على الرغم من نجاح البورصة المصرية في تغطية الاكتتابات الجديدة المتمثلة في العربية للاسمنت وسبا للادوية بنسب تفوق النسبة المعروضة، الا أن معدلات التداول على اسهم بعض تلك الاكتتابات لم ترقى الى المستوى المطلوب . خبراء سوق المال انقسموا تجاه قدرة السوق الحالية على استيعاب طروحات جديدة من عدمها ، حيث اكد البعض على ضرورة تهيئة المناخ الإستثمارى و تقديم محفزات من شأنها أن تجذب مستثمرين جدد وزيادة سيولة السوق ومن ثم التفكير فى دعوة الشركات للإكتتاب . بينما أكد البعض الاخر أن الحل الوحيد لتعافى البورصة وخروجها من عنق الزجاجة يتمثل في زيادة الطروحات الجديدة ، مؤكدين على ضرورة ان تندرج هذه الطروحات تحت مظلة القطاعات ذات الصدارة . قال أحمد مصطفى ، مدير إدارة العملاء بشركة سامبا لتداول الأوراق المالية ، أن هناك العديد من التحديات التي تواجه فكرة تجاه الشركات الى الطرح بالبورصة خاصة مع تدنى احجام التداول و إنخفاض السيولة وتراجع الكثير من الأسهم ، و عدم قدرتها على استعادة مستويات منذ 6 سنوات وإقتصار الإرتفاع على بعض الأسهم القيادية . وأضاف أن المستثمرين خلال الفترة الراهنة يعانون من تراجع أسعار أسهم ، وتكبدهم لخسائر فادحة ، ذلك الأمر الذى يمنعهم و يحجبهم تماما من التفكير فى المجازفة بشركات وأسهم جديدة . وأكد ان الامر مرهون بتقديم محفزات الإستثمارية ، والتى من شأنها ان تجذب فئة جديدة من المستثمرين ، حتى تتحسن معدلات السيولة ومن ثم التفكير فى طروحات جديدة ، مضيفًا أنه من الضروري التفكير فى حل مشكلات الشركات المدرجة بالفعل . وإتفق معه رامز مهنى ، مدير عام شركة جارانتى للتداول وعضو مجلس الإدارة ، في عدم قدرة السوق خلال الفترة الراهنة على إستيعاب أى طروحات جديدة ، مُرجعًا ذلك إلى تدنى سيولة السوق . أكد على أهمية تأسيس البنية الأساسية الجاذبة للإستثمار والتى من شأنها أن تزيد السيولة و عمق السوق ، بهدف تحقيق النتائج المرغوبة من وراء تلك الطروحات سواء للشركات الجديدة او السوق ذاته . واشار الى ان الطروحات الاخيرة والمتمثلة في شركة سبأ للأدوية تراجع سعر سهمها من 8 جنيهات عند بدء الاكتتاب الى مستوى 7,40 جنيه ذلك الأمر الذى يؤكد فشل الطروحات خلال الفترة الراهنة . وعلى الجانب الأخر قالت رانيا يعقوب ، رئيس مجلس إدارة شركة ثرى واى للتداول فى الأوراق المالية ، ان الوقت الرهن يعتبر الأمثل لطروحات و الإكتتابات الجديدة وذلك لقدرة هذه الطروحات جذب شريجة جديدة من المستثمرين و من ثم زيادة سيولة السوق ، و تدرجها للإرتفاع . وأضافت أن نجاح الطرح أو فشله لا تعتبر قاعدة عامة يمكن الجزم بها ، فالأمر مرتبط بالعديد من العوامل على رأسها القطاع الذى تندرج إليه الشركات المطروحة للإكتتاب ، فالقطاعات القيادية كفيلة أن تقود شركاتها للنجاح و الإرتفاع ، ليأتى كلا من قطاع العقارات و الإتصالات و البتروكيماويات على رأسهم ، وذلك على عكس بعض القطاعات الأخرى . وفى سياق متصل قالت أن إقتراب سعر الطرح من القيمة العادلة له ، يعتبر من أكثر العوامل المحددة لنجاح وإستمرار التداول عليه ، و يتضح ذلك جليا فى طرح شركة العربية للأسمنت و التى إرتفع سعر سهمها بصورة ملحوظة عقب نجاح عملية الإكتتاب ، مرجعه ذلك لإندراجها تحت قطاع التشيد و مواد البناء والذى يعد من أكثر القطاعات رواجا خلال الفترة الراهنة ، بالإضافة إلى إقتراب سعر طرحه من القيمة العادلة له .
