تحولت مدينة كرداسة الى ثكنة عسكرية، حيث تكدست المدرعات وسيارات الأمن المركزي ورجال العمليات الخاصة، وسادها الهدوء الحذر بعد الإعلان عن حظر تجوال بالمدينة، عقب مداهمة قوات الأمن، فجر الخميس، مدينة كرداسة بمحافظة الجيزة، لضبط المتورطين في مجزرة اقتحام مركز شرطة كرداسة، التي راح ضحيتها 11 ضابطاً من رجال الشرطة، بينهم مأمور المركز ونائبه يوم 14 أغسطس أثناء فض اعتصامي رابعة والنهضة وسيطرت الشرطة على المدينة بعد اشتباكات وتبادل لإطلاق نار مع مسلحين . وبدأت الحملة الأمنية مع مطلع الشمس، ونشرت القوات العديد من الآليات العسكرية والسيارات المدرعة وسيارات فض الشغب وأعدادًا كبيرة من قوات الأمن المركزي، بالإضافة إلى دعم من قوات الجيش بالمدرعات والجنود والتي قامت بإغلاق مداخل كرداسة كافة والسيطرة عليها.
واختفى المارة من شوارع كرداسة منذ الصباح بعد مناشدة قوات الأمن للأهالي بعدم الخروج في الشرفات أو الأسطح، وعدم السماح لأى أشخاص غرباء بالدخول إلى المنازل والاختباء بها. وألقت قوات الأمن القبض على 65 متهمًا مطلوبًا خلال العملية التي تمت لتطهير كرداسة من البؤر الإرهابية حيث شارك في العملية أكثر من 40 تشكيلًا أمنيًا ومجموعات قتالية من الجيش والشرطة مدعومة بالآليات العسكرية والسيارات المدرعة وسيارات فض الشغب. وضم المقبوض عليهم القيادي الجهادي محمد غازي، المتورط في أحداث مجزرة قسم شرطة كرداسة، داخل منزله بالإضافة إلى سمية شنن، التي سحلت ومثلت بجثث ضباط قسم شرطة كرداسة، بعد مقتلهم, كما تمكنت الداخلية من ضبط العديد من القنابل يدوية والذخائر.
ورصد '' مصراوي '' أحوال سكان مدينة كرداسة الذين أكدوا مباركتهم لأعمال التطهير من الإرهابين التي قامت بها قوات الأمن، وأكدت ر.أ ربة منزل أنَّها كانت لا تستطيع النوم منذ أحداث رابعة واقتحام القسم لأنها كانت تلزم المنزل وتفرض ذلك على أولادها خوفاً عليهم بسبب انتشار السلاح بالمدينة وظهور ''إرهابيين'' غرباء عن المدينة، وأضافت '' نحن سعداء بتخليص الجيش المنطقة من أيدي الإرهابين الذين حولوا المدينة إلى منطقة معزولة خوفًا من الأمن''. وأكد حازم .أ 28 سنة، أحد سكان المدينة ، أنَّ المتهمين وأصحاب الأعمال الإرهابية معظمهم ليسوا من كرداسة، وأن الذين قاموا باقتحام القسم منهم جهاديين وكانوا يرتدون الشال الفلسطيني، مشيرًا إلى أن ''لكنتهم'' غريبة علينا، وأكد أنه رأى بعينيه صناديق السلاح التي كانت تصل للإرهابين من خارج المدينة، وخاصة من عرب أبورواش وناهيا برعاية رجال جماعة الإخوان المسلمين.
وأبدى أحمد .ع ''طالب'' تخوفه من عودة الإرهابيين للانتقام من أهالي المدينة بعد ترحيبهم بقوات الأمن وطالب باستمرار التكثيف الأمني ووجود رجال الجيش.
وعلى الجانب الأمني رصد مصراوي الساعات الأخيرة قبل اقتحام مدينة كرداسة، وأكد العميد بهاء الدين محمد مفتش مباحث الجيزة أنَّه تم التنسيق وتحديد موعد التجمع الساعة 1 ليلاً في مقر العمليات الخاصة، واستمر الاجتماع حتى5 فجراً لترتيب عملية الاقتحام، '' وبالفعل بدأنا الاقتحام فجر الخميس، إلَّا أنَّه كانت توجد عوائق حيث قام الإرهابيين بوضع العديد من الإطارات المشتعلة في الطريق ووضع الرمل والحجارة في مداخل المدينة؛ لإعاقة عملية الاقتحام، وبدأوا في إطلاق النار العشوائي، وأكد بهاء الدين أنَّ طاقم العملية عندما علم باستشهاد اللواء نبيل فرج في العملية ازدادوا إصرارًا على اقتحام كرداسة لتخليصها من أيدي الإرهابيين. وأشار العميد بالعمليات الخاصة مجد أبوالخير، إلى أن الاستعداد للعملية بدأ منذ أكثر من شهر باجراء التحريات ورصد العناصر المطلوبة ومدى تسليحها، وأشار إلى أن اتساع مساحة المدينة، وتعدد مخارجها ومداخلها وضع عبء ثقيل على كاهل القوات إلَّا أنَّ هذا العبء سرعان ما تلاشى عقب ترحيب الأهالي بعملية التطهير ومساعدتهم لنا مما جعلنا نتفرج لملاحقة الخارجين فقط، وأكد أبوالخير أنَّه لولا مساعدة الأهالي لنا ما كان للعملية أن يكتب لها النجاح.