قال الدكتور احمد الطيب شيخ الأزهر إننا في محنة كبرى يعاني منها عدد من المجتمعات في عدد من دول العالم ، موضحا أن تلك المحنة هي الفكر التكفيري والإرهابي. وأشار إلى أن الفكر التكفيري، واستباحة دم المسلمين مع التهليل والتكبير واحتسابه استشهادا، أفة خطيرة لا بد من التصدي لها، مضيفا إن المجتمع المسلم واجه تلك الأفة عدة مرات، وكان من ضمنها الخوارج. جاء ذلك خلال المؤتمر الدولى الثالث والعشرين الذى يعقده المجلس الاعلى للشئون الاسلامية ، بفندق كونراد، بحضور المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء. وأكد الطيب أن استغلال بعض النصوص القرآنية، لإقناع البسطاء أو الجهل بصحيح الدين، يمثل خطورة بالغة على المجتمع ، قائلا: "إن تلك الظاهرة عادت مرة أخرى واستغلت الشباب قليل الوعي الديني الصحيح، أو لضعف المستوى التعليمي أو لظروف مجتمعية وأخرى نفسية للتأثير على الشباب". وأضاف أن جماعة الإخوان، ظهرت تحت عدد من المسميات، و أن الأيديولوجية واحدة وهي الفكر التكفيري، وأكد أنه لدينا تراث من التشدد والفكر التكفيري الذي ينتسب إلى تراث الخوارج الذي حذر منه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وأظهرته مرة أخرى علينا جماعة الإخوان الإرهابية. ونوه أن الفكر التكفيري يغتال الآمنين ويحول حياة الناس إلى جحيم، وأنه من المؤلم ارتكاب هذه الجرائم تحت اسم الإسلام ، مما دفع الإعلام الغربي إلى استغلال ذلك في تشويه صورة الإسلام باعتباره دين الهمجية. وقال إن جماعة التكفير الحديثة ولدت في السجون والمعتقلات ، وأن التكفير بدأ باسم جماعة الإخوان ثم تغير اسمها إلى جماعة التكفير والهجرة في السجون أيضا. وأشار الطيب إلى أن التكفيريين يروجون لمذهبهم بأنه المذهب الوحيد الصحيح، وأن ما عاداه كفرا، وطالب بالعودة لمذهب السنة، وألا يطلق لفظ كافر إلا على من يجحد أمرا من أمور الدين بالضرورة، موضحا أن القرآن الكريم ربط العمل بالإيمان في معظم آياته، مؤكدا أن الأزهر لن يتم استخدامه بأي شكل من الأشكال في معاونة العنف أو نصره.