بدأت صباح السبت الاجتماعات التحضيرية لانطلاق المؤتمر السنوي السابع للحزب الوطني الحاكم في مصر والتي تستمر ثلاثة أيام وذلك من خلال عقد عدة لجان متخصصة بدراسة مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. ومن المقرر أن يلقي زعيم الحزب الرئيس حسني مبارك كلمة مساء اليوم أمام المؤتمر السنوي يرجح أن يحدد خلالها أولويات المرحلة المقبلة وتحديد الأجندة السياسية والتشريعية لحزب الأغلبية الذي اكتسح الانتخابات البرلمانية الأخيرة.وشرع عدد من لجان المؤتمر البالغة 11 لجنة العمل صباح وظهر اليوم استعدادا لانطلاق المؤتمر الذي يشارك في فعالياته أكثر من 4 آلاف مشارك التقارير والدراسات التي تعرض على المؤتمر وكذلك الموضوعات الأخرى التي يرى رئيس الحزب إضافتها إلى جدول الأعمال. من جانبه، قال الدكتور زكريا عزمي الأمين العام المساعد لشئون التنظيم والعضوية والمالية والإدارية بالحزب، إن المؤتمر السنوى السابع للحزب يعد فرصة جيدة لمناقشة التعهدات التى قطعها على نفسه فى برنامجه خلال انتخابات مجلس الشعب الأخيرة، وبيان ما تم تحقيقه من إنجازات خلال السنوات الخمس الماضية والتى تضمنها البرنامج الانتخابي للرئيس حسنى مبارك وبرنامج الحزب. وأشار عزمي، فى تصريحات على هامش اجتماعات لجان المؤتمر التى بدأت السبت بخمس لجان على التوازى هى الرعاية الصحية والسكان، وخدمات النقل والإسكان والمرافق والتنمية العمرانية والزراعة والرى، والشباب والرياضة، إلى أن المؤتمر سيستعرض رؤية الحزب للقضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية على مدار السنوات الخمس المقبلة بما يحقق صالح المواطنين، خاصة الفئات الأولى بالرعاية. وقال إن كافة أعضاء المؤتمر يتطلعون إلى خطاب الرئيس مبارك مساء السبت الذى يحدد فيه ملامح العمل الوطنى خلال المرحلة القادمة، مؤكدا أن الحزب الوطنى التزم بالتعهدات الانتخابية التى قطعها على نفسه فى كافة المجالات المتعلقة بخدمة المواطنين والارتقاء بمستوى خدمات الرعاية الصحية والتعليم فى كافة مراحله، ومشيرا إلى أن قضايا الشباب تحتل الجانب الأكبر من مناقشات واهتمامات المؤتمر. من جهته، قال الدكتور علي الدين هلال أمين الإعلام بالحزب الوطنى إن 2700 شخص يمثلون أعضاء المؤتمر السنوى سوف يناقشون مع قيادات الحزب الرؤى العامة والمستقبلية للأجندة التى سيضطلع الحزب بتنفيذها من خلال برامجه المتعددة فى كافة المجالات وذلك من خلال الحوارات المعمقة الرامية إلى دفع عجلة التنمية فى البلاد والارتقاء بمستوى معيشة المواطن المصرى. بدوره، قال الدكتور هاني هلال وزير التعليم العالي إن الحزب لديه خطة طموحة محددة فيما يتعلق بتطوير وتحديث المنظومة التعليمية لمواكبة المتغيرات العالمية ومتطلبات سوق العمل داخليا وخارجيا, إضافة إلى الاهتمام بتعظيم الرعاية الصحية والمادية لأعضاء هيئات التدريس بالجامعات. ومن المقرر أن يشارك في فعاليات المؤتمر 4 آلاف و317 مشاركا منهم 12 من أعضاء المكتب السياسي و34 من الوزراء و22 من أعضاء الأمانة العامة، وجميع أمناء المحافظات البالغ عددهم 29 أمينا،و626 من نواب مجلسي الشعب والشورى بزيادة 11.5 % عن النواب الذين حضروا فعاليات المؤتمر السنوي السابق، و57 من أعضاء المجلس الأعلى للسياسات، و212 من أعضاء الأمانات المركزية، و180 من أمانة التنظمي، و27 من رؤساء المجالس الشعبية المحلية بالمحافظات، و416 من أعضاء هيئات مكاتب المحافظات، و570 من الأمناء المساعدين وأمناء التنظيم في الأقسام والمحافظات،و378 من أمناء الوحدات الحزبية، و877 من مندوبي وسائل الإعلام بالإضافة إلى عدد من القائمين بالخدمات المساعدة. إلى ذلك ، كشف عضو بلجنة سياسات الحزب الوطني عن وجود تعليمات مشددة بضرورة الالتزام بالقواعد الحزبية في التعاطي مع وسائل الإعلام من خلال لجنة الإعلام الخاصة بالحزب لمنع وقوع تضارب في التصريحات وتداخل الرؤى الشخصية مع موقف الحزب الذي سيتم الإعلان عنه خلال مؤتمر صحفي. ولفت المصدر إلى أن لجنة السياسات منشغلة بالاجتماعات الخاصة لصياغة الرؤى المتعلقة بالعمل الحزبي خلال المرحلة المقبلة.وأفاد بان اجتماعات لجنة السياسات تناقش عدد من الملفات الهامة، منها ملف البرنامج النووي المصري في سياق السعي لتأمين احتياجات مصر من الطاقة وخاصة الطاقة النظيفة المتجددة خلال السنوات العشر المقبلة. وأوضح أن اللجنة أيضا تناقش قضايا الأمن القومي المصري وما يتصل بها من علاقات القاهرة بالعواصم الدولية والأفريقية والعربية، مشيرا إلى أن هناك سعي جاد لتطوير علاقة مصر بدول حوض النيل خاصة مع تصاعد الأزمة المتعلقة بملف تقاسم مياه النهر. وكشف أن المؤتمر هذا العام يأتي في ظل ظروف خاصة بعد الفوز الكبير الذي حققه الحزب الوطني في انتخابات مجلس الشعب الأخيرة، مشيرا إلى أن المؤتمر سيمثل انطلاقة الحزب نحو الاستعداد لانتخابات الرئاسة المزمع اجراؤها نهاية العام المقبل. واستبعد المصدر ان يعلن الحزب عن اسم مرشحه لانتخابات الرئاسة، مشيرا إلى أن الحزب يعمل في سياق تدشين خطته بشان هذه الانتخابات مهما كان اسم المرشح. وأضاف: "اسم مرشح الحزب الوطني لانتخابات الرئاسة يشهد لغط كبير بالشارع المصري"، مشدد على ان الرئيس لم يحدد موقفه بعد من خوض هذه الانتخابات وان الحزب لن يبحث البدائل إلا في حالة إعلان الرئيس عن موقفه سواء بترشيح نفسه او الاعتذار عن خوض هذه الانتخابات باسم الحزب. وقال الرئيس مبارك، فى كلمته التى استمرت 30 دقيقة أمام المؤتمر السنوى السابع للحزب إن نتائج انتخابات مجلس الشعب جاءت لتثبت من جديد أن العمل الحزبى يظل رهنا بالتواصل مع الشارع المصرى بمشاكله وهمومه وآماله، وبقدر ما تحققه الأحزاب من تطوير وإصلاح فى هياكلها وبنائها المؤسسى وكوادرها وفيما تطرحه من فكر ورؤى وبرامج عملية قابلة للتنفيذ. وأكد مبارك أن الحزب الوطنى أثبت دائما انفتاحه على كل فكر جديد يعى واقع المجتمع المصرى وينحاز لمصالح الوطن والمواطنين، وقال: "خضنا بهذا الفكر الجديد الانتخابات التشريعية عام 2005 ببرنامج حاز ثقة الشعب وخضنا به الانتخابات البرلمانية الأخيرة ببرنامج طموح يبنى على ما حققناه حتى الآن.. يعى شواغل وهموم وأولويات المواطنين ويحتضن آمالهم وتطلعاتهم للحاضر والمستقبل الأفضل".