تصريحات أبو الغيط تحسم مرشح الوطني للرئاسة، والفقي يؤكد إجماع أعضاء الحزب على "الأب" ضياء رشوان: فشل تمرير التوريث. قُضي الامر الذي كنتم فيه تتجادلون، وأعلن الحزب الوطني لأول مرة بشكل حاسم اسم مرشحه لإنتخابات الرئاسة القادمة، انه: الرئيس محمد حسني مبارك، وليس اسم اخر. هكذا قُطع الطريق على كل السيناريوهات التي طُرحت وأشتد حولها الجدل.. مؤقتاً، ولست سنوات قادمة. إمتلأت أجندة الرئيس مبارك بلقاءات متعدده خلال الاسبوع الماضى، منها لقائه بالفنان طلعت زكريا منفردا، ثم بمجموعة من الفنانين ثم المثقفين، كما قام الرئيس مبارك بجولة ميدانية لمنطقة برج العرب فى اطار تفقد المشروعات التى تأتى ضمن برنامجه الانتخابى ، وهو ما يشير الى أن الرئيس بدأ رحلة الدعاية لانتخابات الرئاسة 2011 ، على عكس ما توقع محللون سياسون، من أن الأب لن يرشح نفسه فى الانتخابات مرة سادسة، لإتاحة الفرصة لنجله جمال أمين سياسات الحزب الوطنى فى الوصول الى رئاسة مصر. وبعد اشارات غير قاطعة من اسماء بثقل صفوت الشريف وزكريا عزمي، جاء الحسم هذه المرة على لسان وزير الخارجية أحمد أبو الغيط، الذي طمئنا ب"الرئيس مبارك هو الرئيس القادم" ، معربا عن ثقته بأن الرئيس سيرشح نفسه وسيفوز فى انتخابات 2011. وتجاوز نشاط الرئيس الملحوظ خلال الفترة الأخيرة النشاط التقليدى لرئيس دولة يتحرك فى إطاره الرئاسى وذلك فى محاولة من مبارك للرد على شائعات اعتلال حالته الصحية والتى تحيل دون خوضه الانتخابات مثلما تقول المعارضة، خاصة بعد أن خضع لعملية جراحية فى شهر مارس الماضى بألمانيا. ويرى خبراء نشاط الرئيس لا يأتى فقط كحملة مبكرة للدعاية الانتخابية له ، إنما أيضا لإستعادة صورته التى اعتاد الشعب على تمتعه بصحة جيدة خلال ال 30 عاما الماضية. ويبدو أن مبارك يستهدف من خلال نشاطه الملحوظ الرد على مقالات غربية تحدثت عن خروجه من حلبة سباق الرئاسة. قال ضياء رشوان، الخبير الاستراتيجي بمركز الاهرام للدراسات السياسية، ان الرئيس مبارك بدأ ضمنيا حملته الانتخابية، لافتا الى ان الحزب الوطنى فشل فى تمرير خطة توريث الحكم لأمين السياسات جمال مبارك نجل الرئيس من خلال ما يسمى بالحملال الشعبية لدعم ترشيح جمال فى انتخابات الرئاسة، وبالتالى أصبح اسم جمال مبارك فى الفترة الحالية غير مطروح نهائيا للترشح لمنصب الرئاسة لعدم وجود قوة داخل الدولة تسانده ، وذلك ما دعا الرئيس الأب الى التحرك فى اتجاه الترشح مرة للمرة السادسة لانتخابات الرئاسة، خاصة وأنه لوحظ خلال الفترة الماضية تحسن صحة الرئيس وهو ما يؤكده نشاطه الملحوظ مؤخرا. شاركه الرأى الدكتورجمال زهران، عضو مجلس الشعب، قائلا: " إن النشاط الملحوظ للرئيس خلال الاسابيع القليلة الماضية يؤكد على انه مرشح الحزب الوطنى فى انتخابات الرئاسة المقبلة ، خاصة بعد أن فشل فى تمرير توريث الحكم لنجله جمال. وأضاف زهران، أن تأكيد أحمد أبو الغيط وزير الخارجية فى حواره مع جريدة الحياة اللندنية، من ان الرئيس مبارك هو مرشح الحزب الوطنى فى انتخابات الرئاسة المقبلة تشير الى أن الدولة والحزب الوطنى قد أعلنا بشكل ضمنى عن ترشح الريئس مبارك لمدة سادسة فى انتخابات الرئاسة. وطالب زهران الرئيس مبارك بعدم الترشح مرة أخرى من اجل اتاحة الفرصة لتجديد دماء السياسة للدولة بعد إعتلائه لسدة الحكم لمدة 30 عاما. وقال الدكتور مصطفي الفقي، العضو البارز بالحزب الوطنى، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية ولجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس الشورى، أن الرئيس مبارك " أمد الله فى عمره" حسب تعبيره، سيكون مرشح الحزب الوطني بانتخابات الرئاسة 2011، خاصة بعد تعافى صحة الرئيس وقدرته الفائقة على استكمال مشوار انجازاته التى بدأها منذ اعتلائه سدة الحكم عام 1981مما جعله يحظى بتوافق شعبى كبير، إلا أنه عاد ليؤكد على أن الحزب الوطنى لم يعلن ذلك، نافيا وجود لنقسامات داخل الحزب الوطنى . وقال النائب حمدين صباحي، ان كل المؤشرات تؤكد ترشح الرئيس لمدة رئاسة سادسة ، وبالتالى فإن الوقت الراهن يتطلب توافق جهود الشعب للتصدى لوجود شخص واحد فى سدة الحكم لمدة 30 سنة، لافتا الى انه ليس مهما من هو مرشح الحزب الوطني في ظل عدم وجود انتخابات نزيهة لأن أهمية الشخصية المرشحة للرئاسة مرتبطة بوجود منافسة شريفة وفي حالة انعدام هذه المنافسة يبدو طرح أي شخصية ليس مهما لأنه سيكون سيناريو مكرر لتزوير إرادة الشعب. أقرأ المزيد فى مجلة أموال الغد الإلكترونية