تكبدت البورصة المصرية خسائر فادحة قدرها 25.8 مليار جنيه خلال تعاملات الاسبوع الجاري ، ليصل راس المال السوقي للاسهم المقيدة الي 316.650 مليار جنيه مقابل 342.471 مليار جنيه خلال الاسبوع الماضي . وعلى صعيد اداء المؤشرات ، تراجع المؤشر الرئيسي egx30 بنسبة 8% ليغلق على 4651 نقطة مقابل 5.061 نقطة ، و على صعيد الاسهم الصغيرة و المتوسطة، فقد تراجع مؤشر egx70 بنسبة 13% ليغلق على 354 نقطة مقابل 408 نقطة، واخيراً انخفض مؤشرegx100 بنسبة 10.4% ليغلق على 627 نقطة مقابل 700 نقطة . سجلت السوق قيم تداولات بلغت 1.355 مليار جنيه مقابل 1.4 مليار جنيه ، من خلال احجام تداول بلغت 432 مليون سهم مقابل 364 مليون سهم . قال محسن عادل نائب رئيس الجمعية المصرية لدراسات التمويل و الاستثمار ان الأحداث التي تشهدها البلاد جعلت من الطبيعي أن تكون القرارات الاستثمارية للمتعاملين في السوق عشوائية وغير مدروسة، حيث شهدت الجلسات عروض بيعية من قبل المستثمرين وذلك بسبب غموض الرؤية مشيرا الي ان "المخاطر السياسية نقلت المتعاملين في السوق الان من مرحلة المخاطر السياسية إلى مرحلة عدم اليقين وهي المرحلة التي يصعب بها وضع أي توقع للسوق خلال الفترة المقبلة." موضحا انه من بين العوامل التي ساهمت فى هذا الاداء السلبى عدم تمكن الاسهم القيادية من استعادة دورها المفقود فى النهوض بالسوق خاصة فى ظل عدم وجود محفزات علي الشراء مما دفعها لاستمداد توجهاته من المناخ العام للبلاد، وبالتالى استغل هذا التوجه فئة من المضاربين الذين قاموا بتوزيع السيولة على اسهم اخرى لا تقوى على دعم السوق حاليا . اكد عادل علي اثر غياب القوي الشرائية نتيجة لنقص السيولة و إفتقاد البورصة لمحفزات التداولات نتيجة الترقب الحذر الذي يغلب علي المتعاملين مشيرا الي أن الهدف الرئيسي في الفترة الحالية يتمثل في إعادة الثقة والسيولة إلى السوق ، موضحا ان البورصة تنتظر دخول سيولة تحول كفتها ولكن الترقب والحذر من القادم خاصة من قبل المؤسسات هو العنوان الرئيسى للسوق مشيرا الي ان انخفاض احجام التداولات يعكس حالة الترقب الحذر لدي المستثمرين لتطورات التداولات خلال الجلسات المقبلة مشيرا الي ان هناك احجام عن ضخ سيولة جديدة فالسيولة تتناقل في الاساس ما بين الاسهم و القطاعات بصورة واضحة . اضاف قائلا " يعيش المتعاملون في سوق المال المصرية حالة من القلق والترقب وعدم القدرة على اتخاذ قرار بالشراء أو البيع وسط شح شديد في السيولة مع استمرار الدعوات لتظاهرات 30 يونيو و عدم حسم ازمة سد النهضة و استمرار حمله تمرد " منوها الي ان اداء البورصة المصرية عكس استمرار مخاوف المتعاملين نتيجة التوترات السياسية مما اثار مخاوف المستثمرين المصريين المستمرين في البيع موضحا ان تكرار الازمات ادي لهذا الهبوط الحاد . اشار الي ان اداء البورصة المصرية سيكون مرهون بحالة الاستقرار السياسي منوها إلى أن الأوضاع السياسية الاخيرة الذي شهدتها مصر في الفترة الأخيرة انعكس على أداء البورصة واوضح عادل أن البورصة لن تكون جاذبة للاستثمار بدون استقرار، منوها الى ان ما تمر به مصر يقلق المتعاملين وقد تكون الصورة أكثر ضبابية للمستثمر الأجنبي، فالبورصة مؤشر لما يحدث في الدولة و مصر في حاجة لنوع من التوافق والاستقرار مضيفا أن هناك أوقاتا إيجابية تؤثر على تعاملات الأسواق بالإيجاب، وهناك أوقات سلبية تؤثر عليها أيضا منوها الي ان الأسعار الحالية في السوق قد تضعف من الشهية البيعية وتقلص فرص المبيعات الاندفاعية وخاصة من الأفراد المتعاملين، فالسوق لديه القدرة لارتدادة تصحيحية ولكن بشرط هدوء الأوضاع في مصر وفض الازمة السياسية الحالية. وقال محسن عادل نائب رئيس الجمعية المصرية لدراسات التمويل والاستثمار إنه يجب على وزير الإستثمار الاجتماع بالمتعاملين في السوق وشركات الوساطة لمناقشة الاوضاع الحالية والتأكيد على دعم الدولة لسوق المال. وطالب عادل البنك المركزي بتوضيح الامر حول الصعوبات التي تواجه المستثمرين ومشاكل سوق الصرف ردا على تقرير مؤسسة مورجان ستانلي حول إحتمالية حذف البورصة المصرية من مؤشر الاسواق الناشئة بسبب المصاعب التي يواجهها المستثمرين الأجانب في الحصول على دولار. ودعا نائب رئيس الجمعية المصرية لدراسات التمويل والاستثمار إلى ضرورة تأكيد القوى السياسية بجميع أطيافها ان تظاهرات 30 يونيو سلمية وينذبون العنف، كما يمكن للشركات المصدرة ان ترسل توضيحات بشأن اوضاعها المالية ومدى تاثير احداث تظاهرات 30 يونيو وخطتها لمواجهة هذا الحدث.