقيرة وتحسين مستويات دخول هذه الطبقات بما يسمح بوضعهم في مستوي معيشي أفضل. وأكد علي ان أزمتي التعليم والصحة يعتبران من أعقد القضايا التى تجابه حياة المواطن، ولا يمكن حل أزمة التعليم من خلال بناء المدارس فقط لاستيعاب الاعداد المتزايدة، بينما تتطلب منظومة التعليم حلول أشمل تقوم على توفير القيادات التعليمية القادرة على تشكيل عقلية الطلاب وتنمية مهاراتهم بما يساهم فى إخراج جيل جديد علي مستوي جيد من الوعى والكفاءة ولديه القدرة على الابتكار ومجابهة تحديات المستقبل. وكذلك الحال فى مجال تطوير منظومة الصحة التى تعد العصب الرئيسى لضمان مستقبل الدولة ولا يعتبر الاهتمام بدعم منظومة الصحة رفاهية بقدر ما تمثل حق أصيل للمواطنين، ووسيلة هامة لتحويل مصر لمجتمع منتج وقادر على العمل. وتعليقا على تقييم أداء النظام السياسى فى مصر خلال الفترة الحالية، أشار الي ان النظام الحالي بقيادة الرئيس السيسي يسير بخطوات صحيحة نحو توفير حياة كريمة للمواطنين، مع العمل على عودة مصر لمكانتها بين العالم وتزعمها لدول أفريقيا، واستدل على ذلك باهتمام القيادة السياسية بتنفيذ مشروع حفر قناة السويس الجديدة الى جانب دعم المشروعات الاقتصادية الضخمة والموجهة لمحدودى الدخل، فضلا عن رفع قيمة الحد الأدنى للأجور. تابع أن التاريخ سيذكر الكثير للرئيس السيسي وموقفه فى حماية مصر من الضياع من خلال التصدي لكافة القوي الخارجية ورفضة الخضوع لهم، بجانب تبنيه فكرة تحقيق العدالة الاجتماعية من خلال التنازل بجزء من مرتبه وثروته للدولة، الأمر الذى بعث برسالة هامة للمواطنين تؤكد أن الدولة تعمل خلال المرحلة الحالية لصالح الفقراء ومحدودى الدخل. وحذر من الانسياق وراء المخطط الصهيونى الذى يسعى الي تفتيت منطقة الشرق الاوسط من خلال استهداف مصر فى المقام الاول، لتخوفه من قدراتها على استعادة مكانتها بقلب الوطن العربى وقيادة المنطقة مرة أخرى. وأوضح أن مخطات تفتيت منطقة الشرق الأوسط بدأت بضرب العراق وإثارة الفتن فى الجيش الوطنى الموحد للدولة، الأمر الذى ساهم فى ضياع حضارة عربية كانت واحدة من أقوى وأرقى حضارات العالم فضلا عن ضياع الاقتصاد الكلى للدولة، ويستمر مخطط التفتيت داخل العديد من الدول العربية وفى مقدمتها دولة سوريا والتى أصبحت تحتاج لأكثر من 100 عام لاستعادة عافيتها مرة أخرى. وأكد أن موقف الدول العربية تجاه مصر خلال ثورة 30 يونيو أعطى حالة من التفاؤل بعودة القومية العربية مرة أخري والتى نجحت القوي الخارجية فى القضاء عليها بعد ثورة 1952 من خلال فصل الدول العربية عن بعضها البعض. واستنكر موقف الدول الخارجية من انتشار مخططات الارهاب فى مصر، فى مقابل وقوف العديد من الدول ومشاركة قادة العالم للتنديد بالارهاب فى فرنسا عقب الحادث الارهابى الأخير الذى استهدف إحدى الجرائد الفرنسية، بينما لم يستنكر أحد ما حدث فى مصر من تفجيرات واستهداف لقوات الجيش والشرطة، الأمر الذى يعكس اهتمام الدول الأوروبية بمصالحها فى المقام الأول دون النظر لأهمية استقرار وتطور مصالح الدول العربية. ومع إقتراب موعد افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة، توقع عابدين أن تساهم قناة السويس الجديدة فى دعم التجارة العالمية بشكل كبير فى ظل مرور اكثر من 36% من التجارة العالمية عبر القناة ، بجانب ما ستساهم به القناة الجديدة من مضاعفة العملة الصعبة للاقتصاد المصري. أضاف أن مشروع حفر قناة السويس يمثل أحد أهم وأبرز المشروعات الكبرى التى ستساهم فى تحقيق نقلة كبيرة للاقتصاد الكلى، كما أشاد بإصرار الرئيس السيسى على تنفيذ أعمال حفر القناة الجديدة بتمويل خالص من المصريين. وحول تخوف رجال الأعمال المصريين من توسع المستثمرين الخليجيين فى السوق المصرية المرحلة المقبلة، أكد أن نهضة الاقتصاد المصرى ستقوم بالأساس بالاعتماد على المستثمر المحلى، بينما ستساهم الاستثمارت الخليجية فى مصر فى توسيع حجم الأعمال وتوفير ملايين من فرص العمل، كما أن انفتاح السوق المحلية واستيعابها لأنماط مختلفة من المشروعات الكبرى لابد وأن تعتمد على التوسع فى جذب الاستثمارات الأجنبية المتنوعة. ولفت إلى أهمية استفادة مصر من التجربة الإماراتية فى إعادة البناء والتنمية مرة أخرى، خاصة وأن الامارات تتمتع بامكانيات عالية فى التخطيط للمستقبل وحماية مصالح المواطنين والمستثمرين بجانب عدم فرض ضرائب وقيود علي المستثمرين بصورة تجعل كثيرا من الدول تتوسع فى السوق الاماراتي. وأشار إلي أن القطاع المصرفي المصري يمر بأفضل حالاته فى الوقت الحالي وهو من القطاعات الواضحة التى تقوم بنشر ميزانياتها كل 3 أشهر بكل شفافية، كما ان السياسة النقدية للبنك المركزي نجحت فى الفترة الأخيرة فى القضاء علي السوق السوداء وتوفير الدولار بشكل جعل كثير من المنتفعين يهاجمون سياسة البنك المركزي.