خاص - أموال الغد : قال معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى إن مصر الآن عند مفترق طرق، فلثلاثة عقود متواصلة، كان الرئيس مبارك يمثل قوة استقرار لمصر وعلاقتها مع الولاياتالمتحدة، لدرجة توقف معها التطور السياسى الداخلى، ولذلك فإن غيابه عن الحكم سيمثل نهاية حقبة، وعلى الأرجح سيجبر ذلك من سيخلفه فى البحث عن قاعدة جديدة من الشرعية فى الداخل وأساس أقوى للشراكة بين القاهرةوواشنطن. وأضاف تقرير المعهد المعروف بقربه من الإدارة الامريكية، أنه بدءا من الزيارة المرتقبة للرئيس مبارك لواشنطن خلال الأيام القادمة واستمرارا خلال الأشهر المقبلة، فإن الولاياتالمتحدة سيكون لديها فرصة لضمان أن يتم فهم سياستها بوضوح من قبل الشعب والنخبة الحاكمة فى مصر على حد السواء، ولذلك، فإن موقف أمريكا فى مصر بعد الانتقال السياسى سيظل قويا ما لم يكن أقوى مما هو عليه الآن. ويشير التقرير الى أعده سكوت كاربنتر مدير مشروع " فكرة دحر التطرف عبر قوة الأفكار الذى يشرف عليه المركز الأمريكى"، إلى أن الأوضاع الحالية فى مصر تثير تساؤلات ملحة فيما يتعلق بمستقبل البلد الذى يعد واحدا من أقوى حلفاء أمريكا. ومن بين هذه التساءلات كيفية اختيار الرئيس القادم بعد مبارك ومن سيكون هو، وهل سيحترم المصالح الأمريكية أم سيتحداها؟ وتحدث التقرير عن التعديلات التى أجريت على الدستور المصرى خاصة فيما يتعلق بطريقة انتخاب الرئيس، وقال إن هناك افتراض سائد فى كلا من القاهرةوواشنطن بأن هذه التغييرات ستمهد الطريق لانتقال سلس للسلطة يصبح فيه جمال مبارك رئيسا، وذلك على الرغم من تحدى هذه الفكرة من قبل المعارضة إضافة إلى ظاهرة البرادعى. ولأن المصريين يرون أنهم يعيشون فى دولة يحكمها القانون، فإنه على الأرجح سيتبعون الوسائل الدستورية. وإذا قررت النخبة الحاكم فى الحزب الوطنى اختيار مرشح آخر غير جمال مبارك، فإنهم سيكونوا قادرين تماماً على توفير الإطار الشرعى الذى سيجعل مرشحهم يفوز بمنصب الرئيس. وعلى الرغم من الحاجة إلى الحذر المبرر فيما يتعلق بتقييم احتمالات فوز جمال مبارك بالمنصب، إلا أنه ينبغى أن يُلاحظ أن الظروف الحالية من الناحية القانونية والتنظيمية والمؤسسية تشير أنه على الأرجح سيكون الحاكم القادم. ورأى كاتب التقرير أنه على الرغم من أن هوية الرئيس القادم لمصر تظل غير مأكدة، إلا أن هذا القادم أيا كان من هو سيقدر على الأغلب العلاقات مع الولاياتالمتحدة، وسيكون له اتصالات مع الدبلوماسيين الامريكين وسيكون غير مطمئن فى منصبه الجديد فى بادئ الأمر. وهذا سيخلق فرص ومخاطر أمام الولاياتالمتحدة. ورجح كاربنتر أن معسكر الواقعيين فى السياسة الأمريكية سيفضل احتضان أى رئيس تختاره النخبة الحاكمة فى مصر، إلا أن الولاياتالمتحدة لديها أيضا مصلحة فى انتقال سلمى ستتوقف على أساسه طبيعة العلاقات بين البلدين فيما بعد. ولهذا ينبغى على واشنطن ألا تدعم مرشحاً بعينه بل تؤيد إجراء انتخابات مفتوحة وشفافة وفقاً للمعايير الدولية ومنح الفرصة للشعب للمشاركة فى اختيار الرئيس القادم. كما يجب أن تستعد الولاياتالمتحدة لاحتمالات أن ياتى رئيس يسعى لتعزيز الشرعية الداخلية بتبنى سياسات خارجية شعبوية، وهذا مرجح فى حالة تولى شخص غير مختبر مثل جمال مبارك، أو الاحتمال البعيد للغاية بقدوم شخص من الخارج لتولى المنصب. وهنا يشير التقرير إلى موقف البرادعى الذى بدا متأثرا بموقف تركيا عندما طالب بضرورة فتح معبر رفح بين القاهرة وغزة فى دلالة على أنه يتبنى سياسات شعبوية ، حسبما ورد بصحيفة اليوم السابع. وخلص التقرير فى النهاية إلى القول بأن هذه التحديات ستتطلب دبلوماسية أمريكية ماهرة ، فمن ناحية، يجب على واشنطن أن تدعم علنا تطلعات الشعب المصرى فى الحياة السياسة، وفى الوقت نفسه التأكد من بقاء الشراكة الاستراتيجية التى تمثل أهمية بالغة للأمن القومى الأمريكى.