ومع فنجان قهوتى وبلكونتى والسماء الصافيه أخذنى الحنين إلى أيام طفولتى وشبابى أيام عرفت فيها المعنى الحقيقى للإخلااص المعنى الحقيقى للقلوب الصافية ..زمان كانت الناس عيشه بالفطرة كان حبهم لبعض واحساسهم ببعض مالى قلوبهم ..وما أجمل زمان وليالى زمان ..شوارع مش زحمه ..بيئة نظيفه رغم عدم الوعى .وااااه على لمة العيلة زمان والضحكة الحلوة الصافيه ..وصلة الرحم والجار اللى عنده مناسبه كل الجيران تشاركه الفرح والحزن ..ماكناش بنعرف المسلم من المسيحى من شدة الترابط زمان ااااااه من زمان كل جيرانا كانوا اخواتنا …وكل الامهات خالتنا ..وكل الابهات أعمامنا ..والاكل واحد والشرب واحد ياريتها دااااامت زمان كان الصغير بيحترم الكبير والكبير يحنو على الصغير ويعلمه القيم والمبادئ والاخلاق الحميدة كانت أيام كلها خير وبركة واخلااق واحترام ايام البساطه والتواضع والتقدير والحب ياريتها دااامت ..زمان كان اهل الشارع الواحد والحارة الواحده كان اللى يطبخ اكلة جميله لازم يهدى لجاره طبق منها ..كان فى رمضان كل بيت بيفتح بابه ساعة الفطار واذا مر احد امام اى بيت ساعة الفطار ..يهب أهل البيت من على طعامهم ويعزموه على الفطار الان اختفت العادات الحلوة وقلت البركة ..إفتكرت والدى وهو دايما يؤكد على أمى فى رمضان بزيادة كمية الافطار عسى ان يمر امام منزلنا احد ولابد من إفطاره ..ياااااه على زمان وحلاوته ..كان فى كل بيت مخزن للقمح والذرة لصناعة الخبز فى المنزل ولمة الحارة والشارع على فرن الخبيز ومساعدتهم لبعض ياريتهااااا دااااامت ..وتربية الطيور فى المنازل البيوت كانت مليانه خير وبتحدف على بعضها..والقلوب مليانه خير لبعضها ..ماهى لو البيوت مليانه خير ومفيش قلوب حلوة وصافيه هينتشر الحقد والغل والحسد ..إفتكرت تلفزيون بيتنا اللى كان بيتحرم علينا لو فى شارعنا او الشارع اللى جنبنا حد مات افتكرت بيتنا اللى كان بيتفتح لفرح جارنا وضيوفه ..إفتكرت الاكلة الحلوة اللى كنت بحبها أنا واخواتى كان جارنا ياكل منها واحنا كمان كنا بناكل من اكلاتهم الحلوة ..إفتكرت سهرتنا للصبح وقعدنا بأمان أمام بيوتنا وتبات مفتوحه كأنها بيت واحد وعيلة واحدة إفتكرت مدرستى وأساتذتى وأد ايه كنت بحترمهم وبعمل لهم الف حساب لما كان استاذى يدخل الفصل كنت أأقف إحتراما وتبجيلا يااااااااااه أد إيه كانت أيام حلوة ..ياريتها دااااامت وخلصت قهوتى وأظلمت السماء وأنا فى حنين وشوق أن يرجع بى الزمان وأتزوق حلاوة زمان وأيام زمان .
